أحمد ولد سيدي من نواكشوط: تقوم السلطات الموريتانية في شهر رمضان من كل عام بحملة لمساعدة سكان الأحياء الشعبية الفقيرة وذلك من خلال فتح عشرات المحال التجارية التي تبيع المواد الغذائية الأكثر استعمالا في رمضان بأسعار مخفضة، وتقول السلطات إن العلمية تهدف لتخفيف وطأة ارتفاع الأسعار في الأسواق المحلية مع إطلالة الشهر الكريم من كل عام، وتشمل المواد الغذائية التي يتم تخفيضها خلال شهر رمضان المبارك بشكل رئيسي quot;اللبنquot;، والسكر، والتمر، والأرز، ونوعيات من الخضروات مثل البصل، والبطاطس.

اتهام باستغلال أموال الدولة
شكك الكثير من سكان الأحياء الشعبية في موريتانيا بجدوائية حملة تخفيض المواد الغذائية التي تبيعها بعض الدكاكين المنتشرة في الأحياء الشعبية في العاصمة نواكشوط، وقال quot;محمدquot; 58 عام من سكان حي quot;ملحquot; ل quot;إيلافquot; أنه تعرض لكثير من الظلم خلال زيارته لأحد دكاكين رمضان من طرف المشرفين عليه ولم يتمكن من الاستفادة من هذه المواد بسبب استغلالها من طرف المشرفين علي الدكاكين يضيف محمد.

محمد بين أنه يعيل علي أسرة تتكون من ثمانية أفراد لم يوفق في الحصول علي بعض المواد الغذائية المخفضة للفقراء في شهر رمضان لأسباب يصفها بالإقصائية، الاتهام الذي ورد علي لسان محمد هو نفسه ما أثار حفيظة الكثير من الفقراء في عدة أحياء شعبية في العاصمة نواكشوط واعترضوا عليه بشكل مستمر.
السالكة منت أرملة مسنة تسكن في الدار البيضاء في مقاطعة الميناء جنوب شرقي العاصمة نواكشوط، قالت ل quot;ايلافquot; أنا أرملة وليس لي من يعل علي وعلي أبنائي ونحن فقراء والمشرفون علي دكاكين رمضان لم يتعاملوا معنا كمواطنين، ولم ننجح حتى الآن في الاستفادة من المواد الغذائية التي تباع بأسعار مخفضة.

وأضافت السالكة quot;أنها من بين مئات الفقراء الموريتانيين وسكان الأحياء الشعبية الذين استبشروا بقرب إنصاف الفقراء والمحتاجين في موريتانيا وخاصة مع وصول الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلي سدة الحكم في البلاد، وهو الرئيس الذي يلقب برئيس الفقراء ودعموه ورشحوه لحل مشاكلهم تضيف منت الفلاني التي تحمل مسئولو الدول الآخرين وزر ما حدث لهاquot;.
وتطالب منت الفلاني الرئيس محمد ولد عبد العزيز التدخل من أجل حل مشاكل المواطنين، وخاصة طبقة الفقراء التي ارتبطت به وارتبط هو بها تقول السالك

جمعيات تشاطر المواطن رأيه
بدورها الجمعية الموريتانية لحماية المستهلك ومحاربة الغلاء انتقدت هي الأخرى ما اعتبرته quot;تجاوزاتquot; تشوب عملية رمضان التي أعلنت عنها السلطات بهدف دعم الشرائح الأكثر فقرا خلال شهر الصيام.

ودعت الجمعية السلطات العليا في موريتانيا إلى التدخل بسرعة والتعاطي مع شكاوى المواطنين من أجل quot;إرغام لجان عملية رمضان على تصحيح مسارها ومراجعة القرارات التي أقدمت عليها حتى تؤتي العملية أكلها ومن أجل حماية أكبر لحقوق جميع المستهلكينquot;.

وسجلت الجمعية، ما وصفته quot;ضعف التنظيم وغياب التنسيق والارتجالية في العمل على مستوى منفذي البيع بشبه الجملة في نواكشوط بالمعرض وسوق النساء بتفرغ زينهquot;.

واشتكت الجمعية من quot;تعقيد الإجراءات وعدم شفافيتها ومحاباة منسوبي اتحادية التجار التي تتولى إدارة العملية على حساب محدودي الدخل من المستهلكين وتعمد الإضرار بمصالحهمquot;.

وأشار ت الجمعية إلى quot;النقص الحاد والتذبذب في توفير المواد المشمولة بالعملية لدى متعهديها من دكاكين بيع المواد الغذائية والتفاوت المخل في توزيع هذه الدكاكين على مستوى أحياء العاصمةquot; فضلا عن quot;غياب أي معايير واضحة لإشراك الجمعيات غير الحكومية العاملة في مجال حماية المستهلك مما أدى إلى تحجيم دورها في العملية ومحاباة بعضها على حساب البعض الآخرquot;.