كل النكبات والكوارث التي ألمت بالأمة الكردية من الإنكار والإبادة كانت ولاتزال تحدث على أيدي المسلمين فقط. صحيح أن إتفاقية سايكس بيكو لعبت دوراً كبيراً في بدايات القرن المنصرم، إلا أن أشد حملات الإنكاروالإبادة حصلت بعد أن أصبح المسلمون أصحاب القرار في أوطانهم. في تركيا لم يكن للكرد وجود، كان يطلق عليهم أتراك الجبل. الإنكاردام لمدة ثمانين عاماً مع حملة تتريك مريعة لم تحدث في أشد البلدان كفراً وإلحاداً. إرهاب الدولة التركية أمحى من الوجود 4000 قرية كردية في التسعينات، هذا ناهيك التهجير والإعدامات في العشرينات.
في العراق كانت حلبجة والأنفال والتعريب.
في سوريا التجريد من الجنسية وقطع الأرزاق والهجرة والسجون والتعذيب......والحبل مايزال على الجرار.
في قال الخميني في فتواه بأن قتل الكردي حلال....ولايزال الأمر كذلك.
كل ما حدث أعلاه كان بأمر وتنفيذ من المسلمين وليس بيد أحد آخر. كل ذلك حدث ولم ينبض في المسلمين بكل فصائلهم الدينية والسياسية والإجتماعية وحتى الخيرية ومن كل المذاهب عرق من النخوة والنجدة ازاء اخوانهم في الدين. كم تباكى المسلمون على المسلمين في البوسنة وغيرها كذباً ودجلاً. أقول كذباً لأن الكرد أيضاً كانوا مسلمين.....هم يذرفوا حتى دموع التماسيح علينا. أم أن قتل المسلم للمسلم حلال؟. كيف يقبل وجدانكم التفريق بين قتل الأطفال في كردستان والبوسنة وغيرها؟. بل وبين الإنسان والإنسان مهما كان ديدنه...
معاناة الإنسان الكردي أصعب بكثير من معاناة الفلسطيني. كيف تتوقعون أن تصبح أعياد هؤلاء أعياداً لنا نحن الكرد أيضاً؟. مع العلم أن هناك الكثير من الكرد غير المسلمين وهؤلاء ذاقوا الأمرين. وكثيرون من الكرد يتركون الإسلام في السنوات الأخيرة بعد أن ظهر المسلمون على حقيقتهم على أرض الواقع. القصد هنا ليس الإساءة للدين الإسلامي قطعاً، ولكن على المسلمين التحري عن أسباب هذه الإزدواجية العجيبة والشاذة في نفوسهم والتي هي تراكمات القرون السابقة. هذه الإزدواجية لدى المسلمين تعتبر إلحاداً حسب مبادئ الشرع الإسلامي بالذات. لقد آن الأوان لإجراء بحوث علمية جادة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء إصابة الإنسان المسلم بتلك العاهات اللاإنسانية. كيف لنا أن نفرح ونحتفل بعيد ديني بعدما أصبح الدين بذاته شؤماً علينا. آن الأوان لإلقاء الضوء على الحقائق.
أعيادكم لن تكون أعياداً للمسلمين الكرد، إلا إذا قام المسلمون بالإعتراف والإعتذار للكرد والوقوف الى جانب الحق والقيم الإنسانية قبل أي شيء آخر. عزاؤنا الوحيد الآن هي المحاولات الجادة التي يقوم بها حالياُ المسلمون الليبراليون في تركيا لحل القضية الكردية. ونحن في إنتظار النتائج.
د. بنكي حاجو
[email protected]
التعليقات