دبي: يبدو أن عدد المسلمين الذين سيتمكنون من أداء عمرة رمضان هذا العام سيكون أقل بكثير من المعتاد، وذلك بسبب محاولات وزارات الصحة في دول الخليج وغيرها للحيلولة دون انتشار محتمل لفيروس إتش1 إن1. حيث أدت الإجراءات الاحترازية التي وضعتها دول المنطقة إلى انخفاض عدد المعتمرين بحوالي 30 بالمائة عما هو معتاد في مثل هذه الفترة.

ووفقا لتحديث لمنظمة الصحة العالمية بتاريخ 23 أغسطس، وصل عدد حالات الإصابة بفيروس إتش1 إن1 المؤكدة مخبريا في منطقة شرق المتوسط إلى3,128 حالة. أكثرها في السعودية التي شهدت 595 إصابة وأربع وفيات، تليها الكويت بـ560 إصابة دون حدوث أية وفاة ثم مصر بـ509 إصابة وحالة وفاة واحدة.

غير أن أرقام منظمة الصحة العالمية تبدو أكثر تحفظا بكثير من أرقام الحكومات المحلية. ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعلنت وزارة الصحة السعودية عن أن عدد الإصابات بفيروس إتش1إن1 في البلاد قد وصل إلى 2,000 إصابة و14 حالة وفاة. كما أعلنت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن 1,072 إصابة وحالتي وفاة.

كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها من حدوث موجة جديدة من الفيروس بسبب قرب حلول فصل الشتاء.

الإجراءات الاحترازية

حثت السلطات في الشرق الأوسط المسلمين على تأجيل أدائهم الحج والعمرة هذا العام إذا أمكن، وحظرت سفر من هم دون سن 12 عاما وفوق سن 65 عاما إلى مكة. بالإضافة إلى حظرها سفر النساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل مرض السكري الذي يصعب التحكم فيه وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأمراض الصدرية والسمنة.

وقامت إيران بمنع كل مواطنيها من السفر لأداء العمرة هذه السنة وألغت كل الرحلات الجوية إلى السعودية خلال شهر رمضان الذي ينتهي حوالي 19 سبتمبر.

كما قامت هيئات المطارات والمعابر الحدودية في المنطقة بوضع أجهزة رصد الأنفلونزا وإجراءات الحجر الصحي وتنظيم حملات توعية بالمرض. ونصحت وزارات الصحة الناس بتفادي التجمعات الكبيرة سواء الدينية منها أو غيرها والتوقف عن العادات الاجتماعية الخاصة بالعناق والتقبيل والسلام بالأيدي في مناطق التجمعات.

كما تفكر الإمارات العربية المتحدة التي شهدت أول حالة وفاة بسبب الفيروس في 21 أغسطس في تقصير فترة صلاة الجمعة في محاولة لدرء أي انتشار محتمل للمرض.

مكة والمدينة

يشعر منظمو رحلات الحج والعمرة بالقلق حيال تأثير القرارات الوقائية المتعلقة بالفيروس على حجم أعمالهم. ويرى البعض منهم أن الحكومات قد بالغت في رد فعلها تجاه فيروس لم يثبت حتى الآن أنه فتاك بشكل خاص. كما اشتكى منظمو الرحلات في المنطقة من الإلغاءات الجماعية لرحلات الحج والعمرة والتي سيتكبدون بسببها خسائر مالية كبيرة تقدر بملايين الدولارات بسبب التزاماتهم المسبقة مع فنادق مكة.

ووفقا للغرفة التجارية بمكة، يتوقع أن تشهد مكة فتورا في الأنشطة المتعلقة بالحج والعمرة بنسبة 40 بالمائة خلال رمضان وأن تصل نسبة الفتور في المدينة المنورة إلى حوالي 70 بالمائة.

وقد تم تشكيل لجنة من الخبراء في مكة للتعامل مع أي انتشار محتمل للفيروس بين الحجاج والمعتمرين. حيث أخبر سعد القرشي، رئيس اللجنة الوطنية للحج والعمرة، جريدة أراب نيوز أن اللجنة ستقوم بتوزيع الكمامات على الحجاج وستنظم حلقات توعية لإعلام الناس بالإجراءات الواجب اتباعها.