من يتابع تصريحات ومواقف وتصرفات وليد المعلم وزير خارجية سوريا، الشقيقة الجارة خاصة في علاقات سوريا مع لبنان والعراق ويراه كيف يقفز من فوق مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل إلى المواقف البطولية الرنانة، لا يسعه إلا القول تصريحات المعلم بحاجة إلى الكياسة والنباهة والرشاقة المطلوبة في السياسة والدبلوماسية خاصة في هذا العصر!

المعلم يعتقد أن العراقيين بحكم اختلاف الكثيرين منهم مع حكومتهم الحالية غير مقتنعين بمطالبتها تسليم القتلة القابعين في حمايته وحماية أجهزته المخابراتية وبتنظيم وأعداد قادة فلول البعثيين الذين لم يرتووا من دماء جرائمهم السابقة، فمضوا مع بهائم القاعدة،كمصاصي دماء يفجرون الناس عن بعد ويستمتعون بمرأى الحرائق تلتهمهم مع بيوتهم: ومن قاسيون أطل يا وطني فأرى بغداد تعانق الشهبا أو اللهبا! والعربا،لا فرق!

المعلم بحاجة إلى من يخبره أن الشعب العراقي كله يعرف أن قطعان الذئاب المسعورة تأتي عبر الحدود السورية بعد أن تتلقى تدريباً وتوجيهاً من أجهزة مخابراتها وإن من السذاجة القول أن الحكومة السورية ورئيسها لا يعلمون ولا يشاركون بهذه المهزلة الإجرامية المتواصلة لأكثر من ست سنوات!

هو لا يعلم أن الشعب العراقي أشد غضباً من حكومته لتصرفات حكام سوريا وتصديرهم للسفاحين والإرهابيين لذبحه وقتل أطفاله أمام عينيه، بل العراقيون يرون أن حكومتهم قد تأخرت كثيراً في مواجهته ورئيسه، وإن خطابها ينبغي أن يكون أقوى وأشد حزماً، وإنه ما يزال يطالبها بأن تتصدى للنظام الإيراني بنفس القضية ونفس المنطق والحق والحجة!


فالكثير يرى أن النظام الإيراني هو الممول والداعم لهذه الجرائم، وقضيتهما واحدة: العمل على إحباط مشروع النظام الديمقراطي الجديد في العراق، لكي لا يكون نموذجاً يحتذى، فيطيح بعروشهم وهما يخافان من أميركا، ويعتقدان أنها ستجهز عليهما لذا يريدان أكلها وهي هشة قبل أن تقوى وتأكلهما!


والشعب العراقي في الوقت الذي لا يغفر لحكامه الحاليين سكوتهم عن تدخلات وجرائم أصحابهم الإيرانيين في العراق وهو الأشد فظاعة، وهو الأصل والسوري ليس سوى أحد فروعه، لكن هذا لن يقلل من عزيمته لمحاسبة النظام السوري بل ودعم الحكومة في ذلك وبكل قوة وصدق، والمعارضة الشريفة هي التي تفعل ذلك!


مثلما سيمضون في مطالبة الحكومة بإثارة هذه القضية وبنفس القوة ضد كل من يتدخل في شئون العراقيين سواء كانوا خليجيين أو شماليين، غربيين أو شرقيين خاصة المتدخلين بالأساليب الإرهابية الإجرامية التي لا ينبغي للقوانين الدولية أن تبقى صامتة حيالها صمت القبور. zwj;
فهو يدرك أن محاسبة طرف وغض النظر عن آخر يضعف حقوقه ويعرضه لأخطار متواصلة!

من غير المعقول أن الحكومة العراقية لا تمتلك الأدلة المادية الثبوتية لجرائم المخابرات السورية ومن يوعز لها بالعمل ويمنحها الحماية السياسية،فهم قد اعتقلوا الآلاف من المجرمين الذين تلطخت أيديهم بقتل العراقيين أو جاءوا في نية القتل وألقي القبض عليهم مع ما بحوزتهم من متفجرات ومعدات ومخططات، ومع ذلك فإن الأدلة متوفرة بشكل أكبر وأقوى لدى الشعب العراقي نفسه،متمثلة بجراحاته العميقة، و بمئات الآلاف من الرجال والنساء والشيوخ والأطفال الذي قتلوا بتفجيرات من انتحاريين قدموا من مختلف البلدان عبر سوريا وبنوايا خبيثة لإشعال حرب طائفية، مدعين أنهم بذلك يمارسون الجهاد ضد أمريكا والكفار والصهاينة وغيرها من مفردات قاموسهم القومي والإسلامي الذي داسه الزمن وانتهى إلى التراب.


zwj; لو كان العراق الآن دولة معافاة وقوية ولديها جيش ضارب، هل يجرؤ المعلم وحكومته على مس شعبها بريشة طائر؟ فهو يعرف أن الرد سيكون كما التركي والإسرائيلي سريعاً وقاسياً وربما ليس فقط في معسكرات التدريب التي ترسل الانتحاريين.

حكومة المعلم أصدرت أوامرها لأئمة الجوامع بمنع إطلاق مدافع الإفطار في رمضان قرب مرتفعات الجولان لكي لا يزعجوا الجنود الإسرائيليين النائمين في أحضان أرض الوحدة والحرية والاشتراكية السورية، وقد يطلقون النار على القصر الرئاسي الواقع في مرمى قذائفهم، كيف لا تستطيع هذه الحكومة منع المتسللين من سوريا إلى العراق؟ إذا لم يكن الأمر مقصوداً ومنظماً وممولاً من البترول الإيراني؟

أيعتقد المعلم الارهابين الذين يدخولن العراق من سورية يستعيدون الكرامة العربية المهدورة منذ سنين طويلة، في قتل الناس وتفجير الأحياء الفقيرة أو الدوائر الحكومية في بغداد؟ أي منطق هذا؟

الرئيس السوري بشار الأسد اتهم الجانب العراقي باللاأخلاقية لأنه أثار هذه القضية التي سكت عليها طويلاً. من هو اللاأخلاقي؟ هل هو الذي يقتل الناس الأبرياء، أم الذي يطالب بالقصاص من قتلتهم وكف أذاهم عن الناس الأبرياء والأرض المسالمة؟ ليس المعلم وحده بل رئيسه أيضاً بحاجة لمن يوضح له ويفهمه الحقائق، وفي هذه الحالة يخشى أن لا يوجدأحد يتولىهذه المهمة!