اقترب موعد صدور الالبوم الجديد للسيدة فيروز والذي يضم 12 أغنية حسب ماصرح الفنان زياد رحباني صاحب العمل، دون ان يتوسع في شرح تفاصيله، مكتفياً بفضح عنوانه ومفسداً علينا عنصر المفاجأة لما سيكون اسم الالبوم القادم، رغم وجود شائعة اطلقت عليه اسم quot;الله كبيرquot; قبل تصريح زياد الأخير.
من المؤكد حسب بعض الفنانين الذين تعاونوا مع زياد في انجاز التسجيلات في الفترة الأخيرة، انه يتضمن 4 اغنيات سبق وقدمتها فيروز خلال صيف 2003 وظلت تقدم قسماً منها في حفلاتها الاخيرة.
برنامج حفلات فيروز في مهرجان بيت الدين 2003، لم يكن جديداً فقط بجديد فيروز وزياد، بل تضمن اغاني للأخوين رحباني، وزعها زياد وقدمت لأول مرة على المسرح. عن تلك الاختيارات، يقول بعض الفيروزيون بحسهم العالي، إنها من ابداعات عاصي الرحباني، مماثلةً لباقة الزهوز في ألبوم quot;الى عاصيquot; بسيطة الكلمة وعذبة اللحن، تسمعها مرة فتدرك رقة صاحبها. تلك الاغنيات التي انتقاها زياد جاءت بموافقة عمه لطالما لم يكن له يد في صناعتها.
في ذاك الصيف المميز، سمع الحضور من قديم الأخوين في الخمسينات، فايق ولا ناسي على المقعد شو بكينا و دخيلك يا أمي مدري شو بني، ومن منتصف الستينات بيي راح مع هل عسكر (من ملحمة أيام فخر الدين 1966) و بكتب اسمك يا حبيبي التي كبتها زياد بأسلوب اوركسترالي رائع، مقتطعاً مطلع الأغنية في التسجيل المعروف، لتبدأها فيروز بطريقة مدهشة، بالإضافة الى صوت الكورال النسائي البديع الذي رافقها.
في نفس المكان قبل عامين، أي صيف 2001، اختار زياد من الانتاج القديم بعدك على بالي، وادتها فيروز بإحساس عالٍ والإضافة الزيادية على الأغنية بتسريع اداء الكورال لمقطع quot;مرق الصيف بمواعيدو والهوى لملم عناقيدوquot; كانت مبتكرة، تفاعل الجمهور معها كان سبباً لإعادة غنائها في حفلات ال 2003 بنفس التوزيع. الأغنية أساساً تعود لاسكتش ورد وشبابيك عام 1961 الذي نسمع فيه صوت عاصي الرحباني الحنون المميز بحوارات قصيرة عن قصص الحب والهدايا بين الأحباب. كذلك استعادت فيروز من هذه اللوحة الفنية أغنية حمرا سطيحاتك حمرا وباتت تقدمها بشكل دائم في حفلاتها الاخيرة.. يقول مطلع الاغنية:
حمرا سطيحاتك حمرا
كلها رفوف عصافير
خضرا طرقاتك خضرا
رح بتلفك وتطير
وشبابيك يا ضيعه
مضويه كل نهار
كل شباك وفي حلوه
ورده مليان زرار
...
السؤال هل تستعيد فيروز من ارشيفها الغني شيئاً في الالبوم المنتظر، خاصة ان ما قُدم في حفلات بيت الدين حاز على رضى من الجمهور ام تحرمنا منها احقاد بعض الصغار الخائفين من ما تمثله فيروز عند الناس وهي القادرة باغنياتها ان تحدد القمية الفنية لما يقدمه الاخرون من ناحية الكلمة والنغمة، فيروز التي تمسكت بالاغنية لقول ما تريد، وتبنت الصمت عنوان لحياتها ولم تخرج عنه الا عند الضرورة لانصاف نفسها والمبدعون الذين رافقوها...
وعلى الأمل الذي موعودون به، ولأن اليوم الابداع من العائلة الرحبانية بعد رحيل عاصي، يبدأ وينتهي مع أعمال زياد، وبما أن قديم الأخوين هو العصر الذي كان فيه عاصي الرحباني المايسترو، علها فيروز تستكمل قصتها quot;كانت حكايةquot; بأغنيات قديمة مجددة، بلمسة فنية حقيقية من زياد، تبقى لنا، و تحكي حنين فيروز وحنيننا الدائم الى زمن الفن الحقيقي من الأخوين رحباني، زمن عاصي الرحباني.
سامي رستم
سوريا - دمشق
التعليقات