منذ ثلاثين عاما تقريبا ثار الشعب الايرانى على الشاه ونظامه اليكتاتورى نتيجة لانتشار الفساد والمحسوبية والقبضة الحديدية التى كان الحاكم يتعامل بها معهم وانحدار مستوى المعيشة...

ورغم ان الشاه كان يحظى وقتها بدعم الشرطة وتأيد الجيش لة.. ورغم انة كانت تربطة علاقات قوية بالولايات المتحدة الامريكية ودول الغرب الا انهم جميعا عجزوا عن اخماد ثورة الشعب ضدة ومساعدتة على البقاء فى مقعد السلطة.. وعندما ادرك انة من الاستحالة وقف الثورة والسيطرة مرة ثانية على البلد لم يجد مفرا امامة سوى الهروب الى الخارج وترك بلدة فى حالة غليان وتسيب كامل وفوضى..

وهنا وجد رجال الدين من اصحاب العمم بزعامة اية اللة الخمينى فرصتهم الذهبية للوصول الى الحكم بعد ان نجحوا بجدارة فى تخدير الشعب الايرانى عن طريق اللعب على المشاعر الدينية واعطاء الوعود الكاذبة بتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والارتفاع بمستوى المعيشة والحكم بطريقة ديمقراطية وشفافية واحترام حقوق الانسان وحرية الراى والفكر...الخ


ولكن بعد 30 سنة من حكم اصحاب العمائم ادرك الشعب الايرانى ان بلدهم لم تتحول الى جنة على الارض ولم تصبح الدولة الاسلامية النموذجية التى كانوا يحلمون بها ولم تتتحسن اوضاعهم فى اى مجال من المجالات هناك بل على العكس ازدادت معاناتهم اكثر بكثير مما كانت علية اوضاعهم ايام الشاه. وازاد استبداد وجبروت رجال الدين الحاكمين لهم وفاقت ديكتاتوريتهم ديكتاتورية الشاه الذين ثاروا عليه وطردوه خارج البلاد هو واسرته!!


لقد صارت ايران بفضل حكم رجال الدين محاصرة من المجتمع الدولى غربا وشرقا.. معزولة ومنبوذة ومكروهة من الجميع حتى من الدول المجاورة لها والدول المسلمة والعربية وليس فقط من الولايات المتحدة الامريكية او الدول الغربية او اسرائيل.


ولذلك فلا عجب او غرابة ان نرى الان الملايين وهم يخرجون الى شوارع العاصمة الايرانية يحتجون ويهتفون ضد النظام وينادون بالتغير والديمقراطية بعد ان فاض الكيل بهم وبعد ان اغلقت كل ابواب الامل امامهم فى تحقيق حياة افضل. على اى حال ورغم كل ما نراة يحدث الان فى شوارع ايران الا انة بكل تاكيد لا يعتبر ثورة او انقلاب كامل على النظام هو وانما هو بداية الطريق ويقظة الايرانيين من الوهم والوعود الكاذبة التى وعدوة بها اصحاب العمم من رجال الدين وعودة الوعى من جديد اليهم..لاشك ان ما يحدث حاليا فى ايران لن يطيح بحكم رجال الدين او حتى يضعف من قوتهم وسيطرتهم على البلد بقبضة من حديد وانما هو نوع من التمرد والعصيان والرفض لحكم رجال الدين واستبدادهم وديكتاتوريتهم الذين اوصلوا ايران الى حافة الهاوية والسير فى الطريق الخطر الذى سوف سيقودها اجلا او عاجلا اذا لم يتغير نظام الحكم الى حروب مدمرة مع دول اخرى فى المنطقة بلا مبرر او ضرورة على الاطلاق..


والسؤال هنا: هل هناك دروس وعظات يمكن للشعوب العربية والاسلامية - واذكر بالتحديد الشعب المصرى - ان تتعلمها وتتعظ وتستفيد منها من احداث ايران وفشل حكامها من اصحاب العمائم فى ادارتها بطريقة متحضرة ديمقراطية وعجزهم عن تحويل ايران الى جنة الله على الارض حسب وعودهم السابقة للشعب الايرانى؟؟



صبحى فؤاد

استراليا
23 يونيو 2009
[email protected]