كم أتمنى في هذه الأيام أن يقوم الرئيس حسني مبارك بزيارة إلى كل محافظة أو منطقة.. لسبب بسيط حتى يقوم كل محافظ بالاهتمام بتنظيف هذه المحافظة أو المنطقة من الألف إلى الياء!! هذه الطريقة الوحيدة التي أثبتت فاعليتها في مصر لانجاز أمر ما على أكمل وجه!
مشكلة النفايات تتفاقم في القاهرة، وهي غير مقصورة على الأحياء الشعبية أو العشوائية بل حتى طالت الأحياء الراقية مثل الزمالك والمعادي.. نسمع العديد من التبريرات.. وليس من تغيير ملموس حتى اللحظة ومع ذلك لا نزال ندفع رسوم النظافة المفروضة علينا مع فاتورة الكهرباء!!
الشركة الإيطالية المسؤولة عن جمع النفايات مضربة لأسباب إدارية ومالية!
انتشار موائد الرحمن ساعد في زيادة النفايات!!
محافظ الجيزة أصدر أوامر بإنزال 200 عامل نظافة للشوارع للمساعدة في حل المشكلة!! وللعلم عامل النظافة ينظف بطريقة عشوائية جدا وهمه أن يشحذ وليس أن يعمل!!
لا يتوفر عدد كاف من سيارات جمع النفايات!!
جامع القمامة لم يعد لديه اهتمام بجمعها أو بيعها فإعدام الخنازير أضر بتجارة بيع القمامة!
التبريرات في تزايد وأكوام النفايات أيضا في تزايد في الشوارع وأمام البنايات أمام المدارس والمستشفيات وانتشار الذباب في تزايد كنتيجة لهذه المشكلة وفي بعض الأماكن انتشار الفئران.. أي انتشار الأوبئة!!
أين الجهات المعنية التي تكافح الآن أنفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور من خلال توعية الناس بأهمية النظافة؟ هل المهم غسل الأيدي دوما واستخدام المطهرات في التنظيف بينما أكوام من النفايات تتراكم في مصر وفوقها أكوام من الذباب وحولها العديد من الحشرات!!
ما يثير الدهشة هو سلوكيات الناس.. بحجة أن المحافظة مقصرة في عملها وغير قادرة على إيجاد خطة مستقرة منظمة لجمع النفايات والتخلص منها فلا أحد يحرك ساكنا.. بل نستمر في رمي النفايات فوق بعضها البعض على أطراف الشوارع وأمام البنايات ولا أحد يفكر بحلول مؤقتة على الأقل حتى تتحرك الحكومة لتنهي هذه المشكلة الغير حضارية!
بإمكان مالك كل بناية أن يوفر حاويات كبيرة أمام بنايته لجمع النفايات فيها حتى تأتي سيارة جمع القمامة.. فمالك البناية يحصل شهريا على رسوم صيانة من المستأجرين.. إلا أن المالك يرفض الفكرة لأنها ليست من ضمن مسؤولياته أو واجباته فهذا عمل المحافظة!! وتم عرض الاقتراح على سكان البناية بشراء حاوية حفاظا على أرواحنا من الإمراض.. فلاقت الفكرة رفضا تاما لأنها ليست أيضا من مسؤولياتهم فهذه مسؤولية الحكومة!!
الناس قادرة فقط على الشكوى ولا يريدون القيام بغير ذلك.. وحتى الشكوى لا تنفع.. جرب الاتصال بهيئة النظافة وقدم شكوتك.. لتأتيك الإجابة: غريبة لم نستلم أي شكوى سابقا بشأن النفايات!!!! بالرغم من المشكلة تطرح يوميا في الفضائيات والصحف المصرية!!
وما يثير الدهشة أكثر هو سلوكيات المشاهير في مصر.. كل من تم استضافته في البرامج الحوارية في رمضان أغدق علينا من الكلام الكثير ويجيب على كل سؤال بإسهاب ولكن عندما يتم توجيه سؤال له يخص قضية أو مشكلة مصرية (خصوصا إذا كان مقدم البرنامج ليس مصريا).. تجد هذا النجم فجأة وبقدرة قادر تحول إلى سعد زغلول أو مصطفى كامل أو هدى شعراوي.. الوطنية تتجلى في أحلى صورها من خلال كلماتهم فقط وليس أفعالهم: لا اسمح لك مناقشة شأن مصري.. كرامة مصر لا تمس.. دي مصر أم الدنيا.. دي مصر الحضارة!!
يا سيداتي وسادتي بما أننا جميعا نعلم بأن مصر هي الحضارة وهي أم الدنيا.. ولا أحد يحب أن تمس كرامة مصر من بعيد أو قريب لماذا لا تتحركون لفعل شئ إزاء مشكلة النفايات التي تتراكم وتتكدس أيضا أمام منازلكم.. لماذا لا تكونوا قدوة للناس في إيجاد حل مؤقت لهذه المشكلة حتى تتحرك الحكومة والجهات المعنية؟
يا سيدي الرئيس حسني مبارك.. أرجوك قم بزيارة إلى جميع المحافظات والمناطق حتى يقوم كل محافظ بعمله على أكمل وجه.. وحتى نحافظ على كرامة مصر أمام العالم!!
التعليقات