لم تعد هناك حيرة مثل السابق عند اي عراقي منصف وهو يرى مثلا ان شخص من الجزائر او المغرب او اليمن او من الجزيرة العربية او الاردن وفلسطين يعطي لنفسه حق منح او سحب الجنسية العربية من العراقيين الاكارم، فالسطحية والطائفية والتخلف والعدوانية مع الاسف الكبير اصبحت صفات تكاد تلتصق بالكثير ممن يدعي حرصه على القومية العربية quot; المسكينة quot; نفسها مع العلم هم الاحوج على الاطلاق الى اثبات عروبتهم النقية.

ولقد برزت هذه الصفات في الايام الاخيرة عند بعض السياسين والكتاب والاعلاميين والمعلقين العرب خاصة بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم وتشيعه ودفنه في ارض وطنه العراق. وبالاضافة الى صفة الانحطاط التي وصلت بالبعض الى حد quot; الشماته العلنية quot; حتى بالموت، فلقد صال وجال البعض الاخر للنيل من بيت الجهاد والاستشهاد من ال الحكيم الكرام، الذين ضحوا فقط في سبيل العراق ومن محيط العائلة الصغيرة اكثر من 65 شهيد بينهم العالم والمجاهد والرجل والمراة والطفل والشيخ الكبير. ويكفيهم ذلك عزا وفخرا كما يكفيهم فخرا ان السيد عبد المحسن الحكيم كان يقود الجناح الشمالي في ثورة العشرين وان السيد الحكيم المرجع الديني الكبير في عقد الخمسينات له فتاوى لدعم القضية الكردية وقضية فلسطين لم يصل الى عمق انسانيتها حتى يومنا هذا الكثير من وعاظ السلاطين. الذين تحول الكثير منهم الى مشرع لاستباحة دماء العراقيين.

اذا كان البعض يختلف مع السادة ال الحكيم بوجهات النظر حول بعض الجوانب السياسية، فهذا الاختلاف ليس فيه انتقاص وليس فيه محرمات طالما عمل البعض من ال الحكيم في المجال السياسي، اما اذا كان البعض يعيب عليهم انهم كانوا لاجئين في ايران وهم يقاومون النظام الصنمي فالسؤال المنطقي، هل سمحت اي من الدول العربية لهم او لغيرهم من معارضي النظام الساقط بالعمل من داخل تلك البلدان فرفضوا ذلك!؟ ثم هل من كان فقط في ايران هو عميل!؟ وماذا عن الاخرين الذين كانوا في السعودية والاردن ومصر والامارات وتركيا فهل هولاء مع المجموعات الجديدة لمابعد نيسان 2003 ملائكة والاخرين عملاء!! وايضا هل كل المشيعين من العراقيين الاكارم الذين خرجوا في جنازة السيد الحكيم هم عملاء!! في حقيقة الامر هذا ليس اختلاف سياسي بل انه استهداف طائفي معيب كما ان الغياب الرسمي العربي عن مراسم التشيع يحمل بين طياته رائحة طائفية معيبة ومخجلة.

ان الاختلاف السياسي بين العراقيين لايجب ان يتحول الى نافذة لتدخل الاخرين الاغراب من كل دول الجوار وفي مقدمتهم الدول العربية وايران وتركيا. بل يجب ان يكون الاختلاف السياسي مفتاح للحل والتغير في بث فكر انساني وتنويري جديد ينعكس على نتائج صندوق الانتخابات وادارة العملية الدستورية والسياسية في عراق اليوم. كما على العرب ان لايذهبوا بعيدا في اوهامهم التاريخية المعيبة بتصورهم ان العراقي ينتظر منهم صك quot; عروبته quot;. بالعكس تماما فان امام هذه النظريات العنصرية الطائفية ستبرز نظريات اخرى تطالب هولاء الطائفيين باثبات عروبتهم وانهم ليس من بقايا الجيش الانكشاري او مراد الرابع والاحتلال العثماني المقيت.


[email protected]