كان المقترح أن تعقد ندوة عن القيم الدينية وصحة الإنسان. عقدت الندوة في أحدى الكليات العملية التي يتعلم فيها الطلاب النظريات العلمية والتطبيقات المعملية المبنية على أسس التفكير العلمي السليم المجرد بدون أية معاكسات من العواطف والغيبيات أو ما يسمى في علم الرياضيات المجاهيل (Unknowns). حضر الندوة لفيف من أساتذة الطب والهندسة ومعظم التخصصات العلمية والأدبية وجمهور من الطلبة والطالبات.
تحدث المحاضر ضمن ما تحدث عن:
1. ماهية الروح و عرفها على أنها الأمر الإلهي المنشئ لوجود الإنسان المختص بإدارة الجسم الإنساني لتمكنه من التواصل مع خالقه عز وجل والتواصل مع العوالم غير المحسوسة.
2. بعض القيم الدينية لعلاج أمراض الروح (الرقية) حيث يتم من خلالها تصحيح مسارات إدارة الروح للجسم الإنساني والتي يتم التأثير عليها من خلال الحسد أو السحر أو المس الشيطاني.
3. بعض فضائل السور والآيات القرآنية الشريفة عن أمراض الروح (الرقية): الفاتحة ـ الإخلاص ـ المعوزتين ـ أول سورة البقرة وآية الكرسي وآخر سورة البقرة ـ أول سورة آل عمران وآخرها ـ آخر سورة التوبة ـ أول سورة يس ـ أول سورة النمل ـ آخر سورة الإسراء ـ أول سورة طه ـ آخر سورة المؤمنون ـ أول سورة الصافات ـ أول سورة غافر.
4. الاهتمام بالأذكار المقترنة بالزمان مثل أذكار الصباح والمساء أو المكان مثل أذكار دخول البيت أو الخروج منه وغيره.
5. ضرورة التواصل بين الطلاب والسادة الأساتذة المتخصصين لتصحيح مفاهيم القيم الدينية وتقويم السلوك الإنساني وتقييم مساره بصفة مستمرة.
مناقشة توصيات الندوة
أجمع الحضور ومعظمهم من أساتذة الجامعات والمتخصصين في العلوم والأداب والدراسات الإنسانية والعلوم الأدبية ولا ينتمون إلى أية تيارات متشددة ـ حسبما نعتقد ـ على القيم العظمى لمخرجات الندوة وما تركته من آثار طيبة في وجدان كل الحضور وقدموا الشكر للأستاذ المحاضر والقائمين على تنفيذ الندوة وطالبوا بتعميمها لتعظيم الاستفادة لأعداد كثيرة من الطلاب وغيرهم.
أسئلة تحتاج إلى إجابات
تقدم أحد الأساتذة بعدة أسئلة ـ نعتقد أنه كانت بمثابة الانفجار الكبير ـ فتساءل الأستاذ قائلاً:
* نحن نعلم جميعاً أن الروح من أمر ربي وأن الله سبحانه لم يعطي هذا السر لأحد فكيف أستطاع الأستاذ المحاضر أن يعرف ماهية الروح ومن أين جاء بهذا التعريف على أنها الأمر الإلهي المنشئ لوجود الإنسان المختص بإدارة الجسم الإنساني؟ وما هي تلك المراجع التي أستند إليها.
* وإن كنا لا نعلم عن الروح شيئاً فكيف لسيادته أن يتعرف على أمراضها؟ وما هي المراجع الطبية التي أستند إليها؟
* تحدث سيادته عن (الرقية) وهذه المواضيع هي مجرد إيمانيات بغيبيات يؤمن بها البعض ـ حسب معتقداته ـ والبعض الآخر ربما لم يسمع عنها، فكيف لسيادته أن يتكلم عن الإيمانيات والغيبيات في مجتمع علمي ينتهج مبدأ التفكير العلمي المبني على النظريات والمراجع العلمية.
* تحدث سيادته عن تصحيح مسارات إدارة الروح للجسم وهنا أتساءل: ما هي تلك المسارات وكيف تدير الروح الجسم الإنساني؟ وهل إدارة الروح الجسم الإنساني لها علاقة بالدين والمعتقد؟ وما هو الفرق أو الفروق بين إدارة الروح للجسم الإنساني لإنسان متدين، وإنسان آخر بلا دين في حالة ما كان طرح سيادته صحيحاً؟
* تحدث سيادته عن أن إدارة الروح للجسم تتأثر بالحسد، السحر،والمس الشيطاني. أرجو من السادة الأطباء العظام أن يجيبونني عن تعريفات علمية طبية عن الحسد، السحر،والمس الشيطاني وخصوصاً ونحن في كيانات علمية وليست حوزات دينية.
* أعطى سيادته بعض طرق العلاج عن طريقة تلاوة بعض الآيات الكريمة والأحاديث القدسية، والأذكار، ولم يقدم لغير المسلمين والذين كانوا ضمن الحضور أي طرق علاج من خلال كتبهم المقدسة التي يؤمنون ويعتقدون فيها؟ أم أنه لا يوجد لديهم علاج وعليهم بإتباع نفس العلاج من القرآن الكريم والسنة النبوية.
أيها الرفاق.. أن كنا نريد أن نلحق بالدول المتقدمة فيجب على الحكومات العربية أن تعيد بناء ثقافتها مستندة في ذلك على معطيات القرن الحالي وأن تقوم بثورة ثقافية ـ عادة ما تقوم الشعوب بالثورات ولكن الوضع في العالم العربي كالعادة مختلف فعلى الحكام العرب والحكومات العربية أن يقوموا هم أنفسهم بالثورة الثقافية الشاملة لفصل الدين عن السياسة، عن العلم، عن التعليم عن الأخلاق.... لأننا وللأسف الشديد نجد أن الذين بلا دين وغير المتدينين هم الأكثر صدقاً والأكثر أخلاصاً في العمل، والأكثر انتماءاً لأوطانهم.
د. إميل شكرالله
أستاذ الرياضيات بالجامعات المصرية
[email protected]
التعليقات