إن الإمام الحسين(ع) من ابرز من خلدتهم الإنسانية في جميع مراحل تأريخها ومن أروع من ظهر على صفحات التاريخ من العظماء والمصلحين الذين أسهموا في بناء الفكر الإنساني وتكوين الحضارة الاجتماعية وبلورة القضايا المصيرية لجميع شعوب الأرض.


وهو من المع القادة المصلحين الذين حققوا المعجزات على مسرح الحياة، وقادوا المسيرة الإنسانية نحو أهدافها وأمالها ودفعوا بها إلى إيجاد مجتمع متوازن تتحقق فيه الفرص

مقتل الحسين:البطل الديني بين ملحمة التشيع والطقوس الايرانية

المتكافئة التي ينعم فيها الناس على اختلاف قومياتهم وأديانهم.
لقد كان بحق من أكثر المصلحين جهادا،وبذلا وتضحية فقد انطلق إلى ساحات الجهاد مع كوكبة من أهل بيته وأصحابه مضحياً بنفسه وبهم،ليقيم في ربوع هذا الشرق حكم القران وعدالة السماء الهادفة إلى تقويض الظلم وتدمير الجور،وإزالة الاستبداد وإقامة حكم عادل يجد فيه الإنسان أمنه وكرامته ورخاءه حسب ما تقتضيه عدالة الله في الأرض.
لذا كانت حياة الإمام في جميع العصور والأجيال رمزا للعدل،و لجميع القيم الإنسانية.
ان اغلب حياة المصلحين الذين وهبوا حياتهم لأممهم وشعوبهم تبقى مشعة تعطي ثمارها ونتائجها للناس ولكن في فترة خاصة ومحددة من الزمن لا تلبث إن تتلاشى كما يتلاشى الضوء في الفضاء. أما حياة الإمام الحسين(ع) فقد شقت أجواء التاريخ ولا تزال وهي تحمل النور والهدى لجميع الناس وتحمل في الوقت ذاته شارات الموت والدمار للمخربين والظالمين في جميع الأجيال.ياترى ماهو السر في ذلك؟؟


ان سر خلود هذه الثورة يعود الى:
1.التضحية العظيمة التي قدمها الإمام الحسين(ع) في كربلاء.
إذ أن هذه التضحية الفذة التي قدمها الإمام الحسين(ع) والتي لا يقوى على أدائها سواه كانت سراً من إسرار خلود الحسين (ع) وثورته.وهذه التضحية تمثلت بضحايا أهل بيته الذين قدمهم قرابين خالصة لوجه الله لإيمانه بأن الإسلام لا يمكن أن ينتصر في كفاحه ضد البغي والإلحاد إلا بمثل هذه التضحية. لان نظرة الإمام الحسين(ع) للمجتمع الإسلامي بأنه مجتمع لم يكن يمتلك وعياً عقائدياً وأقصى ما أفاده من النبي (ص) عاطفة رسالية أخذت تتضاءل بعد وفاة الرسول نتيجة الأخطاء والتغيرات المتلاحقة التي مارستها الأمة عبر حياتها العلمية والعملية والتي تحولت إلى واقع فاسد جعلت الرسالة الإسلامية على مفترق طرق وجعلت من الأمة الإسلامية رجلاً مريضاً يحتضر وذلك عندما ابتليت بمرض الشك في القيادة وفقدان الإرادة وموت الضمير وبها ابتعد المسلم عن همه الرسالي الكبير بعد أن غرق حتى أذنيه بهدم وجوده هذه الحقائق هي التي دفعت الإمام الحسين للإقدام على مثل هذه التضحية لأنه وجد إمام هذه التحديات ان من غير الممكن تحريك المجتمع الذي تخدر دينيا بفعل ماقامت به السلطة من تاويلات مختلقة وتجاوز على سنة المصطفى وتسويق ذلك للناس عبر رجال اعدتهم لهذا الغرض جاعلة الدين في خدمة اغراضها السياسية ووقوعه تحت قمعها وإغراءها المادي بالحوار الفكري والخطب الحماسية إلا بدمه الزكي الذي جاء عبر تضحيته الفريدة التي بها أحيا الضمائر الميتة وأعاد الإرادة المسلوبة وكسر حاجز الخوف.


