اليوم مع الحديث المتكرر عن حكومة اردنية متوقعه مع بداية ايام عيد الفطر السعيد، ان لم يكن قبلها، يبرز تساؤل هام عن طريقة تفكير الملك عبد الله الثاني في احداث نقلة نوعية منهجية في الحكم و الاختيار.اذ كيف سيتم تعيين الوزراء الجدد و ما هي خلفياتهم؟، و درجة ذكائهم السياسي و التفاوضي؟ و ما هو حجم انجازاتهم و قدراتهم على التعامل مع العالم المتحضر؟ و امكانية تقديمهم حلول للالم الشعبي؟ و تواصلهم مع العولمة و ثقافة الغير و شفافية الساسة الكبار؟ وخبراتهم في تأمين الاستثمارات و مأسسة العمل و الحوكمة الرشيدة و استدامة الدولة،و غيرها من الامور.


ان قصة quot;سرينة الوزارة او تشييمها quot; بمعنى وزراء يربطهم النسب الشامي او السوري عبر زواجهم و الذي تحكم في تسليم و اختيار الوزير تلو الاخر فترة من الزمن، و انسحب على دوائر الامن فيما بعد يجب ان ينتبه اليه، لان الاردن هو لكل الاردنيين لا محصورا على فئة او مله او طائفة، و لايقبل القسمة الغرب شرقية.الاردن هو المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة ملكية مؤسسية قوامها الدستور، لا دولة يحكمها وزراء الشنطة اصحاب تذاكر السفر في الازمات و العودة وقت توزيع الغنائم و المناصب.


و الاهم كيف سينقل هؤلاء الوزراء الجدد، و ضمن المسؤولية التضامنية لهم في مجلس وزاري واحد متكامل، الاردن الى درجة اعلى ضمن مفهموم quot;المملكة الاولى quot;، و يحافظوا على بقائها مملكة اردنية هاشمية، عوضا عن انغماس في امراض السياسة المزمنة و التقرحات المتواجده على الساحة بسبب اخطاء بعض حكومات سابقة و مستشاري الغفلة، و غياب استراتيجية طويلة المدى للمملكة الاردنية؟.


و اقصد ان كل تكليف لرئيس وزراء بتشكيل الحكومة ينصهر في بوتقه الى اين مصير المملكة الاردنية الهاشمية، و تكتيكاتها و مخاطرها و تشعب مرجاناتها السياسية في وقت بات من الضروري اعتبار الاردن quot;محمية طبيعية سياسية quot; لا يجوز المساس بها.


فهل رئيس الوزراء المحلي افضل من الرئيس المستورد؟، ام يجب تصنيع رئيس وزراء بمواصفات خاصة تتطابق مع مشغل و محرك البحث الملكي و بنفس درجة السرعة؟ ام يجب تطبيق نظرية الاحتراف السياسي مثلما تتطبق نظرية الاحتراف الكروي؟ ام يترك المنصب للانتخاب؟.


الرئيس المحلي، هو رئيس من داخل رحم النظام،موظف من الدرجة السادسة الى الاولى الخاصة امضى حياته في الوظيفة ثلاثين عاما، خبرته عاما واحده مضروبة في ثلاثين، و مبرمج داخليا و يسهل فرمتته و اعادة تنزيل برامجه السياسية على ديسك التحميل الامني، و لكن بسرعة واحد جيجا.انتهت حياته الوظيفية بمنحه لقب رئيس quot;كبار الموظفين quot;بدرجة رئيس وزراء.


