أجدني مندفعاً لفتح جهاز الكمبيوتر قبل كوب القهوة صباحاً حسبما تعودت، تصلني يومياً أكثر من ستمائة رسالة أقرأها باهتمام حتى رسائل السباب أهتم بها جيداً لأنها مؤشر صادق وعاكس لمدى التفاعل والحراك مع الآخرين من خلال مقالات أو حوارات على صفحات شبكة الإنترنت بها، ونتأثر ونتفاعل مع أشخاص مجهولين بالنسبة لنا مختلفين ربما كل الاختلاف ليس في المكان فحسب بل في الشكل واللون والدين والمذهب أو الأيدلوجية متفقين في شيء واحد هي الإنسانية وأسعد كثيراً بتعليقات القراء خاصة من القادحين الذين يكيلون السباب على شخصي لأنهم قرءوا رسالتي ودفعتهم للتعليق تأكيداً على وصول محتوى الرسالة.
ومنذ يومين فتحت بريدي الإلكتروني على عجل فوجدت الرسالة الأولى سباب وشتائم من أحد القراء كافية لاحتلاله موسوعة جينز العالمية في فن اختيار أقذر الكلمات قرأتها بإمعان شديد والرسالة الثانية وما بعدها إلي أن وجدت رسالة من رئيس تحرير جريدة الأهرام بدعوته لتخصيص عمود كل أسبوعين لشخصي للكتابة في جريدة الأهرام فإذ بي لم أصدق الأهرام؟! ولكن كيف والأهرام منبر لبعض الكناب المتطرفين. حاولت التغلب على شكوكي معللاً لنفسي ربما يكون الأهرام غيَّر سياسته التحريرية مع تولى الدكتور عبد المنعم سعيد رئاسة مجلس الإدارة فهذا الرجل معروف بليبراليته العظيمة. ثم أسردت لم لا أليس الأهرام مؤسسيه مسيحيي الديانة لبنانيي الجنسية، وهما بشارة تقلا وأخيه سليم وصدر أول عدد عام في ديسمبر عام 1875 رافضاً الفكرة كيف والأهرام منذ عهد قديم رافض تماماً تعيين الأقباط والاكتفاء بتعيين الأخوة المسلمين إلى أن راجعت بعيني إلى الرسالة مرة أخرى فوجدت الجريدة باسم الأهرام الجديد:
هي جريدة نصف شهرية تصدر وتوزع في كندا وأمريكا تطلعت للجريدة أكثر وأكثر وعلمت أن رئيس تحريرها الدكتور رأفت جندي طبيب في كندا ومدير التحرير الكاتب والأستاذ مدحت عويضة قرأت أكثر وأكثر لمعرفة أيديولوجية الجريدة أدركت أنها مصرية مائة بالمائة هدفها وطني وتحت عنوان من نحن أنقل هذه الجمل quot;صدر العدد الأول للجريدة يوم الأحد 9 مارس عام 2008، وهي جريدة مستقلة غير ربحية تصدر وتُطبع في مقاطعة أونتاريو بكندا كل أسبوعين وتغطي كل مدن اونتاريو، والمدن الهامة في كل كندا، وأجزاء من الولايات المتحدة الأمريكية، هذا بالإضافة للعالم كله من خلال شبكات الإنترنت.
الأهرام الجديد منبر حر ينادي بحقوق الإنسان، ولهذا هو ضد التفرقة العنصرية بكل أشكالها وألوانها وتبريراتها.
لوجو الأهرام الجديد يعبر عن ثقافتها الفرعونية القبطية التي امتزجت بالحضارة الكندية الغربية، لذلك بها برج تورونتو مع أهرامات الجيزة وشمس الحضارة بينهما، فنحن لا نؤمن بصراع الحضارات ولكن باندماجهم واستبقاء الجيد منهم، الجريدة ليست قاصرة على فكر واحد ولكنها تسمح للكل بالتعبير الحر والصراحة في مواجهة الفكر المتخلف ولكن في حدود محبة الآخرين حتى المختلفين معنا.
تمنيت أن تعود جريدة الأهرام المصرية لسابق عهدها وتنتهي منها العنصرية وتغلق أبواب تجار الدين العازفين على الدهماء والغوغاء وتفتح عهد جديد مع الأقباط لصالح مصر أولاً وأخيراً كما أتمنى للأهرام الجديد انتشاراً أكثر وأكثر وحمل رسالة التنوير للمصريين في المهجر ونشر ثقافة مصر الطيبة ونبذ الثقافة البدوية القاحلة المدمرة للأخضر واليابس ونعمل معاً لصالح اسم مصر.
تحية للدكتور رأفت جندي وللأستاذ مدحت عويضة ولفريق العمل وتحية لكل مصري أصيل يهدف إلى نشر الحب والعدل والمساواة بين البشر.
quot;العلم يبني بيوتاً لا عماد لها والجهل يهدم بيوت العزة والشرفquot;
quot;خير الدروب ما أدى بسالكه إلى حيث يقصدquot; ميخائيل نعيمة
مدحت قلادة
التعليقات