2.تحدي الحسين للطبيعة للبشرية:
إن الطبيعة البشرية هي أسيرة غرائز وعواطف فبالنسبة للحسين (ع) خلال مرحلة الثورة لم يعد للغرائز والعواطف أي حكم أو سلطان لها عليه فقد تحرر منها. إذ مكنته قواه الروحية في ذاتية مذهلة أن يشق طريقه الخالد ليحقق المعجز ويقول كلمة لااله إلا الله بإيمان لاحد لأبعاده انه الإيمان الذي هيمن على جميع مناحي تفكيره ومقومات ذاتيته، فهون عليه أهوال تلك الكوارث التي تذوب منها القلوب ويقف الفكر أمامها هائماَ ويذهل تجاهها البصر حسيراً، فقد رأى أصحابه الذين هم من اصدق وأنبل وأوفى من عرفهم التاريخ الإنساني يتسابقون إلى الموت بين يديه رأى الكواكب من أهل بيته وأبنائه،وهم في غضارة العمر وريعان الشباب تتناهب أشلاءهم السيوف والرماح. رأى حرم الرسالة ومخدرات النبوة تعج من الم الرزايا وتستغيث به من اليم العطش والظمأ القاتل وهو لا يجد سبيلاً لإنقاذهن. إمام هذا المنظر المفجع الذي يذهل كل كائن حي وقف السبط متحدياً عواطفه وغرائزه ليقول كلمته الخالدة التي تنبعث عن عمق إيمان وروعة التصميم quot;هوّن ما نزل بيّ انه بعين الله...quot;


3.ان الثورة الحسينية أنقذت الدين الإسلامي:
والدين الإسلامي عنصر تاريخي بارز في تاريخ البشرية فالذود عنه يبرز كبروزه ويقدر التحدي الذي يتعرض له والدين الإسلامي خالد وأي عمل جليل يحفظ الدين وبالقدر الذي يتناسب وجلالة الدين يبقى خالدا ومن دون شك أن الهدف الأسمى الذي خرج من اجله الإمام الحسين (ع) هو من اجل الإسلام وفي هذا المجال يقول الكاتب الانكليزي تشارلز ديكنزquot;إن كان الإمام الحسين قد حارب من اجل أهداف دنيوية، فأنني لا أدرك لماذا اصطحب معه النساء والصبية والأطفال؟ إذن فالعقل يحكم انه ضحى فقط لأجل الإسلام quot;
فمن هنا كان عمل الإمام في إنقاذ الدين الإسلامي سراً من أسرار خلود الإمام الحسين (ع) وثورته لان هذا الدين قد أجهزت عليه السياسة الأموية وتركته جريحاً على مفترق طرق تتحداه عوامل الانحلال والانهيار من الداخل والخارج ولم يعد أي مفهوم من مفاهيمه الحية ماثلاً في واقع الحياة العامة للمسلمين، وقد جمدت طاقاته واخمد نوره وانتهكت سنته ولم يبق منه سوى شبح خافت وظل متهافت. وقد أعلنت السلطة في منتدياتها العامة والخاصة انه لا دين ولا اسلام ولا وحي ولا كتاب فقد كان يزيد بن معاوية يردد البيت الاتي:
لعبت هاشم بالملك فلا _ خبر جاء ولا وحي نزل
وقول الوليد بن يزيد بن عبد الملك في مرحلة لاحقه والذي يكشف الاستهتار بالدين الإسلامي،
تلعب بالخلافة هاشمي - بلا وحي أتاه ولا كتاب
فقل لله: يمنعني طعامي - وقل لله يمنعني شرابي
وقرا ذات يوم أمامه (( واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد من ورائه جهنم ويسقى من ماء صديد )) فدعا بالمصحف فنصبه غرضاً للنشاب واقبل يرميه وهو يقول:
أتوعد كل جبار عنيد - فها أنا ذاك جبار عنيد
إذا ما جئت ربك يوم حشر - فقل:يا رب خرقني الوليد
وبلغ عن مجونه انه أراد أن يبني على الكعبة بيتا فيه اللهو ووجه مهندساً لذلك ليبني له مشربة خمر وأراد فخوفه أصحابه من ثورة الناس فأمتنع.


4.ان الحقبة التي عاشها الإمام الحسين (ع) تعد أهم حقبة من حقب التاريخ الإسلامي.
إذ حفلت بأحداث خطيرة تغير بها مجرى الحياة الإسلامية وامتحن بها المسلمون امتحاناً عسيراً وأرهقوا إرهاقا شديداً وقد حدثت لهم الفتن والمصاعب وجرت لهم الخطوب والكوارث وألقتهم في شر عظيم ومن ابرز تلك الإحداث مؤتمر السقيفة والشورى والجمل وصفين ومن ثم حادثة كربلاء التي تعد أفظع تلك الإحداث وأخلدها بل اخطر كارثة في التاريخ الإنساني. إذ لم تكن وليدة المصادفة أو المفاجأة وإنما جاءت نتيجة حتمية لتلك الإحداث المفزعة التي أخمدت الوعي الإسلامي وأماتت الشعور بالمسؤولية وجعلت المسلمين أشباحا مبهمة وأعصابا رخوة خالية من الحياة والإحساس، وقد سادت فيهم روح التخاذل والانهزامية ولم تعد فيهم أية روح من روح الإسلام وهديه وأوضح شاهد على ذلك أن ابن بنت رسول الله (ص) يقتل في وضح النهار ويرفع رأسه على أسنة الرماح يطاف به في الاقطار والامصار ومعه عائلة رسول الله سبايا قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن يتصفحهن القريب والبعيد ولم يثر حفيظة المسلمين فيهبوا إلى الانتفاضة على حكم يزيد ثارا للحسين (ع).