الرئيس المستورد، هو رئيس من خارج رحم النظام، غير مبرمج داخليا و انما لديه برنامج عالمي مثل الويندوز السابع على سبيل المثال لا الحصر، معالج و متطور، و للجميع قدرة التعامل معه و الدخول اليه و تبادل المعلومات بيسر، و لديه امكانات هائلة للتفاعل والانجاز، و سريع.
الرئيس المصنع (وقت الاحتياج )، هو رئيس مرحلي يشكل للاستخدام عند الحاجة، عندما يكون مطلوب رئيس اردني من اصل فلسطيني يتم احضاره، و عندما يراد رئيس بخلفيه امنيه يتم استقدامه، و هكذا، و كأنه رئيس وزراء quot;روبوت quot; يتحرك بالريموت الكونترول.


الاردن بحاجة الي quot;حصان quot; اصيل في تلك المرحلة بحيث يذهب اي من شاء الى شباك التذاكر السياسي ليراهن على حصان فائز، لا مجرد حصان يجر عربات في اسواق الخضار او يستخدم في نزهات quot;الحنطورquot; للافواج السياحية الوافده على المملكة.


و اقصد هنا ان رئيس الوزراء الجديد و المكلف بالتشكيل هنا مؤهلاته تحتوي ضمن ما تحتويه ان يكون قائدا و مفكرا ذو اعتماديه سوقية و مرجعية دولية، ينطلق مثل السهم نحو الهدف محققا الفوز و النشوة و الانتصار للملايين، و ينتزع التصفيق و يؤسس لسلالة جديدة اصيلة من quot;خيل الحكم quot; ذو الحجم و الشكل المتميز في العصر الملكي الجديد.
خبراء السياسة يقولون انه لم يعد مقبولا النظر بحزن الى حصان الحنطور، و قد قارب على الموت، و يجر العربة بصعوبة، و ينتظر الجمع وفاته و جنازته ليفرحوا برحيله، ثم المفاجأة بحنطور اخر اقل فعالية و اقل جماهيرية و اقل عملا و اقل قيمة و اقل قوة.


انها لحظة التحميل السياسي في جوقة موسيقى الوطن، و لحظة الخروج من الشعور الاسواء بالالم الى الشفاء التام من امراض الاختيارات العقيمة و التوارثية العنقودية، لحظة الانتهاء من الخذل في الارجل السياسية وشلل العقلية الاقتصادية. انها لحظة الاستثمار في المستقبل لوطن امن مستقر جاذب لابنائه قبل الشركاء الاستراتيجيين او المستثمرين او بائعي الوهم الاقتصادي.


انها لحظة الالتحام بين القصر و الشعب و ازالة حواجز المعرفة وهدم اسوار quot;حجز المبدعينquot; التى بناها مرتزقي المناصب العليا. الاردن مليء بالاكفاء المخلصين و العلماء المبدعين بانتظار لحظة الالتحام في كتيبة تحقيق حلم quot;المملكة الاولى quot;.


البعض يعتقد ان الشعب اكتفى بسقوط الشعر السياسي و لم يعد يحتمل سرطان التوزير و اصنام الحكومة المكلفه للخزينة بلا اي سبب او انتفاع يعود على الوطن باستثناء شراء اصوات نيابية لاجل الحصول على ثقة للوزارة المكلفة، و توزيع مناطق الثقة الجغرافية و اكتسابها ضمن تركة و ارث لا يخلو من ذمم مباعة لمحترفي فن quot;السياسة السوداءquot;..
الايام القادمة حبلى بتوجهات ملكية ينتظرها الشعب و يؤمن بها رجال نذروا انفسهم للوطن و شاهدوا سنوات التجربة و ضياع المسؤولية و الشللية و القنص الانتهازي، و تخبط سياسات بعض الحكومات و تقصيرها بما لا يرتقي الى كتب التكليف السامي التى تسلموها، و لكن اليوم يمثل الملك عبد الله الثاني بما يحمله من فكر و رؤية واضحة جيلا من الانقاذ و حلما اردنيا واجب التنفيذ.


الحنطور او العربة التى يجرها الخيل متعة في سياحة و لكن زمن الخاوة و الكرباج انتهى. نحن في عصر الديمقراطية الالكترونية.


[email protected]