(أول من اكتشف النار، ليس مسؤولاً عن كل هذه الحرائق)


عندما أعلن صدام حسين بداية سطوته وسيطرته على السلطة ورئاسة الجمهورية العراقية سنة 1979 بالغاء اتفاقية الجزائر مع ايران واعلان الحرب عليها، كانت دولة الكويت وبعض الدول العربية اول من بادروا الى اشعال نيران حرب القادسية المشؤومة، مادياً ومعنوياً واعلامياً ودولياً، وبدون هذا الدعم اللامتناهي لما تمكن صدام حسين من اطالة وادامة الحرب لشهور عدة او حتى لسنة واحدة فقط.

والجميع يعلم بان الخاسر الاول في هذه الحرب المدمرة والطويلة هو الشعب العراقي وابنائه الابرياء وكان ضحيتها الالاف من القتلى والاسرى والمفقودين والمعوقين من الضباط والجنود العراقيين.

وعندما قام (صدام) باحتلال الكويت خارج عن ارادة الشعب العراقي حيث كان الضحية مرة اخرى ايضا الشعب العراقي وشاهدنا جميعاً ومن خلال صور تلفزيونية كم كان الجيش العراقي ذليلاً عندما بدأ بالانسحاب من الكويت امام جيوش التحالف وماصاحبها بعد ذلك من قمع للانتفاضة الشعبانية في الجنوب من قبل النظام السابق من القتل الجماعي والمقابر الجماعية والتهجير الجماعي وتدمير المدن والحاق الضرر الجماعي بهم مادياً ومعنوياً وبعدها الانتفاضة الكردية والهجرة المليونية لابناء كردستان العراق وما لحق بهم من اضرار مادية ومعنوية وتخريب المدن الكردية من قبل الجيش والصداميين المجرمين، هذا ماعداً مالحق بجميع المدن العراقية من خراب ودمار، كل هذا مابعد احتلال الكويت.

ومن يراقب ويتابع حركة الدبلوماسية الكويتية في المجال الدولي وفي اروقة الامم المتحدة ومحاولاتها الجادة والدؤوبة لابقاء العراق تحت طائلة البند السابع وآخرها زيارة سعادة امير الكويت لامريكا واجتماعه مع الرئيس الامريكي (اوباما) والطلب منه بشكل رسمي ابقاء العراق تحت طائلة البند السابع اي انه نسف كل ماجرى من لقاءات ومفاوضات بين الجانبين العراقي والكويتي حول عائدات النفط وسبل معالجة الملفات العالقة واخراج العراق من البند المذكور.

مع كل احترامنا وتقديرنا لما عاناه الشعب الكويتي الشقيق نتيجة الغزو والاحتلال الصدامي للكويت الا اننا لسنا مسؤولين عن كل هذه الحرائق التي ادت الى الخراب والدمار في هذا البلد الشقيق الا التزاماً مبدئياً واخلاقياً من اجل الحفاظ على معادلة توزيع الضرر والخسارة بين الطرفين لكوننا كنا ضحيتين من جملة ضحاياً جرائم (صدام حسين) المقبور.

ولكن وللاسف مالاحظنا ونلاحظه من مناورات سياسية ودبلوماسية من الجانب الكويتي ومحاولته المحمومة لمعاقبة الشعب العراقي مدى الحياة من خلال ثقافة غير انسانية الا وهي (ثقافة الانتقام) المبرمج لمنع رجوع المال العراقي الى البيت العراقي وبقائه خارج ارادة العراق الجديد، لكي يسحبوا كل ما يحلوا لهم من واردات وعائدات النفط العراقي بحجة اجبار العراق بالتزاماته المالية تجاه الكويت.

هنا اسجل عتبي وانتقادي على الحكومة العراقية والدبلوماسية العراقية والمفاوض العراقي وضعفه الواضح أمام الحكومة الكويتية والمفاوض الكويتي، على المفاوض والدبلوماسي العراقي ان يكون سياسياً ومفاوضاً قوياً مع الجانب الكويتي ومع الجهات الدولية ذات العلاقة وان يفاوض (نداً لند) لا ان يتوسل ويستجدي وعلية الابتعاد عن اللغة العاطفية التي لاتنفع في عالم السياسة بشيء.