فثورة الإمام الحسين لم تأت إلا بعد أحداث جسام كان لها تأثيرها الكبير على تخدير الأمة وتغير سلوكها وإصابتها بكثير من الأوبئة الأخلاقية والسلوكية الناشئة من عدم تقريرها لمصيرها في أدق الحقب الحاسمة من تاريخها فتلك الحقب التي شهدتها الأحداث الجسام أمثال مؤتمر السقيفة والشورى والجمل وصفين


5.أن شخصية الإمام الحسين (ع) تخطت حدود الزمان والمكان.
اذ تمثلت فيها العبقرية الإنسانية التي تثير في نفس كل إنسان أسمى صور الإكبار والتقدير فقد تجسدت في سيرته ومقتله أروع صورة في تاريخ الإسلام كله فلم يعرف المسلمون ولا غيرهم من القيم الإنسانية مثل ما ظهر من الإمام الحسين على صعيد كربلاء فقد ظهر منه
الصمود مالا مثيل له رغم منع الأقارب والأصحاب ورغم خذلان النصير ورغم قلة الأتباع
وإيمان بالله لا احد له
تركت الخلق طراً في هواكا ndash; وايتمت العيال لكي أراكا
فلو قطعتني بالسيف إربــا- لما مال الفؤاد إلى سواكا
والتضحية التي أقدم عليها الإمام الحسين في سبيل الله لم يشهد لها التاريخ مثيلاً فالقرابين التي قدمها والمآسي التي تعرض لها هو وأهل بيته وعياله من أطفال ونساء لم يجرؤ على القيام بها احد ولا يستطيع احد تحملها سوى الإمام الحسين الذي رأى كل ذلك هين أمام الله وقد عبر عن موقفه هذا بقوله: (هون ما نزل بي انه بعين الله )
رفض الظلم وحياة الذل والخنوع للمتجبر مالا يمكن لأحد أن يقوم به مثل ما قام به الحسين (إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما)
الموت خير من ركوب العار-والعار أولى من دخول النار
الرضا بقضاء الله والتسليم لأمره ما لم يشاهده الناس في جميع مراحل حياتهم
(شاء الله أن يراني قتيلا ًويراهن سبايا)
يا دهر أف لك من خليلً-كم لك بالا شراق والأصيل
من صاحب وماجد قتيل- والدهر لا يقنع بالدليل
والأمر في ذاك إلى الجليل- وكل حي سالك سبيلي

6.نبل أهداف الثورة:
الثورة الحسينية استهدفت القضايا المصيرية للمجتمع فالحسين لم ينشد في ثورته إي مطمع سياسي أو نفع مادي أو جاه اجتماعي وأنما استهدف الصالح العام وعنى بأمر الناس جميعاً من اجل توفير العدل السياسي والاجتماعي والاقتصادي لهم وقد أعلن الإمام عن أهدافه هذه بقوله (إني لم اخرج أشرا ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وأنما خرجت اطلب الإصلاح في امة جدي أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ) من جراء ذلك خلدت ثورة الحسين.


7.عالمية الثورة الحسينية لأن الثورة الحسينية مدرسة استوعبت جميع لغات الأرض فأقبل عليها الناس من جميع أنحاء المعمورة ينهلون من دروسها العظات والعبر التي تنفعهم في جميع ميادين حياتهم
وعلى هذا الأساس تأثر محرر الهند بشخصية الإمام الحسين تأثرا حقيقيا وعرف أن الإمام (ع ) مدرسة الحياة الكريمة وقدوة الأخلاق الإنسانية ومقياس الحق ويقول عنها المستشرق الأمريكي فليب (إنها صيحة الاستنفار في مناهضة الظلم)
وقال عنها المستشرق الألماني ماربين: (لقد اثبت الحسين في ثورته لجميع البشر أن الظلم والجور لا دوام له وأن صرح الظلم مهما بدأ راسخاً وهائلا في الظاهر إلا انه لا يعدو أن يكون أمام الحق والحقيقة كريشه في مهب الريح )ويقول المستشرق الانجليزي السير برسي سايكوس (حقاً أن الشجاعة والبطولة التي أبدتها هذه الفئة القليلة كانت على درجة بحيث دفعت كل من سمعها إلى الإطراء والثناء عليها لا إراديا هذه الفئة الشجاعة الشريفة جعلت لنفسها صيتاً عالياً وخالداً لا زوال له إلى لابد )
قال الهندوسي ورئيس المؤتمر الوطني الهندي تاملاس (إن شهادة الإمام الحسين رفعت مستوى الفكر البشري لذا فيليق بها أن تبقى إلى الأبد وتذكر على الدوام) وقال موريس دوكابري (إن الحسين ضحى بنفسه لصيانة شرف وإعراض الناس ولحفظ حرمة الإسلام ولم يرضخ لتسلط ونزوات يزيد أذن تعالوا نتخذه قدوة لنتخلص من الاستعمار وان نفضل الموت الكريم على الحياة الذليلة )


