تناقلت بعض وسائل الاعلام صور تلفزيونية لاتقبل الشك والتأويل عن زيارة مشتركة للطلباني والمالكي الى تل ابيب في زيارة سرية وفي وضح النهار في أن واحد !!quot; لو كان هذا الخبر صحيح لقامت الدنيا ولم تقعد حتى لحظتنا هذه في غالبية الاعلام العربي quot; القومجي جدا جدا. وايضا عند وعاظ السلاطين من اصحاب فتاوى قتل العراقيين دون أدنى رحمة او مخافة من الله. ولو كان هذا الخبر صحيح لخرجت علينا غربان الموت والسؤ لتذكرنا quot; بصفوية quot; الاكثرية الساحقة التي يمثلها العرب الشيعة في العراق quot; وبصهيونية quot; اكراد العراق وعمالتهم للصهيونية العالمية!!
ولو كان هذا الخبر صحيح لتم شحن وجبات جديدة ومكثفة من quot; بهائم quot; الموت الى شوارع العراق للدفاع عن شرف القومجية والاسلامجية الذي تم انتهاكه من قبل الرئيس الطلباني والرئيس المالكي. لكننا في العراق نحمد الله ان هذا الخبر فعلا صحيح ولكن الخطأ في تسمية الاشخاص فلم يكونوا زوار تل ابيب التي استقبلتهم وزيرة الخارجية اللبنانية السابقة العزيزة quot; ليفني quot; الرئيسين الطالباني والمالكي. بل كان الزوار من بلد وحكومة quot; عربية quot; اخرى كما اظهرت الصور التي تم عرضها في نشرة اخبار قناة الفيحاء الفضائية.
وايضا ليس غريب ولم يسبب أدنى صدمة لاي مواطن عربي ان يزور رئيس دولة عربية يرافقه رئيس حكومته تل ابيب فمثل هذه الامور اصبحت جرعة محببة عند البعض. لكن الغريب العجيب في الامور ان هذه الزيارة وهذا الخبر تم التستر عليه ومن قبل الاعلام العربي الطائفي بشكل مريب ويدعو للضحك والسخرية.
والاغرب والاكثر دهشة ان هذه الزيارة لم تلق أدنى صدى عند جماعة الاتجاهات المعاكسة ولا حتى عند الراي واخواته الاراء الاخرى. وهذه الزيارة لم يتحرك لها حاجب بلا حدود ولم تتحفز لها كل طاولات الشريعة والحياة. وقد لاتعني هذه الزيارة وكل تفاصيلها العراقيين الاكارم لكن الذي يعنينا بمثل هكذا موضوع هي هذه الهجمة المنظمة والتحريض الدموي على العراق والعراقيين منذ سقوط صنم القومجية الطائفية في نيسان 2003 وحتى يومنا هذا تحت شعارات بائسة quot; قومجية واسلامجية وجهادية ومقاومة quot; فهل يوجد اليوم وبعد هذه الصور التلفزيونية بضاعة اكثر كساد واكثر مسخ واكثر تزيف من هذه الشعارات الرنانه !؟ فمتى يتملك هولاء الناعقين ولو جزء من الحياء وليس كله ومتى يخجل هولاء من أنفسهم في اقل تقدير وليس من الاخرين. ليس لنا اي طلب معونة او مساعدة سوى كف غربان الموت عن تحريضهم على اطفالنا ونسائنا وشيوخنا وعلى تدمير مقدرات بلدنا وانتهاك حرماتنا. ومقابل كل هذا لن نوعدهم بان شعاع عمليتنا الديمقراطية والدستورية في العراق الجديد ستقف عند حدود بلدنا فحسب، فهذا اشعاع ينافس شعاع الشمس والشعوب بطبعها تميل الى النور والحرية والعراق اليوم هو الملك و نقطة التحول الكبرى في هذه البقعة الديكتاتورية من العالم.
وحقيقة لااعرف لماذا خطر في بالي اغنية quot; محروس quot; للفنان العراقي المبدع كاظم الساهر خاصة المقطع الذي يقول quot; جزيرتي من احلى الجزر وانت الملك فيها.... quot; والله يحفظ كل جزيرة ليس حبا فيها ولكن لترى وتكون شاهد ولو قسرا بحكم الامر الواقع على نجاح ونهوض العملاق العراقي الديمقراطي ولو بعد حين بات قريبا جدا جدا. مع الود والتقدير لفخامة رئيس الجمهورية السيد الطلباني ودولة رئيس الوزراء السيد المالكي على اقتباس وضعهم الرسمي والمعنوي في هذه المقالة.
محمد الوادي
[email protected]
التعليقات