الباسيج هي قوات التعبئة الشعبية، أسسها الخميني عام 1979 أعقاب تسلمه السلطة، وأناط بها مهمة أمنية وليست سياسية في الدفاع عن الثورة ومبادئها.
يبلغ عدد أعضائها 3 مليون من الرجال والنساء الأيرانيين،وبعض المغالين يوصلون عددها الى 20 مليون أي ربع نفوس إيران.
مهمة الباسيج المعلنة هي البناء في حالة السلم،
والدفاع عن الثورة الاسلامية في حالة الحرب،
وملاحقة المنشقين والمعارضين للنظام،في جميع الأوقات،
والكلمة تعني بالفارسية..التعبئة!
هم قوة شبه عسكرية، مرتبطة حاليا مباشرة بالمرشد الأعلى خامنئي، لكن غالبيتهم بلباس مدني عادي، و الناس يعرفونهم من نظراتهم وتصرفاتهم وقسوتهم تجاه مخالفيهم
صورهم في الانترنت ومواقع اليوتيوب والفيس بوك وغيرها، كثيرة !
إحدى الصور تظهر مليشيات الباسيج وهي تقتحم أحد بيوت الطلبة وتعتقل عدد كبير منهم
والنتيجة 4 قتلى. (الرابط في نهاية المقالة).
ضحاياهم في الأحداث الاخيرة وصلت الى العشرات حسب (أبو الحسن بني صدر)،
أول رئيس في إيران بعد ثورة الخميني.والذي بقي في السلطة سنة و4 أشهر فقط ثم إستطاع الهرب (متنكرا)،الى الغرب نفسه الذي إحتضن الخميني وأعطاه كامل الحرية في الدعوة الى ثورته على الشاه !
ومع ذلك أضاف بني صدر بأنه لا يعتقد بوصول الأمور في إيران الى حمام دم على الاقل حاليا.
يوم الجمعة 19 يونيو دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الأنسان (نافي بيلاي )،الى كبح جماح المليشيات الأسلامية (الباسيج )، متهمة إياها بممارسة العنف المفرط ضد المحتجين وحذرت بأن الوضع في البلاد قد يشهد مزيدا من التردي، وذكرت بالأعداد الكبيرة من نشطاء حقوق الأنسان الذين ألقي القبض عليهم وزجوا في السجون !
المرشد الاعلى علي خامنئي قال في خطبته ليوم الجمعة 19 يونيو،أي بعد أسبوع واحد على الأنتخابات الرئاسية الايرانية (المزورة)،قال لقد صوت 40 مليون من الشعب الايراني للثورة الاسلامية، لكن 24 مليون منهم،أعطوا أصواتهم لأحمدي نجاد، فلماذا الاعتراض؟وهو طبعا لم يخفي تأييده الشخصي للبيدق القميء احمدي نجاد، بقوله أن الأخير ينفذ أفضل سياسة خارجية وداخلية مطلوبة حسب إعتقاده هو شخصيا.
فأذا كان الأمر كذلك،الشعب كله مع الثورة، والتصويت جميعه لصالحها، فعلام التزوير؟ واللجوء الى إستخدام الشدة والعنف ضد المتظاهرين الرافضين للنتائج والقائلين بتزويرها؟ أم أن الأمر ليس كذلك والشعب خرج هذه المرة ليعلن رفضه للمسيرة بعمومها؟
أسئلة مشروعة، على المرشد الاعلى نفسه الأجابة عليها دون إستخدام الباسيج والتهديد العلني بقمع المعارضين !
احمدي نجاد متهم بتزوير الانتخابات والباسيج هم من ساعده على ذلك..
كل المراقبين السياسيين الأيرانيين المحترمين،أمثال د.علي نوري زاده يؤكدون حصول التزوير في الأنتخابات الأيرانية !(مع تأكيدهم أن جميع المرشيحين هم أبناء الثورة )،
وأن النسب الأولية أعطت ما يقرب من 57 بالمئة لموسوي وحوالي 24 بالمئة لنجاد، قبل تدخل فريق السلطة {فريق خامنئي ونجاد }.
المرشحان مير حسين موسوي وكروبي لم يحضرا خطاب خامنئي الاخير الذي أكد فيه على فوز نجاد وهدد الرافضين وحذرهم بشدة.
بعدها بقليل طلع قائد شرطة طهران المدعو أحمد رضا زادان،على الفضائيات مهددا ومتوعدا المتظاهرين قائلا : من اليوم فصاعدا يمنع أي تجمع أو إحتجاج، رجال الأمن سوف يتصدون بكل حزم لهم.
لكن المتظاهرين لم يتوقفوا ! الشعب الأيراني يثبت من جديد أنه شعب حي لا يرضى بسيطرة التخلف والظلام عليه..نفس الشعب الذي ثار على الشاه قبل 30 عاما والمؤيد بأجمعه للثورة (حسب الخامنئي نفسه )، يرفض اليوم الأستبداد والتسلط.
عدد من الدول الاوربية مازالت تشهد مظاهرات تأييد للشعب الايراني الذي خرج للاعتراض على تزوير صوته،خصوصا في فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبلجيكا وعدد آخر من دول الاتحاد الاوربي!
الرئيس الأمريكي اوباما قال : نحن نطالب بالعدالة السلمية في ايران.
يوم السبت 20 يونيو، صدرت التعليمات من مجلس صيانة الدستور، بأعادة فرز 10 بالمئة من الأصوات الانتخابية ! وهذا لايشكل سوى 4 مليون من الاصوات وحتى لو كانت النتيجة الجديدة هي إحتسابها كلها لموسوي فلن تكون ذات جدوى،
إذ سيتبقى في كل الاحوال 20 مليون صوت، لنجاد التي يضمن بها الاغلبية.لكن بعد قليل صدر تصريح لناطق بأسم المجلس المذكور بأن موسوي وكروبي خسرا حقهم في الطعن لعدم حضورهم..
التخبط واضح من أعلى الهرم( خامنئي )، الى أجهزة الأمن والشرطة والباسيج !
السلطات الامنية توعدت صراحة، بأنها ستكون صارمة بقمع التظاهرات بالقوة ورجال الامن سيقومون بعملهم..
الحكومة الايرانية قطعت كل الاتصالات مع الخارج ومنعت وكالات الانباء ويراقبون حتى الانترنت والهواتف وباقي وسائل الاتصال !
فماذا بعد؟؟
هل سيقوم الباسيج هذه المرة بدور السافاك أيام الشاه؟ بقمعه معارضي النظام؟
أم يفترض به الوقوف على الحياد، مادام الجميع أبناء الثورة ومناصريها؟
هل نسي الخامنئي نفسه سلوكه وإنفتاحه على الناس ومجالسته للفنانين وباقي طبقات المجتمع في أيام الثورة الأولى؟بحيث كان يوصف حسب (د.علي نوري زاده)، بأنه الأكثر إنفتاحا بين رجال الدين؟
هل السلطة والكرسي تنسي المباديء؟
أعتقد أن المسألة الآن بالنسبة للشعب الأيراني البطل، قد تعدت مشكلة تزوير الأنتخابات، ووصلت الى القضية الأهم والأشمل، ألا وهي تغير النظام والأنعتاق منه كليا !
الله كريم
الرابط الاول:
http://www.youtube.com/watch?v=VO4817_S6K4
الرابط الثاني :
http://www.bbc.co.uk/arabic/av/middle_east/2009/06/090617_iran
_inside.shtml?bw=bbmp=wmbbcws=1news=1
رعد الحافظ
التعليقات