8.لأن ثورة الإمام الحسين رفعت راية الإسلام وطافت بها أرجاء المعمورة هنا أقول بمليء الثقة لأسم الحسين دوراً كبيرا في نشر الإسلام و الكثيرون عرفوا الإسلام من خلال الحسين وهذا ما دفع احد المسيحيين والمدعو أنطوان بارا أن يقول: (لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية ولأقمنا له في كل ارض منبر ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين)


9.لأنها الثورة التي لم تسبقها ولم تلحقها ثورة حررت إرادة الأمة من كل قيود الحكم الأموي وكشفت زيفه وقلبت مفاهيم الخوف إلى تحدٍ للسلطة وفي عقر دارها حررت الأمة من القيود الأموية لأنها استطاعت أن تخلق حس ثوري ونضالي أفضى إلى خلق شخصيه اجتماعية جديدة انطلق بالأمة كالمارد الجبار بعد تخدير طال أمده منادية بحقوقها وعاملة على إسقاط الحكم الأموي الذي جهد على إذلالها واستعبادها ولم تمهل الحكم الأموي سوى عمر رجل واحد مديد وذلك من خلال الثورات والحركات التي ثارت بوجه الدولة والتي استلهمت أهدافها من ثورة ابي الأحرار مثل ثورة سليمان بن صرد والمختار الثقفي وزيد بن علي والثورة العباسية والتي شكلت ضربات قاصمة للدولة أسقطتها في نهاية المطاف مكتسحة كل مشاعر زهوها وطغيانها وجبروتها فكانت بحق المسمار الذي دق في نعش دولة بني أمية هذا وقد كشفت الثورة الحسينية الزيف الأموي ما لم تكشفه ثورة أخرى إذ أنها تركت أثرا عميقاً وتمكنت من عرض الوجه الحقيقي الكالح للأسرة الأموية وتمكنها خلق سخط عميق في نفوس الكثير على السلالة الأموية لم يستطع احد حجب هذا السخط إطلاقا ًكما تمكنت من إثبات عدم مشروعية هذه الأسرة في حكم المسلمين وهي ذاتها التي قلبت مفاهيم الخوف التي كانت يسوقها النظام الأموي إلى تحد لذلك النظام فلما نعي الإمام الحسين في الكوفة نادى واليها ابن زياد الصلاة جامعة وصعد المنبر وقال الحمد لله الذي اظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين يزيد وحزبه وقتل الكذاب ابن الكذاب وشيعته فما زاد على هذا الكلام حتى قام إليه عبد الله بن عفيف الازدي الذي فقد عينه واحدة في الجمل وأخرى في صفين رد على ابن زياد بدون خوف أو وجل ورغم معرفته بعاقبة ما يقول (يا ابن مرجانه أن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومن استعملك وأبوه يا عدو الله أتقتلون أبناء النبيين وتتكلمون بهذا الكلام على منابر المسلمين ) مما اغضب ابن زياد وأمر بضرب عنقه وشخص آخر يلعن يزيد وجها لوجه مجسداً كسر حاجز الخوف عندما يعلم أن السبايا هم حرم الرسول وليس من الروم يقوم ليزيد ويقول له (لعنك الله يا يزيد تقتل عترة نبيك وتسبي ذريته والله ما توهمت إلا أنهم من سبي الروم ) فأمر بضرب عنقه والكل يعلم أن من يواجه يزيد يمثل هذا القول مصيره الموت لكن رغم ذلك قالوا ما يريدون أن يقولوه دون خوف مع معرفتهم بالمصير الذي سيؤولون إليه مجسدين بذلك الدرس الحسيني في تحدي الظالم.


