محمد الأمين منأمستردام:مع حصول المخرج الايراني أبو الفضل جليلي على جائزة النقاد في مهرجان روما السينمائي ، تكون السينما الايرانية قد أعادت بعضا من إعتبارها ، بعد عام من الاخفاق في الحصول على جائزة معتبرة في المهرجانات السينمائية الاوربية . وقد ترأس لجنة التحكيم في الدورة الثانية من مهرجان روما السينمائي الدولي المخرج البوسني و الحاصل على جائزة الاوسكاردانيس تانوفيتش. ويعتبر أبو الفضل جليلي اسما مهما في السينما الايرانية التي رفدها بأفلام مهمة تميزت بالعفوية العميقة والبساطة بإعتبارهما أهم عنصرين في التعبير عن المشاعر الحقيقة والهموم والانشغالات الروحية .

المخرج الايراني اثناء حفل الأختتام
في فيلمه الاخير quot;حافظquot; الحاصل على جائزة النقاد ، يقدم جليلي رؤيته السينمائية لموضوع العرفان الروحي ، ليس من منطلق كونه رافدا اساسيا في معظم الافلام التي انتجتها السينما الايرانية في العقود الثلاث الاخيرة فحسب ، وانما باعتباره مكونا ذا أهمية بالغة في سلوك وشخصية المواطن الايراني ، ففي هذا الفيلم يرصد جليلي شخصية حافظ الشاب(المريد وحافظ القرآن) الذي يقع في غرام ابنة شيخه من منظورين الحالات الروحية التي تعتمل في أعماق حافظ ، وسلوكه وتصرفاته التي غالبا ما تكون مطبوعة ببصمة الحب .ومن هنا تأتي قصائد الشاعر الايراني الشهير حافظ الشيرازي وقد وظفها المخرج ببراعة وفنية عاليتين لتضيء الاشارة والإحالة التاريخية لأعظم شعراء الفرس حافظ الشيرازي.
ابو الفضل جليلي مخرج ايراني ،منعت الرقابة جميع أفلامه من العرض في صالات ودور السينما وحولته الى أكبر مخرج مهمّش في تاريخ السينما الايرانية ،ولكن أليس من المفارقة أن تحرم الرقابة جمهور السينما في بلد يحتل المرتبة الثالثة عالميا من ناحية الانتاج السينمائي من فيل يحاكي شاعرا لايخلو بيت ايراني من ديوانه؟