طالب الأمير تركي الفيصل في مقال له بصحيفة الشرق الأوسط ( 14 / 9 ) المجتمع الدولي بممارسة ضغط فعال علي إسرائيل quot; كي تتخلي عن جيمع الأراضي العربية ليس فقط من أجل الحصول علي تنازلات غير مستحقة، ولكن لأثبات النوايا الطيبة ولتأكيد أنها مستعدة للعمل وفق قواعد مجلس الأمن التى تفرض عليها الإلتزام بالمعايير الدولية للإحتلال العسكري quot;.
رئيس وزراء إسرائيل الذي يحاول منذ فترة ان يلمع صورته بزيارة عدد من العواصم التى كان أخرها القاهرة ( 13 / 9 ) مرددا حاجة حكومته quot; لمزيد من حسن النوايا العربية لكي يوافق علي التفاوض مع الجانب الفلسطينى والنظر فيما يمكن ان يتنازل عنه من اراضي عربية محتلة quot;، لا يحظي بالثقة التى تؤهله لأن يتخذ خطوة إيجابية واحدة في إتجاه السلام الذي تعمل كافة الإطراف ذات الصلة الوثيقة بملف الصراع الأقدم في الشرق الإوسط علي إيجاد حل عادل ومستقر له.
نتنياهو الذي ضيق الخناق علي إسرائيل خارجياً يصفه عاموس كرميل بصحيفة يديعوت ( 8 / 9 ) بانه quot; سياسي صغير يحاول إرضاء الجميع بدلاً من أن يحسم ويقرر كرجل دولة مسؤول quot;، كل ما يشغله كيف يناطح ادارة اوباما في واشنطن ويبطل مفعول التعنت الأوربي حيال سياساته التى ترتكز quot; علي أغلبية هشة وإئتلاف هزيل quot;.
أما المحلل السياسي يوئيل ماركوس فيُذكر المجتمع الإسرائيلي بمقولة كيسينجر الشهيرة quot; إسرائيل لا تملك سياسة خارجية واضحة المعالم وأنما سياسة داخلية توظفها لتحقيق علاقات خارجية quot;، ويتساءل بصحيفة هآرتس في نفس اليوم كم سيصبر عليه اليمين ويواصل ابتلاع التصريحات التى يدلي بها quot; وكأنه ممثل سئ نسي سطور دوره quot;..
وفي هذا الخصوص يطالب جيل درمون ( صيحفة يديعوت 15 / 9 ) نتنياهو بأن يجري مكالمة هاتفية يأمر فيها الموظف المسئول بوزارة المالية بفك الحصار quot; عن مبلغ 50 مليون شكيل وفق عليها منذ 18 شهر بهدف توفير الغذاء للجياع quot;.. ويتساء الكاتب quot; ما قيمة 50 مليون شيكل مقابل مليون وستمائة وثلاثين الف شخص يعيشون تحت خط الفقر، انها لا شئ.. ومع ذلك هي افضل من لا شئ quot;.
وبينما يري عاموس أنه من الصعب علي تركيبة نتنياهو السياسية أن يتجاوب مع مطلب وقف بناء المستوطنات لأنه يضع نصب عينيه فقط quot; إحباط جهود إيران لإنتاج قنبلة نووية quot; تلك الأولية التى ترددت كثيرا علي لسانه طوال الستة اشهر الماضية منذ جلس علي كرسيه.. وجعلت الآخرون يفتشون عما فعله غير ذلك.
لم يتمكن من وقف إعتصار الاقتصاد الإسرائيلي بسبب أزمة البلاد المالية المتفاقمة!! ولم يُوفق في وضع خطة إصلاحية للخدمات الاجتماعية!! ولم ينظر بعين الإعتبار لأزمة تلاميذ اليهود الشرقيون في المدارس الحكومية!! ولم يحرك اي ملف سياسي من موضعه علي الرف!!..
يصفه أري شبيط بانه حائر وغير حازم، ويقول عن حكومته أنها تفتقد لبرنامج إصلاحات وضاح الأبعاد لأنها تتبني فلسفة quot; قليل من الشاي وقليل من القهوة quot; أي قليل من اليمين وقليل من اليسار.. أما إفتتاحية صحيفة هآرتس ( 11 / 9 ) فتقول أن أداؤه بعد 180 يوم يبرهن علي أنه quot; لم يهتم كثيراً بتنظيم طاقم مكتبه quot;.. وتستدل علي ذلك بأسلوب الترويع الذي يفرضه كل عضو في هذا الطاقم علي الآخرين.
من حق نتنياهو أن يدعي وكأنه تشرشل أنه quot; يقود دولة كبري quot; لكن تركيبة مكتبه تبرهن علي انه quot; ليس بقادر علي إدارة دولة صغري quot; لذلك يري كثيرون أنه إن لم يستخلص الدروس بعد ستة أشهر في الحكم quot; فمن شأن الأزمة القادمة أن تُلحق بإسرائيل ضرر حقيقي وخطير quot;.
نموذج نتنياهو الجديد الذي عاد بعد عشرة سنوات للكرسي quot; لا يفعل شئ، ويريد من الآخرين أن يصدقوا أنه يفعل ما في وسعه quot; لا يريد أن يتخذ قرارات صعبة ولا سهلة !!، تقول ياعيل باز ميلاميد في صحيفة معاريف ( 13 / 9 ) أن نصف سنة أخري ربما تمر بينما quot; العرض العبثي الذي يعرضه لا زال مستمراً quot;، لأنه مصمم علي القيام بدور quot; المتظاهر بانه سيقدم علي خطوة حاسمة quot;.
معظم التحاليل الدولية تؤكد أن دولة إسرائيل معتقلة داخلياً في جيب البيروقراطية وليس هناك ما يدل علي ان هناك خطة لمنع قطارها من السقوط المدوي في الهاوية، وأنها معتقلة خارجياً في مقولة القبول بقيام الدولتين التى لا تعني عند رئيس الوزراء شئ.. بينما تستطيع حكومته ان تكسب العالم إلي صفها إذا توصلت إلي اختراق عقلاني لمشكلة الاستيطان ولصراعها غير المنطقي مع الفلسطينيين.
يقول الكاتب الاسرائيلي أيتان هابر أن مساعي الإدارة الأمريكية الحالية لإطلاق مفاوضات السلام بين إسرائيل والجانب الفلسطيني quot; تصطدم بالإعتداء المتواصل علي الشروط التى وضعها أتفاق اوسلو وعلي رأسها وقف البناء المتواصل في المستوطنات quot;.. هذا بينما تقول شيرا فرنكيل في صحيفة التايمز اللندينة ( 14 / 9 ) أن محاولات جورج ميتشيل لعقد قمة أمريكية / إسرائيلية / فلسطينية علي هامش إجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة وان كانت تلقي ممانعة من محمود عباس يمكن حلحلتها، إلا انها تصطدم برفض نتيناهو لمبدأ التفاوض علي أسس واضحة لم تستطع زيارات المبعوث الأمريكي المكوكية للمنطقة ان تخفف منها علي امتداد ثلاثة اشهر..
نسأل، بعد مرور 16 عام علي توقيع اتفاق أوسلوا مع السلطة الفلسطينية يوم 13 سبتمبر عام 93.. ماذا تحقق للشعب الفلسطينى؟؟ ونجيب quot; لا شئ quot;.
وهذا ما يهدف إليه نتنياهو ان يتواصل حصد quot; اللاشئ quot; لسنوات طويلة قادمة.
الدكتور حسن عبد ربه المصري
استشاري إعلامي مقيم في بريطانيا [email protected]
التعليقات