10.تميز أصحاب الحسين وأهل بيته بإخلاصهم في الدفاع عن الله وإخلاصهم بالنضال من اجل الحق. إذ أنهم لم يكونوا مدفوعين بأي دافع آخر فإليك العباس (ع) الذي كان من اقرب الناس للإمام الحسين وألصقهم به لم يندفع بتضحيته الفذة بدافع الإخوة والرحم، وإنما أقدم على ذلك بدافع الإيمان والذب عن الإسلام وقد أعلن ذلك (ع) فيما أوثر عنه من رجز ظل يهتف به وينشده شعاراً له في تلك المعركة بعد أن برى القوم يمينه قائلاً(والله أن قطعتم يميني،إني أحامي أبدا عن ديني وعن إمام صادق يقيني، نجل النبي الطاهر الأمين ) أي أن العاطفة لم تكن مشفوعة بأي دافع وإنما كانت من اجل الذب عن دين الله والدفاع عن إمام من أئمة المسلمين فرض الله طاعته وولاءه على جميع المسلمين.


11. إيمان أنصار الحسين المقدس بقيادتهم ويقينهم اللامحدود بصدق ونقاوة المشروع التي خرجت من اجله ذلك الإيمان واليقين ما لم يشهد له التاريخ مثيلا وهو الأمر الذي جعلهم يبذلون الأغلى في نصرة قائدهم وبذلك كانوا بحق ثواراً حقيقيين واستحقوا أن يخلدهم التاريخ ويسميهم بأنصار الحسين وبخلودهم خلدت ثورتهم.
وما يؤكد هذه الحقيقة الفريدة هو ما أجراه الإمام الحسين (ع) لأصحابه من اختبارات فرادى وجماعات منها على سبيل المثال وهو في طريقه إلى كربلاء اختبر من كان معه فقال لهم (أتانا خبر فضيع هو قتل مسلم وهانئ بن عروة وعبد لله بن يقطر وقد خذلتنا شيعتنا فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف ليس عليه ذمام) فتفرق عنه الناس فلم يبق معه إلا الذين سماهم التاريخ ب(أنصار الحسين )).


الاختبار الأخر:ليلة العاشر من محرم وهو لا ينتظر من عاقبته غير الموت العاجل بعد سويعات في تلك اللحظة التاريخية الحاسمة إذن لأصحابه أن يتفرقوا عنه تحت ظلام الليل إن كانوا يستحون أن يفارقوه في ضوء النهار لكنهم أبوا إلا الموت دونه وفي وقتها قال له مسلم بن عوسجة quot;أما والله لا أفارقك حتى اكسر في صدورهم رمحي واضربهم بسيفي ما بقي قائمه بيدي ولو لم يكن معي سلاحي لقذفتهم بالحجارة دونك حتى أموت معك quot;
ومرة خرج الإمام الحسين (ع) من خبائه ليتفقد العسكر فرآه نافع بن هلال البجلي وخرج خلفه فسأله الحسين لماذا خرجت؟ أجاب الحسين (ع) افزعني خروجك تجاه معسكر الأعداء رد عليه الإمام الحسين (ع) بـ أتفقد التلاع والروابي مخافة أن يكمن فيها العدو ثم رجع وهو قابض على يد نافع وفي الطريق قال لنافع القوم لم يطلبوا أحدا غيري فلماذا لا تنجو بنفسك وتنسلّ تحت جنح الظلام فما كان من نافع إن وقع على قدمي الحسين يقبلها وقال له:quot;والله الذي من بك عليّ لاافارقك حتى أموت دونك quot; ثم تركه ودخل خيمة الحوراء زينب وظل ينتظر على مقربة بإمكانه سماع مايدوربين الحوراء والحسين (ع). فقالت للحسين هل استوثقت من نيات أصحابك فأني أخشى أن يسلموك عند الوثبة فقال لها (( لقد بلوتهم فما وجدت منهم الا الشجاع الذي يستأنس بالمنية دوني استئناس الطفل إلى محالب أمه ))
واليك الصورة الأخرى التي تكشف إيمان أصحاب الحسين (ع) بقيادتهم تلك التي يجسدها محمد بن بشر الحضرمي الذي كان يقاتل في صفوف الحسين وجاءه خبر اسر ابنه في فتنة الديلم في الري وطلب منه فدية لفك أسره فلما عرف الإمام بخبره هذا سمح له بفك رقبة ابنه وقال له أنت في حل من بيعتي وليس عليك ذمام فكان جواب محمد بن بشير للحسين (ع) لا افعل ذلك أكلتني السباع حياً إن فارقتك وحسبك من هذا الإيمان واليقين اللامحدودين لتلك النخبة انه مأمن احد منها استشهد في كربلاء إلا وكان في وسعه أن يتجنب القتل بكلمة أو بخطوة ولكنهم جميعاً اثروا الموت عطشاً وجوعاً مناضلين على أن يقولوا تلك الكلمة أو يخطوا تلك الخطوة لأنهم اثروا الشهادة على متاع الدنيا.


