هل لبنان فقط هو مسرح هذه العلاقة؟ أم أن هنالك ما هو أكبر في هذه العلاقة، خاصة في تحولاتها الأخيرة، وخلال السنوات الثلاث المنصرمة؟ في لبنان هنالك معادلة باتت تعرف ب( س- س) وبات الأمر يصور وكأن الحلول السحرية تأتي من هذه المعادلة، هل فعلا السعودية والنظام في دمشق، هما المحرك الفعلي للتفاعلات في الساحة اللبنانية؟ وكما هو معلوم لم تشهد العلاقة السورية- السعودية توتر مثل الذي شهدته بعد اغتيال الراحل رفيق الحريري، حيث كان كل المشهد السعوديquot; سياسيا وإعلاميا، يشير بإصبع الاتهام إلى النظام في دمشق، كحال بقية دول العالم، مع العلم أن الآلة الإعلامية السعودية كان لها سبق الحضور في شرح وتفسير وتعليل أسباب هذا الاتهام، إلى درجة وصلت إلى حد الجزم لدى بعض وسائل هذا الإعلام.


حتى أن الإعلام العربي انقسم بين فضاء سعودي، مساند لكل هذه الأطروحات، وفضاء سوري- قطري، مناقض لكل هذه الأطروحات، والغريب في الموضوع الآن، أن الإعلام الأول تراجع عن مثل هذا الفضاء، وبدأ يتحدث عن توافقات تحت معادلة(س- س) سواء في لبنان أم في غير لبنان، العراق نموذجا حيث يلحظ المرء، الآن أن هنالك تناغما واضحا بين الطرفين، إلا أنه غير مباشر، ضد حكومة المالكي العراقية، المنتخبة من شعب منهك هده الإرهاب، ورعونة بعض السياسات الأمريكية، إضافة إلى المعادلة الإيرانية.

ومن الملاحظ أيضا أن الحلف القطري مع النظام في دمشق لازال كما هو لم يتغير قيد أنملة، ولازالت آلته الإعلامية تصب جهودها على الدعاية لممانعة النظام في دمشق، ولا توفر جهدا في الهجوم على السياسة السعودية في المنطقة غمزا ولمزا أم بشكل واضح، حسب البرنامج أو الوسيلة الإعلامية. وهذا جعل بعض المراقبين يطرحون سؤالا عما تريده السياسة السعودية في هذه المرحلة؟

إيران في الصورة، لا بل هي كل الصورة التي لا تتحدث عنها أخبار الاتصالات السعودية مع النظام في دمشق، إيران الآن هي التي بيدها الحل والربط في الساحة اللبنانية أقله في شقها الذي يتعلق بحزب الله، وحزب الله معروف وزنه في السياسة اللبنانية، بغض النظر عن موقفنا من هذه السياسة، وعن موقفنا من ممارسات حزب الله، ويبقى السؤال معلقاquot; ما الذي تريده السياسة السعودية في هذه المرحلة، وما مساحتها في معادلة( س- س؟

أما النظام في دمشق وبالاستناد إلى ثلاثيته القطرية الإيرانية التركية- عبر سوق التفاوض مع إسرائيل، يرى أن سياسته هذه فيها من الخصوبة، الكثير لكي يحقق مكسبا رئيسيا وأساسيا، وهو ndash; الوقت- وهذا ما حقق قسم منه، لأن الوقت وحده بالنسبة له يشكل فسحة لإعادة إنتاج سيطرته الأحادية على الوضع في سورية بكل ممكناته الداخلية والخارجية.

السلطة ممركزة ومحتكرة سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، هي الهم الأساس بالنسبة للنظام في دمشق، فكم استفاد ويستفيد من انفتاح دولي وإقليمي وخاصة سعودي، من أجل هذا الهدف؟ ونختم بسؤال:
ما الذي استفادته السعودية من هذه السياسة؟

غسان المفلح