بعض الحكام يتصورون ان الاستجابة لمطالب شعوبهم والاستماع اليهم باتضاع والتعرف على احتياجاتهم ورغباتهم والتشاور معهم واخذ رايهم عند اتخاذ القرارات الصعبة والهامة علامة من علامات الضعف والخنوع والاستسلام وليس من علامات قوة الشخصية والزعامة الناجحة المؤثرة.. بعضهم يتصور اذا لبى طلب ما لشعبة او مجموعة من ابناء وطنة او رضخ لرغبتهم فى امر ما من الامور فانة بالتالى سوف يفقد هبتة ومكانتة وقدرتة على التحكم فيهم والسيطرة عليهم!!!!


بعض الحكام اذا بلغهم استياء الشعب من الوزير الفلاني او المسؤول العلانى فانهم يزدادون تمسكا بهم واصرارا على بقائهم فى مراكزهم ومناصبهم نكاية فى شعوبهم وعقابا لهم بل تجدهم يسرعون بترقية هذا الوزير او المسؤول وضمهم الى شلة المحظوظين المرضى عليهم بدلا من التخلص منهم تلبية لرغبة الشعب..


وبعض الحكام اذا رأوا مسؤولا ما محبوبا من الشعب ويقوم بتادية واجبة وعملة بضمير ونظافة يد وحرص شديد ليلا ونهارا على مصالح الناس الغلابة والوطن نجدهم يسرعون بالتخلص من هذا المسؤول حتى لا يجد الشعب من يحبة او يحترمة او يهتف باسمة سواهم.


بعض الحكام اذا قالت شعوبهم ديمقراطية نجدهم يقولون لا والف لا الدكتاتورية هى الاصلح والانفع لكم ولاولادكم.. واذا طالبت شعوبهم بالتغير قالوا لهم بعناد لا تغير لانة قد ياتى اليكم بما لا تشتهى نفوسكم.. المهم هو العناد والسير فى عكس الاتجاة التى تسير فية شعوبهم لمجرد اثبات الوجود والتظاهر بعدم الضعف امام مطالب شعوبهم حتى لو كانت هذة المطالب عادلة وانسانية ومعقولة جدا وتقر بها وتنص عليها قوانين الارض والسماء ايضا.


ان هؤلاء الحكام الطغاة الذين يتسمون بالعناد والاصرار دائما على السير فى الطريق المعاكس الذى تسير فية شعوبهم هم - عكس ما يتصورون- ضعفاء للغاية عجزة فاشلين مستبدين ليس لديهم ما يعطوة لشعوبهم باستثناء التنكيل بهم والتعالى عليهم والاضرار بمصالحهم وتخريب حاضرهم وتدمير مستقبلهم واحالة حياتهم الى جحيم لا يطاق.


وعلى العكس نجد الحاكم القوى الناجح الحكيم الذى يحبة ويحترمة شعبة هو الذى يستمع الى شعبة ويعمل على تحقيق مطالبة وخاصة اذا كانت هذة المطالب معقولة وانسانية وقانونية..هو الحاكم الذى لا يتصور نفسة وصيا عليهم او الها لهم ولكن خادما مطيعا لهم او موظفا حكوميا عندهم يلبى مطالبهم ويوفر لهم بقدر المستطاع والمتاح كافة احتياجاتهم.. هو الذى لا يعتقد انة لا ولم يخطأ فى قرارتة او فى نظرتة الى الامور.. وهو الذى لا يتظاهر بالفهم والمعرفة فى كل الاشياء وكل المجالات وكل العلوم والمعارف ولذلك تجدة يستمع فى اتضاع وبساطة الى الاخرين ويتشاور معهم ويسعى للتعرف على ارائهم وافكارهم ورؤيتهم..


ان التاريخ الحديث يقول لنا بالدليل والتجربة ان اسوء انواع الحكام هم الذين عرفوا بالعناد الشديد وقد حلت الكوراث والنكبات على بلادهم وعانت شعوبهم الامرين والويلات بسبب هذا العناد..


واعتقد ان كلنا يتذكر كيف اوصل عناد صدام حسين العراق وشعبة الكريم الى هذالحال الصعب الذى يعيشون فية حاليا.. ناهيك عن احتلال العراق وتدميرة وموت مئات الالوف من العراقيين بلا ذنب او جريمة. ونفس الوضع الماساوى كان ولا يزال فى السودان بسبب عناد عمر البشير ورفضة النصح والاستماع الى الاخرين الذين يريدون الخير للسودان وشعبة.


وايضا كل من زيمباوى ومصر بسبب عناد روبرت موجابى والرئيس مبارك.
على اى حال نامل ان يدرك بعض الحكام وبصفة خاصة العرب ان العناد ليس دليل على القوة بل هو اكبر دليل على ضعف الحاكم وعجزة وفشلة وعدم قدرتة على الحكم بطريقة ديمقراطية متحضرة تتوافق مع القوانين الدولية وعصر حقوق الانسان.

صبحى فؤاد
استراليا