12. اثر الحسين على معسكر العدو وما نتج عنه من صور نحتت نفسها على صخرة التاريخ الإنساني ودخلت دنيا الخلود كصورة الانقلاب المفاجئ من الضلال إلى الهدى تلك التي حدثت لدى زهير بن القين بعدما كان عثماني الهوى والعقيدة وكان يرى الإمام علي (ع) وأولاده من الظالمين.
وصورة انضمام الحر بن يزيد ألرياحي احد قادة يزيد بن معاوية إلى معسكر الحسين وقاتل حتى قتل وكان آخر ما قاله قبيل استشهاده quot;السلام عليك ياابا عبد الله quot;
وانضمام الاخويين سعد بن الحارث واخيه ابو الحتوف الذين كانا في جيش عمر بن سعد بعد صحوة ضمير واستشهدوا بين يدي الحسين وكذلك يزيد بن زياد الكندي الذي ترك معسكر أميره يزيد والتحق بمعسكر الحسين.


13. الصور المخزية التي رسمها الأعداء في موقفهم من الثورة الحسينية تلك الصور التي تركت لوعة لن تنتهي وجرح لن يندمل وألم لن يسكن وحسرة لن تنفرج ودموع لن تكفكف كإقدامهم على قتل عبد الله الرضيع الذي حمله الحسين (ع) مستسقياً له الماء بعدما كان يتلوى من العطش وقد بح صوته من البكاء وناشد الحسين القوم بشربة ماء له وقال لهم quot; اتقوا الله في الطفل إن لم تتقوا الله فينا quot; فأجابه احد نبالة الكوفة بسهم وهو يصيح ليسمعه العسكر (خذ اسقه هذا ) فنفذ السهم إلى أحشاء الطفل وقتله. ويعقبوا ذلك بصيحات ياحسين (الاترى إلى الفرات كأنه بطون الحيات؟ والله لأتذوقه حتى تموت عطشاً ) إضافة إلى قتلهم أربعة صبيان غير بالغين وهم عبد الله بن الحسن، محمد بن ابي سعيد بن عقيل، والقاسم بن الحسن، وعمرو بن جناد الانصاري.


والصورة المخزية التي قام بها الأعداء إلا وهي إرعاب النساء وإخافة الأطفال وهي صورة علقت بذاكرة التاريخ لايمكن إزالتها وقد ناشدهم الإمام الحسين (ع) بالكف عن ذلك بقوله quot; ياشيعة آل ابي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون، أنا الذي أقاتلكم والنساء ليس عليهن جناح،اقصدوني واتركوا حرمي quot;.


وصورة أخرى لن تغمض عنها عين التاريخ ألا وهي وضع الرؤوس على الرماح والصورة التي تكشف قسوة قلوب القوم حين يأخذون بفجيعات الهول ويمرروهم من بين جثث الشهداء والصورة الجبانة التي يجسدها العدو حين يأمر برض جسد الحسين بحوافر الخيل بعد أن فارق الحياة.
والصورة الخسيسة التي يقدم عليها العدو حين يجرد جثة الإمام من الكساء الذي تخللته الطعون ولولا سراويل ممزقة تعمد أن يلبسها الإمام لمثل هذا الموقف لتركوا جثته عارية.
والصورة الأخرى التي يندى لها جبين التاريخ وهي معاملة حرم رسول الله سبايا مقيدات بالسلاسل حاسرات الرؤوس يطاف بهنّ في المدن والامصار ويتصفح وجوهن الناس ويطمع بهن الأنذال.
واليك صورة الصور هي تلك الجريمة التي تقدم عليها أمة لم تقم بها أي امة من الأمم ألا وهي قتل ابن بنت نبي تنتسب إليه وفيها يعيرنا الغرب بذلك حين نحدثهم عن وحشية الحروب الغربية فيقولون لنا مهما بلغ محاربونا من الوحشية والاعتداء فأنه لم يسمع عنا إننا قتلنا ابن بنت نبي ننتسب إليه بل قالوا لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل ارض راية ولأقمنا له في كل ارض منبراً ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين.


14.السمو الأخلاقي للثائرين:
المتجسد بامتناع مسلم بن عقيل عن اغتيال عبيد الله بن زياد الذي جاء لعيادة شريك بن الأعور في إطار محاولة لكسب رضى عليّة القوم وكان يومها في دار شريك وطلب الأخير من مسلم أن يقتل ابن زياد الذي جاء أصلا يطلب رقبة مسلم إلا أن مسلم لم يفعل ذلك وعندما استفهم منه شريك أجابه بـ (إنا أهل البيت تكره الغدر)ولو بطش بابن زياد كان قد بطش يومئذ بأكبر أنصار يزيد في حين كان مسلم طلبة ابن زياد وجنوده فقد كانوا يتعقبوه وأهدروا دمه وأجزلوا الوعود لمن يسلمه أو يدل عليه.
وكذلك موقف الإمام الحسين من معاوية فلم يخرج عليه بعد مقتل أخيه الحسن رغم تحريض أنصاره على خلع معاوية فكان يجيبهم إن بيننا وبين معاوية عهدا وعقدا لم تنته مدته ولم ينقضه هو حتى ننقضه وشيمتنا الوفاء بالعهد.


