يبدو أن الازمة السياسية الحادة مع النظام البعثي في سوريا كشفت معادن المتسترين في ابط العملية السياسية،كما فضحت الاعلام المؤدلج والمجند، فضلا عن الطائفيين الذين سارعوا للدفاع عن النظام السوري والتهجم على النظام الايراني، وبين هذا وذاك كشفت ايضا مدى حرص الاخ نوري المالكي على دماء العراقيين،وتهافت بعض الساسة المتصاغرين المتلطخين دوما بالعار والرذيلة، وسعيهم لكرسي الوزارة، كشفت هولاء وفضحتهم.


وفي الاثر الاسلامي انquot; سورة التوبة quot;كانت تسمى باسم الفاضحة،لانها فضحت المنافقين وعرتهم في زمن الرسول،ياكلون معه ويقاتلون معه لكنهم يضمرون له الشر والعدوان. ويبدو لي ان الجريمة التي ارتكبها البعث يوم الاربعاء الدامي كانت ايضا الفاضحة اذ عرت كل السياسيين وكل القنوات الاعلامية الذين كانوا بينا، ومعنا، ويهتفون لنا وباسمنا، فبينما يتطلب الموقف الوطني الوقوف الى جانب الحكومة وهي تواجه اول تحد خارجي، نقف مع الدولة العراقية الناشئة،وجدنا البعض يصطف الى جانب سوريا البعثية.
نفهم تصرف بعض القوى الطائفية ونبرر سلوكياتها، كما نبرر سلوكية تلك القناة البعثية بفعل طائفي،لكننا لم نفهم ولا نبرر سلوك ذاك القائد السياسي والذي يشغل منصبا مهما في الدولة العراقية وهو يعترض على تصرف الحكومة ويصف دعوتها لتشكيل محكمة دولية بانه امر محزن.


حقا انه امر محزن اذ نرى مثل هذه الرجالات وهي تصطف الى جانب قوى الشر والارهاب، حقا انه امر محزن ان نرى العراقيين يختلفون ولايتوحدون ازاء التهديد الخارجي الذي يحيق بالعملية السياسية برمتها، من اجل تحقيق بعض المكاسب الانتخابية.


والاشكالية الاخرى التي طرحت نفسها في الازمة مع سورية هو الموقف الوطني الكردي، الاكثر وطنيةً من كل المواقف، والذي تماهى وكان منسجما مع موقف الحكومة العراقية، بل ان وزير الخارجية انتقد وبشدة احد اهم حلفاء الكورد ووصفه بانه شخص غير مسؤول؟
ولعمري انه اصاب واجاد، فالوطنية لم تكن مقتصرة على جانب وليس على مكون وهي ايضا ليس شعارات،هي موقف موحد للوقوف مع الحكومة ازاء التحدي الخارجي والتهديد الكبير الذي استهدف ضرب العملية السياسية يوم الاربعاء الدامي، وعدا هذا الموقف يبقى مجرد شعارات فارغة، وخداع.


أقول شكرا لسوريا لانها فضحت العملاء والخونة وجعلت البعثيين يصطفون الى بعضهم البعض،سواء في داخل العملية السياسية او خارجها، داخل المذهب او خارجه انها اذن الفاضحة.