منذ بضعة أيام قام مجلس السلام والأمن الإسرائيلي quot; بعمل تمرين سياسي quot;، وفق ما جاء في مقال للمحلل السياسي عكيفا الدار نشره يوم 30 أغسطس الماضي بصحيفة هآرتس حول ما يمكن ان تتضمنه مبادرة السلام التى يستعد الرئيس الامريكي لطرحها من فوق منبر الامم المتحدة، اعتمد علي رؤية مفادها ان quot; العالم العربي لن يؤجل تطبيع علاقاته مع اسرائيل حتى تصل مفاوضاتها مع الفلسطينيون إلي نهايتها، بل سيبدأ فورا في فتح سفاراته وسيبني لتعاون اقتصادي وسيتشئ رقابة علي التسلح ولجان لتوزيع المياه quot;.. أما الولايات المتحدة فستقدم مساعدات وضمانات أمنية لكافة الاطراف!!..
نسق اعضاء مجلس السلام والامن الذي يتشكل من رجال أمن ( جنرلات جيش ولوءات شرطة وخبراء امنيون ) ومدراء سياسيون وسفراء سابقون واكاديميون، فيما بينهم وتولي كل واحد منهم عرض وجهة نظر طرف من الاطراف ذات الصلة بملف الصراع العربي الاسرائيلي ( العربية / الأوربية / الأمريكية / الإسرائيلية ) وتنبأوا ان ترتكز مبادرة إدارة الرئيس أوباما، علي:
تبني مبادئ مباردة السلام العربية
تشكيل قنوات تفاوضية ثنائية عربية / اسرائيلية
تشكيل لجان نوعية متعددة الاطراف اسرائيلية / عربية / امريكية / أوربية
مجموعة متنوعة من المساعدات الاقتصادية للطرفين العربي والإسرائيلي
التشدد تجاه الملف الإيراني
وصف المحلل الإسرائيلي السيناريو الذي تداوله اعضاء المجلس فيما بينه بانه quot; حلم اللحظة الراهنة quot;.. الذي يستبق المقترحات الأمريكية قبل عرضها علي المجتمع الدولي، عسي ان تحقق له بلا تنازلات من جانبه الخطوات التالية..
استعداد مضمون وموثق من جانب الدول العربية فور بدء جولة المفاوضات الأولي مع الفلسطينيين، لإقامة علاقات معها علي كافة الأصعدة الدبلوماسية والعسكرية والتجارية والثقافية.. وأن يتجه الجانب الأكبر من الإستثمارات الخليجية / النفطية إلي ميادين الإنتاج بها بدلاً من الإحتفاظ بها في البنوك أو تشغليها في أسواق أروبا وأمريكا وآسيا..
أن تقود إتفاقات التبادل التجاري إلي تكثيف التعامل معها إما كمنتج أصلي أو كوكيل عن مراكز الإنتاج الأوربية والأمريكية.. إلي جانب الإستفادة من إمكانيات سوق خدماتها المتقدمة كوسيط بينها وبين أسواق الخدمات الغربية والأسيوية..
أن تستعيض عن شراء السلاح من الأسواق العالمية، بالشراء المباشر منها.. حتى ولو وقع الطرفان اتفاقيات متعددة لعدم الإعتداء، فليس هناك ما يمنع من تكديس السلاح في مخازن الجيوش العربية كما هو حادث الآن أو إستخدامه ضد بعضهم البعض..
أن تفتح سمواتها للطائرات المدنية والعسكرية.. المدنية لخفض تكلفة الوقود مما سيحقق لإسرائيل هدفين في وقت واحد، القدرة علي المنافسة في سوق نقل الركاب من ناحية وتقليل فاتورة نقل منتجاتها إلي الأسواق الأسيوية من ناحية ثانية..
أن تؤدي قنوات التفاوضية الثنائية بينها وبين كل قطر عربي علي حدة إلي تنشيط علاقاتها المنفردة معه علي حساب علاقاته مع غيره من أشقاءه العرب، وإن كان ولا بد من الإبقاء علي هذه العلاقات فلا يتم ذلك إلا بمراعاة بنود الإتفاق الثنائي معها..
أما اللجان النوعية التى سيشارك في عضويتها الولايات المتحدة والإتحاد الأوربي فتسعي إلي تحقيق الأهداف التالية:
الحفاظ علي حصتها الحالية من المياه دون نقصان، حتى لو تضرر القطر السوري والقطر الأردني والقطر اللبناني.. ناهيك عن إهدار حقوق الأنسان الفلسطينيى في مياهه الصالحة للشرب وتلك المستخدمة في الزراعة والصناعة..
التغاضي عن وضع حدود سياسية ثابته ومقننة لدولة اسرائيل..
أن لا يكون هناك إعتراض عربي من أي نوع علي تفوق إسرائيل في مجال التسليحي التقليدي وغير التقليدي..
أن يقبل الفلسطينيون من البداية أن تقام دولتهم بدون القدس وبدون الضفة الغربية..
أن تَمنح الدول العربية خاصة لبنان والأردن جنسيتهما للفلسطينيين المقيمون علي أراضيهم منذ ستون عام..
أما ملف إيران النووي، فلا بد من توسيع الجبهة الدولية المُنددة بمطامع طهران في هذا الخصوص بحيث تلتزم بما سيصدره مجلس الأمن من قرارات مُلزمة فيما يتعلق بالحصار التجاري والإقتصادي، والحصار البحري، وقطع التعامل معها علي أي مستوى، ومنع سفر وتنقل قادتها، وتجميد حركة أموالها في البنوك الأجنبية.. إلخ..
أن تتشكل لجنة عليا لمراقبة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية برئاسة إسرائيل..
هذه هى أبعاد الحلم الإسرائيلي الراهن كما يتصورها اعضاء مجلس السلام والأمن باعتباره مؤسسة مدنية غير حكومية!!..
فهل المجتمع الإسرائيلي واهم؟؟ أم ان حكومة نتنيتاهو قارئة متعمقة وفاهمة وواعية بخبايا الفكر الاستراتيجي لإدارة الرئيس اوباما؟؟..
لا عليكم، بيننا وبين معرفة الحقيقة أو جزء منها بضعة أيام!!..
استشاري اعلامي مقيم في بريطانيا [email protected]
التعليقات