15.لأنها ثورة فذة أقدم عليها رجال أفذاذ فهي لم تكن ضربة مغامر من مغامري السياسة ولا صفقة مساوم من مساومي التجارة بل كانت ثورة لا تقاس بتلك المقاييس وانما تقاس بمقياسها الذي لا يتكرر ولا يستعاد على الطلب من كل رجل وفي كل أوان فلذلك كانت لها ميزتها الخاصة تلك الميزة التي ساهمت في خلودها إلى جوانب أخرى في الثورة. لان مسالة العقيدة الدينية في نفس الحسين لم تكن مسالة مزاج سياسي ولا مساومة تاجر وانما مسالة رجل يؤمن أقوى الأيمان بأحكام الإسلام ويعتقد اشد الاعتقاد إن تعطيل حدود الدين اكبر بلاء يحيط به وبأهله وبالأمة قاطبة في حاضرها ومصيرها لأنه مسلم حقيقي ولأنه سبط محمد فمن كان إسلامه هداية نفس فإسلام الحسين هداية نفس وشرف بيت فلذلك صرخ الحسين في ساحة المعركة تلك الصرخة السرمدية المدوية( إن لم يستقم دين محمد إلا بقتلي فيا سيوف خذيني)


16.طبيعة أنصار الحسين كانت لها خاصية أعطت للثورة الحسينية ميزة وهذه الميزة كانت سر من أسرار خلودها لتفرد أنصار الحسين بها. إن هذه الخاصية التي سمت إليها طبائع أنصار الحسين لم تكن طبيعة الإيمان الذي يعتقد صاحبه انه يموت في نصرة الحسين فيذهب لساعته إلى جنات النعيم لان من يأخذ بذلك يجعل المنفعة وحدها باعث الإنسان إلى جميع أعماله حتى ما صدر منها عن عقيدة وأيمان إذ أن هؤلاء الذين يأخذون بهذا الرأي ينسون أن المنفعة وحدها لن تفسر لنا حتى الغرائز الحيوانية التي يصاب من جرائها الفرد طوعا أو كرها في خدمة نوعه بل إن هؤلاء ينسون أن أنصار يزيد لا يكرهون جنات النعيم ولا يكفرون بها. فلماذا لم يطلبوها كما طلبها أنصار الحسين؟ أن أنصار يزيد لم يطلبوها لأنهم منقادون لغواية أخرى ولأنهم لا يملكون عزيمة الأيمان ونخوة العقيدة ولا تلك القوة الخلقية التي يتغلبون بها على رهبة الموت ويعقدون بها وسواس التعلق بالعيش والخنوع للمتعة القريبة فلولا اختلاف الطبائع لظهر شغف الناس جميعا بجنات النعيم على نحو واحد ومضى الناس على سنة واحدة في التضحية والفداء.ومرد ذلك الفرق الواضح بين طبيعة أنصار الحسين والتي هي التضحية والفداء وطبيعة أنصار يزيد هي المنفعة الخاصة وحب الذات فلذلك كان أنصار الحسين كانوا يقولون للحسين لو أننا نقتل سبعين مرة،فإننا على الاستعداد لان نقاتل بين يديك ونقتل مرة أخرى أيضا بينما أنصار يزيد كانوا يقولون ليزيد كم تدفع لنا من المال؟


17.الصور البطولية التي شهدتها ساحة المعركة تلك الصور التي كان لها أثرها في ذاكرة الإنسانية ولنبلها وما خطته من مواقف جليلة وما امتلكته من حيوية كان لها الأثر في إعطاء صفة الخلود لثورة الحسين. كالصورة التي قدمتها الحوراء زينب وهي تقود الفرس بيدها وتقدمه لأخيها الحسين فهي تعلم انه فرس الموت وبعد أن امتطاه الحسين وشق به غمار المعركة رجعت إلى نفسها وقالت ما اجلدني واقساني. والصورة التي قدمها نافع بن هلال البجلي الذي كان يكتب اسمه على السهام التي يطلقها على معسكر الأعداء عندما وقع أسيرا بيد العدو كسروا عضده وضرجوه بالدماء ضنا منهم انه يلين إلا انه ورغم حاله وهو أسيرا كان يقول لهم(لقد قتلت منكم اثنا عشر رجلا سوى من جرحت ولو بقيت لي عضدا وساعد لزدت) وصورة قائد الثورة الحسين بن علي حين صمد وأصر أن يخوض المعركة رغم الفارق الهائل في العدة والعدد بين جيشه وجيش ابن زياد.وشجاعة العليل علي بن السجاد الذي يرد على تهديدات ابن زياد بقتله بـ(إن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة) وشجاعة الحوراء في حضرة ابن زياد حين قال لها( الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأبطل أحدوثتكم)ردت عليه بكل شجاعة رغم فداحة مصابها بـ( الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه وطهرنا من الرجس تطهيرا إنما يفضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا والحمد لله)


