رغم اننا لانميل ان نکون من اولئك الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة و ما يتداعى عنها من نتائج متباينة، إلا اننا في نفس الوقت نرى ان خلف کل خطوة أو تحرك غير منطقي و لايتناسب مع الخطوط العامة للأوضاع في المنطقة، ثمة علامة إستفهام تقود الى مفترق الشکوك و الظنون، سيما عندما يتم إنتقاء اطراف القضية بدقة و عناية بالغة و في ضوء ذلك يسبکون موضوعا قد يصدقه عامة الناس لما في خطه العام من مدلولات تعود المتابع للتوصل الى إستنتاج يصب في صالح طرفا أو أطرافا مستفيدة من وراء إثارة هکذا أمور.
وليس بغريب أبدا إستهداف دول مجلس التعاون الخليجي بشکل خاص ودولا عربية أخرى بشکل عام بهکذا أمور، وان الماضي القريب يضم في جعبته الکثير من القضايا و الاحداث التي تؤکد نظرتنا هذه، ولاسيما فيما يتعلق بالسعودية و البحرين و الکويت و قطر و الامارات العربية و اليمن، وان إستقرائا ميدانيا بسيطا للخط العام لکل الاحداث التي جرت أو تجري في هذه الدول يقود في النتيجة الى ثمة علاقة دقيقة فيما بينها، ولعل التصعيد الاخير في اليمن و التطورات الدراماتيکية في سياق الاحداث و ماقد إستخلصته و تستخلصه الدوائر المعنية من جراء تلك التطورات، تشير کلها الى أيادي عابثة من خلف حدود اليمن، لکن، إثارة مسألة أخرى متعلقة بالشيعة اللبنانيين العرب في دولة الامارات العربية المتحدة من حيث أن هذه الدولة (المعروفة بکرمها و طيبتها مع لبنان شعبا و حکومة) تتبع سياسة مشبوهة ضد الشيعة اللبنانيين على خلفية تصويتهم لحزب الله و حرکة أمل وانها (أي الامارات) تمارس ضغوطا محددة عليهم من اجل إجبارهم على إتباع أو إلتزام نهج معين، يجبرنا على التساؤل عن سبب إثارته في هذا الوقت تحديدا، حيث أن أحداث اليمن مازالت وللاسف مستمرة کما ان الاوضاع في العراق أيضا تشهد تصعيدا غريبا بإتجاه تأزيم علاقة العراق بأشقائه العرب، وقطعا ان تساؤلنا هذا يقودنا أيضا الى الربط بين هذه الامور کلها و جمعها في سلة واحدة ويقينا أننا لانبني رؤيتنا هذه على اساس نظري أو إنشائي بحت، وانما ننهله من خط مجريات الاحداث و ما تصب من مصلحة في محصلتها النهائية لطرف معين على وجه التحديد.


ان دفع الشيعة العرب، لبنانيين أم يمنيين أم سعوديون أم أي کانوا للتشکيك بالنظام العربي الرسمي و تصديق مزاعم تقول بأن کل الذي يجري من أحداث و ممارسات ضد الشيعة العرب انما هي بسبب من رفض النظام العربي الرسمي لهم و العمل على تحجيمهم و تهميشهم هو محضص إفتراء و زعم باطل من اساسه، وقطعا ان هکذا سياسة خبيثة باتت تطبق بين الفترة و الاخرى في هذه الدولة العربية او تلك، تقف خلفها مرام و اهداف في منتهى الخبث أهمها إستهداف الامن الاجتماعي من أجل خلق زعزعة في واحد من اهم أرکان الامن القومي العربي الذي نعتبره في المجلس الاسلامي العربي خطا أحمرا يعنينا ونعتبر الدفاع و الذود عنه واجبا دينيا و قوميا و وطنيا واننا ندعو کمرجعية فکرية سياسية للشيعة العرب، أخواننا من الشيعة العرب في کافة أرجاء الوطن العربي الى إلتزام الحيطة و الحذر من هکذا تحرکات مشبوهة و خبيثة تصب في صالح جهات تتربص شرا بالعرب و دولهم و مصالحهم و امنهم القومي ونحثهم على عدم التصديق أبدا بهکذا مزاعم و قضايا باطلة من اساسها وليست تدعو في النهاية إلا الى باطل و مابني على الباطل باطل حتما ومن هنا، فإن الواجب الاسلامي و الوطني و القومي يدعونا الى التمسك بالنظم السياسية في بلداننا و الى الالتزام بالتماسك الاجتماعي و عدم التفريط به لدعاوي مشبوهة و باطلة من اساسها وبهذه الطريقة فقط نفوت الفرصة على أعداء أمتنا العربية و نحفظ أمننا القومي من أية أخطار محدقة بها.

*محمد علي الحسيني
*الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان.