بصراحة ماقاله رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بخصوص نظرية quot;س ndash; سquot; وانها الطريق الصحيح والوحيد لانفراج الملف اللبناني صحيح مائة في المائة!

فتحسن العلاقات السعودية السورية في اقرب وقت ممكن هو المدخل الوحيد لانهاء كل القضايا العالقة في لبنان وفي مقدمتها تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وما يجري الآن من خلافات على الساحة اللبنانية بخصوص التشكيلة الأولية للحكومة التي قدمها رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري لرئيس الجمهورية ميشيل سليمان يؤكد نظرية quot;س ndash; سquot; ولا ينفيها.

فكل أطياف المعارضة اللبنانية غاضبون من تشكيلة الحكومة بسبب التكتم على أسماء الوزراء وطريقة توزيع الحقائب الوزارية خاصة المتعلقة بالوزارات الرئيسية الخارجية والمالية والداخلية والاتصالات

كما أن استبعاد اسماء الوزراء الراسبين في الانتخابات النيابية الاخيرة قد اغضب جانبا من المعارضة وخاصة التيار الوطني الحر الذي اعتبر ما جرى مؤامرة ضد زعيمه الجنرال ميشيل عون!

لكن سعد الحريري قال ان تشكيلة حكومته التي ضمت 30 وزيرا جاءت على اساس صيغة ( 15+10+5 ) وانها تمثل جميع الكتل النيابية الرئيسية وتراعي التوازن ومبدا الانسجام الحكومي!

والمؤكد ان الحريري لم يعد بوسعه الانتظار أكثر من ذلك (70 يوما ) للتقدم بتشكيلة حكومته التي حاول فيها احترام نتيجة الانتخابات الاخيرة واضعا الكرة الآن في ملعب الرئيس سليمان للموافقة على التشكيلة المقترحة كما هي أو إجراء مداولات بشأنها.

وهناك مخاوف حقيقية من ان يؤدي التصديق على تشكيلة الحكومة كما هي دون الحوار بشأنها مع المعارضة إلى تراجع الاخيرة عن الدخول في حكومة وحدة وطنية وبالتالي عودة الامور في لبنان الى ما كانت عليه قبل الانتخابات الاخيرة.

وهذا بالضبط ما كشفته تصريحات السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله والتي هدد فيها بأن المعارضة سوف تتضامن بشكل كامل ضد ما وصفه بتجاهلها مؤكدا أن طريقة تشكيل الحكومة تزيد من تعقيد الأزمة في لبنان.

أما نبيه بري رئيس مجلس النواب وزعيم حركة أمل فقد اعرب عن استيائه من تقديم تشكيلة الحكومة دون اخذ رايه في أسماء وزرائه مؤكدا انه من حق كل كتلة نيابية تسمية وزرائها.

ووصف ميشيل عون رئيس التيار الوطني الحر التشكيلة المقترحة التي خلت من اسماء الوزراء الراسبين في الانتخابات بانها اضطهاد سياسي للتيار الوطني وعدم اعتراف بحجمه التمثيلي وحقوقه السياسية.

ومن جانبه أكد وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتركي ان رئيس الحكومة المكلف وضع الكرة الان في ملعب رئيس الجمهورية لايجاد مخرج مناسب لتشكيل الحكومة لكن الأمر بالتأكيد يتطلب ما هو ابعد من ذلك وهو تطبيق نظرية quot;س ndash; سquot;!

والسؤال المطروح هل ينجح الرئيس سليمان فيما لم يحققه الحريري على صعيد التشاور مع المعارضة بشأن اسماء الوزراء وتقاسم الحقائب الوزارية أم ان تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان اصبح رهانا مستحيلا؟!

كل المؤشرات تقول أنه بدون نظرية quot;س ndash; سquot; أو التفاهم السعودي السوري فإن الرئيس سليمان قد لا يحقق الانجاز المطلوب منه مما يعيد الأمور في لبنان الى ما كانت عليه قبل الانتخابات!