18.أخلاق القائد في المعركة: إن من الأمور التي أعطت للحسين وثورته صفة الخلود هو الخلق العسكري والسياسي الذي كان يتحلى به الإمام الحسين بوصفه القائد الأعلى للمعركة، إذ انه لم يجبر احد على القتال ولم يحشر احد معه ولم يوهم احد ولا ضلل احد إن كل من جاء مع الحسين وقاتل معه في كربلاء هو بملي إرادته وإيمانه، فالحسين صرح لهم أكثر من مرة إن المطلوب هو أنا لا احد غيري فمن أراد إن يترك المعسكر ليس عليه ذمام وان خشي النهار فليتخذ من الليل جملا. وأخلاق الفارس تجلت أيضا في إحجام الإمام على إعلان الحرب رغم الإشارات العديدة على إعلانها من قبل جيش يزيد وكذلك منعه لأصحابه أن يبادروهم قبل أن يبادر جيش يزيد بينما كان العكس تماما في الجانب الأخر الذي انعدمت فيه أخلاق المعركة والفروسية بل وحتى الخلق العربي الجاهلي سلبوا الحسين ردائه ولولا التفافة الأمام في حياته وقبيل استشهاده بأن لبس سراويل ممزقة مخافة أن يجردوه ويتركوه عاريا لفعلوها به، ناهيك على قتل الأطفال وإرعاب النساء والتعرض لهن بسوء.


19.نجاح الثورة لان القائمين بما كانوا يعملون من اجل الجميع وكانوا يناشدون الناس بما فيهم من طموح إلى النبل والنجدة وركوب المخاطر ونسيان الصغائر في سبيل العظائم.عكس يزيد وأعوانه من النفعيين الذين يتوسلون الناس من اجل تحقيق مآربهم الخاصة بما فيهم من الجشع والخسة وقرب المآخذ وسهولة المسعى فلذلك نجحت ثورة الحسين لأنها تجاوزت حياة فرد وطائفة والدليل على ذلك أن الإفراد الذين قاموا بها ذهبوا فإذا لم يكن ينشدون الصالح العام لما فضلوا الموت فلذلك بقيت أعمالهم وخلدهم التاريخ لان هؤلاء يكونون ابعد نظرا من دهاة طامعين وانتهازيين للفرص والمغانم العاجلة فلذلك تجاوزت أعمارهم حساب عمرهم القصير. ونجحت لأنها مثلت التضحية في أقصى ما تصل اليه التضحية فلذلك انتصر الحسين باشرف ما في النفس الإنسانية من غيرة على الحق وكراهة للنفاق والمداراة في حين انتصر يزيد ولكن بأرذل ما في النفس الإنسانية من جشع ومراء وخنوع لصغائر المتع والأهواء.


لقد كانت ثورة الحسين بن علي من أعظم الثورات التحررية في الأرض فقد حملت مشعل النور والفكر وسجلت شرفا للإسلام وشرفا للإنسانية وأعطت الدروس المشرقة عن العقيدة التي لا تضعف والإيمان الذي لا يقهر وستظل مصدر عز وفخر وشرف للمسلمين في جميع أجيالهم. فهي أجدر بالبقاء من كل حي بل أحق بالخلود من هذا الكوكب الذي نحن عليه.


استشهد الإمام الحسين ليفوز في الآخرة بالفردوس الأعلى وينزلها منزلا كريما ويجعله الله سيد شبابها والشفيع المطاع أما في الدنيا بقيت ذكراه خالدة واخضع الدنيا بأسرها له ليصبح حديث الدهر مهما تطاولت لياليه أما خصومك يا أبا الأحرار فقد تمزقوا كل ممزق ودفنهم التاريخ في مجاهل سحيقة من الخزي والعار الأبديين ولعنه الناس التي لا تنقطع.
لتبقى وحدك ياحسين ملئ فم الدنيا ورهن الخلود وأنشودة الأحرار في كل جيل وعلما يهتدي به المصلحون في تحقيق ما ينفع الناس.
وجدت في هذه المقالة افضل رد على مقال السيد احمد لاشين المعنون بـ( مقتل الحسين:البطل الديني بين ملحمة التشيع والطقوس الايرانية ).

رياض عبد الحسين راضي

العراق/جامعة واسط /كلية التربية /قسم التاريخ