يولد بعض الناس محظوظين، أو كما يقال ( ملاعق الذهب في أفواههم )، مثل الأمراء وأبناء الرؤساء، ولاأخفي حسدي الشديد الظاهر والباطن من أبنائهم وأجيالهم الذهبية، فوالدي معلم بسيط مزواج من آل شنون أيضا ً، لكنه لايتميز بسلطات وتفوق مالي ومعنوي وعشائري وقبلي وديني وسياسي، لذلك فهو نكرة شعبية لاتحيص ولا تبيص في مجتمع الأقوياء والوحوشية، فورثت عنه الحقد على ( آل ) جعلتني شريدا لاجئا معوزا الى يوم موتي.
ورث عمار الحكيم البالغ من العمر 38 عاما إمارة أبيه الذي توفي في الإسبوع الماضي بسبب سرطان الرئة عن عمر 59 عاما ً، و أمارة المرحوم عبد العزيز الحكيم ليست قطعة أرض أو منزل عائلي أو سيارة تويوتا مانويل موديل 1980،بل رئاسة اكبر كتلة برلمانية في العراق (الديمقراطي) وترأس اكبر حزب سياسي شيعي شعبي في العراق،ومسؤولية أكبر منظمة انسانية تبلغ امكانياتها حوالي ملايين الدولارات (مؤسسة شهيد المحراب ) اضافة الى الوجاهة الدينية الكبرى والإجتماعية القصوى والأرستقراطية الدينية المتوارثة.
في موسوعة ويكيبيديا الحرة جاء مايلي عن عمار الحكيم quot;عمار عبد العزيز محسن الحكيم (1971- ) زعيم سياسي ابن الزعيم عبد العزيز الذي قاتل جيش البعث. رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ورئيس منظمة بدر ورئيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد هو ابن السياسي العراقي العلامة حجة الاسلام والمسلمين عبد العزيز الحكيم وحفيد آية الله السيد محسن الحكيم. له أنشطة سياسية واجتماعية مختلفة، منها رئاسة مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي.quot;
أما عن تعليمه وثقافته فهو وحسب ويكبيديا الحرة quot;اكمل دراسته الاكاديمية، ودرس المعارف الإسلامية ( الفقه والاصول وعلم الرجال والفلسفة و المنطق و اللغة الفارسية )، حتى تجاوز مرحلة المقدمات ثم السطوح ثم شرع في دراسة السطوح العليا التي تعد اعلى المراحل العلمية في الحوزات العلمية للمذهب الجعفري، وتلقى فيها الدروس على يد عمه محمد باقر الحكيم وكبار المراجع الشيعة في العالم الذين يتخذون من قم مقراً لهم quot;.
ومن نفس الموسوعة فأنه عاش منذ عام 1979 في ايران حتى عام 2003، اي انه امضى أربع وعشرين عاما من حياته في ايران، لذلك فأنه ينطق مفردة (كهرباء ) على انها (كهربي) في خطابه لأبناء الناصرية عن الماء والكهرباء، ومشكلة النطق اللغوي ليست عائقا ً أمامه للزعامة العراقية، طالما أن العراق بلد اثني متكون من قوميات واديان وملل مختلفة.
في صيف عام 1991اللاهب التقيت ضمن مجموعة من اللاجئين السيد عبد العزيز الحكيم في مخيم لجوء صحرواي،وكان السيد معطرا ً أنيقا ً في جبته الدينية السوداء،لم يتحدث ويتقول كثيرا ً،ولم يعد الناس من الحاضرين بأشياء طوباوية خيالية عن محنتهم الصحراوية السياسية،بل أخذ التحدث عن ميزات الأمام علي بن أبي طالب المتعلقة بالصبر والثواب والمشقة ومحاربة الفاسدين وعلى رأسهم المنافس التاريخي له معاوية بن ابي سفيان، كان معي من الحضور الممثل الفنان اللامع الآن باسم قهار والمرحوم ( الشهيد بفضل صدّام ) فريد ماضي، وكنا نحن الثلاثة ينظر بعضنا بعضا ً ونكتم الضحكات والسخرية، فقد كنا ننتظر من السيد كلاما ً اوثق وأكبر من ذلك، كلاما ً عن الرئيس بوش الأب وتخليه عن ثورة الجنوب بعد حرب تحرير الكويت،كلاما ً عن مصيرنا نحن الذي حضرنا اللقاء،نحن حفاة الأقدام والمصير الذين كنا نمثل الافا ً مثلنا.
توفي السيد الان واصبح وريثه (عمار )، وارثا ً للعمامة والسياسة معا ً، المشكلة العويصة، لو أن عماراً ورث واحدة منهما فقط، لهان الأمر، لكن وراثة كلتيهما يبدو لي أمرا ً صعبا ً ليس لضخامة المهمتين ووقعهما على كاهله الضعيف، فهو الأقدر!!، بل للعراقيين ( أبناء الحضارات!!)، والديمقراطية المتوردة هناك، فليس لأحد أن يلوم اي ( آل ) من الذين حول العراق بعد ذلك.
التعليقات