يوم الاثنين 21 سبتمبر نشرت جريدة quot;ايلافquot; خبراً عظيما لقراءها غير المسلمين من زوار مصر وسائحين اجانب الذين ياتون اليها من كل بقاع الارض لمشاهدة اثارها التاريخية العظيمة والتعرف على حضارتها القديمة.. وقد جاء فى هذا الخبر الذى ارسلة محمد حميدة مراسل الجريدة من القاهرة انة سوف يعقد فى شهر اكتوبر القادم دورات بمدينة القاهرة لتدريب المرشدين والعاملين فى مجال السياحة على فنون الدعوة للاسلام بين الاجانب تحت رعاية الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية.

وطبقا لما جاء فى quot;ايلافquot; فان مؤسسة اسلامية يطلق عليها اسم quot;جسورquot; سوف تتولى تدريب المرشدين السياحيين المصريين لكى يتعلموا كيف يتكلمون عن المفاهيم الإسلامية الأساسية خلال تجولهم مع السياح داخل مساجد مصر الاثرية مثل مسجد محمد علي و لا يقتصر حديثهم على الرخام و السجاد و الفسيفساء فقطquot;.


يعنى اصبح مطلوبا من المرشدين السياحيين المصريين استغلال وظائفهم والعمل كدعاة للاسلام بين زوار مصر والسياح اثناء زيارتهم الى مصر بدلا من تعريفهم بتاريخ وحضارة مصر.

وحسب ما جاء فى الخبر فان اكثر من 2000 مرشد سياحى مصرى سوف يتلقون التدريب الازم على فنون الدعوة للاسلام بين السياح فى الشهر القادم.. بعدها سوف يصبحون بطبيعة الحال دعاة للدين الاسلامى متخفيين فى زى العاملين فى مجال السياحة..!!

وعلينا ان نتخيل بعد تخريج هذا الجيل الجديد من الدعاة المرشدين السياحيين كيف سيكون علية حال ووضع صناعة السياحة فى مصر.. وكيف يكون رد فعل السياح عندما يكتشفون انهم اصبحوا مستهدفين من قبل الجيل الجديد من المرشدين السياحيين لاغراءهم واقناعهم على دخول الاسلام اثناء تواجدهم فى مصر.. وعلينا ان نتخيل ماذا سيكون علية موقف شركات السياحة العالمية عندما يصل الى علمهم مخطط اسلمة الزوار والسياح الى مصر.. علينا ان نتخيل الانعكاسات والنتائج الخطيرة التى سوف تترتب على هذا الامر وتاثيرة السلبى على دخل مصر القومى من عائد السياحة.

لقد كتبت انا شخصيا منذ شهور قليلة عن تعرض السياح الاجانب من جنسيات مختلفة واستهدافهم من قبل بعض المرشدين السياحيين او الدعاة للاسلام متخفيين فى ثياب العاملين فى السياحة.. وذكرت حكاية بعض السياح الاسترال الذين ذهبوا لزيارة جامع اثرى فى مصر فاذا بالمرشدة تكلمهم عن الاسلام وسماحتة وتقوم بمقارنتة بالاديان الاخرى وفى نهاية حديثها لهم دعتهم صراحة لدخول الاسلام لانة من وجهة نظرها هى وغيرها من المسلمين هو الدين الافضل والاحسن عند اللة ثم قامت باعطاءهم شرائط تدعوة لاعتناق الاسلام!!

وعندما غادر مصر هؤلاء الضيوف الاسترال حلفوا واقسموا الا يعودا اليها ثانية واخذوا على عاتقهم مطالبة كل اصدقاءهم ومعارفهم بعدم زيارة مصر او حتى التفكير فى زيارتها بعد تجربتهم وتعرضهم الى الاسلمة على يد مرشدة سياحية مات ضميرها.

اننا نعرف تماما ان السياحة فى مصرمستهدفة من قبل المتطرفين المتأسلمين الذين ينظرون الى السياح الاجانب على اساس انهم كفرة يدخلون الفسق والفساد والخلاعة الى مصر ويدركون فى نفس الوقت ان القضاءعلى السياحة سوف ياخذ معة واحدا من اكبر مصادر الدخل القومى فى مصر وبالتالى سوف يضعف الاقتصاد العام ويضع النظام والحكومة فى موقف صعب للغاية لا يحسدون علية.

ولذلك فاننى اجد نفسى فى حالة ذهول وتعجب وعجز عن الفهم من مشاركة مفتى الديار - وهو موظف حكومى ياخذ مرتبة من ضرائب الناس الغلابة فى مصر- فى هذا المخطط الذى لا يستهدف اظهار الوجة السمح للاسلام للزوار كما يحاولون اقناعنا وانما يستهدف القضاء على السياحة والعائد القومى منها دون اللجوء الى قتل السياح بالرشاشات او السيوف او تفجير الاتوبيسات والاماكن السياحية او مضايقة السياح والتحرش بهم كما كان يجرى فى السنوات السابقة بمعرفة المتطرفين والارهابين المتاسلمين.

والذى يحيرنى اكثرهو موقف وزير السياحة وكبار العاملين فى مجال السياحة.. فكيف يقبلون على انفسهم وضمائرهم ان تتحول وزارتهم الى وزارة للدعوة الاسلامية يشرف عليها مفتى الديار المصرى؟؟ واذا كان وزير السياحة راضيا عن عمل موظفية كدعاة للدين الاسلامى فلماذا لا يطلب من رئيس الجمهورية الغاء وزارتة وضمها لوزارة الاوقاف او دار الافتاء او وزارة الدعوة او الازهر؟؟ |


واخيرا ما هو موقف الحكومة المصرية من هذا العبث ومحاولة ضرب السياحة من جديد؟؟

صبحى فؤاد
استراليا
الاربعاء 23 سبتنمبر 2009

[email protected]