كامل الشيرازي من وهران: دعا الرؤساء و المدراء التنفيذيون لمهرجانات السينما العربية، الثلاثاء، بمدينة وهران الجزائرية إلى تأسيس مهرجان دولي للفيلم العربي بالقدس، فيما نادى النجم السوري البارز جمال سليمان بتفعيل شراكة سينمائية عربية شاملة، ورأى في ذلك خطوة مهمة.
وفيما دخل مهرجان وهران يومه ما قبل الأخير، أفضى اجتماع حضره 14 رئيساً ومديراً تنفيذيا لمهرجانات السينما العربية، إلى تزكية مقترح فلسطيني تضمن تأسيس مهرجان للفيلم العربي بالقدس، وهي فكرة لاقت استحسان مدراء المهرجانات واتفقوا على السعي إلى تجسيدها بحر العام القادم، ودعّم المجتمعون فكرة تمويل مهرجانات خاصة بالأفلام العربية في دول غربية، طالما أنّ ذلك سيتيح فتح نافذة إضافية على السينما العربية في الغرب.
وقال quot;عبد الخالق منطرشquot; نائب رئيس المهرجان الدولي للرباط لـquot;إيلافquot;، أنّ المجتمعين تقاطعوا أيضا بشأن ضرورة العمل على إنشاء صندوق عربي مشترك يُعنى بتمويل الإنتاج العربي عربي، وهي فكرة طرحها كاتب الدولة الجزائري المكلف بالاتصال quot;عز الدين ميهوبيquot; حيث اقترح إنشاء صندوق لدعم السينما العربية، خصوصا وأنّ تمويل الأعمال السينمائية صار مسألة ملحة، تبعا لما ينطوي عليه موضوع التمويل من مشقة وقلق بسبب عدم وجود صناديق لدعم السينما في العالم العربي، ما يدفع المنتجين العرب في أغلب الأحيان إلى اللجوء إلى جهات أجنبية لتمويل أفلامهم.
وكان لقاء مدراء المهرجانات السينمائية العربية فرصة أيضا لتباحث راهن الصناعة السينمائية العربية وما تصطدم به من عقبات تجعلها غائبة عن المشهد السينمائي العالمي، إلى جانب إشكالية تداخل تواريخ المهرجانات وحساسية التنسيق حول البرمجة وضبط تواريخ تنظيم المهرجانات وفق رزنامة متكاملة، إضافة إلى تحديد معايير منح الجوائز بشكل يكفل إعادة بعث الفعل السينمائي العربي.
من جانبه، أفاد المخرج السينمائي الجزائري quot;أحمد راشديquot; كممثل عن مهرجان وهران، أنّ الاجتماع كان إيجابيا وسمح بالحديث بشأن وضع ميثاق أخلاقيات خاص بتنظيم المهرجانات السينمائية، وسيتم استكمال النقاش حول هذا الميثاق في مهرجان القاهرة المقرر في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
وسيتم مستقبلا منح الجوائز إلى المخرجين باعتبارهم مهندسي الأعمال، مع منح جوائز تشجيعية إلى الموزعين المنتجين، في حين اتفق رؤساء المهرجانات العربية على بعث موقع الكتروني خاص سيُعنى بنشر كل أخبار المهرجانات العربية، ويكون فضاءً للتواصل والتنسيق الدائم بين المهرجانات العربية وجمع المعلومات والتعريف بنشاطاتها، علما أنّ الفكرة ظلت محل تجاذب على مدار الأربع سنوات المنقضية.
في غضون ذلك، ألّح الفنان السوري المعروف quot;جمال سليمانquot; على حتمية قيام شراكة سينمائية عربية تتعدى حدود الإنتاج المشترك لتشمل العروضوالتوزيع وتوابعهم، ورأى سليمان، في مؤتمر صحفي، أنّ الإنتاج العربي السينمائي المشترك أصبح quot;أمرا واجباquot;، موضحا أنّ هذه الشراكة يجب أن تخص العروض أيضا حتى يتم توصيل الأفلام إلى الجماهير.
وأبرز بطل quot;ملوك الطوائفquot; أنّ الانتاجات العربية المشتركة تحتاج إلى إستراتيجية لا يمكن صياغتها بين ليلة وضحاها، مشيرا إلى أنّ للإعلاميين والنقاد ورجال الثقافة quot;دور كبيرquot; في إعدادها، معاتبا على الحكومات العربية عدم جعلها الفعل السينمائي كأولوية، في وقت لا يزال تمويل السينما العربية قليل جدا، ومشكلة التمويل مطروح بحدة في كل بلد عربي، ولفت سليمان إلى أنّ كل البلدان العربية تمتلك مواقع تصوير رائعة، وتستفيد من كوادر متمكنة، ما يعني أنّ العمل السينمائي عبر الأقطار العربية يحتاج فقط إلى دعم نوعي، معتبرا أنّ التمويل الأجنبي للأفلام العربية ليس عيبا.
واستغل جمال سليمان المناسبة ليشيد بتطور السينما السورية التي قفزت من 10 أفلام سنويا إلى حدود 55 فيلما كل عام، وفيما أطلق سليمان النار على الفانتازيا التاريخية، متصورا أنّه جرى إعطاؤها أكثر من حجمها، بالمقابل، امتدح نجم quot;صلاح الدينquot; وquot;الفصول الأربعةquot;، الدراما المصرية ورآها المتسيّدة عربيا، ورفض الفكرة القائلة بأنّه (انقحم) أو (نزح) إلى مصر، معللا باهتمام أم الدنيا بضم كبار الممثلين السوريين، وهذا يساعد على تطوير الدراما المصرية مثلما قال.
ووصف سليمان مهرجان وهران بـquot;الناجحquot;، قائلا إنّ تركيزه على الفيلم العربي يسمح كل سنة بمشاهدة 90 بالمائة من النتاجات السينمائية العربية، لكنه تمنى أن يتوسع المهرجان مستقبلا ليستقطب جمهور الموزعين والمخرجين والنقاد والممثلين من القارات الخمس.
وكشف جمال سليمان عن مشاريعه، حيث تحدث عن اشتراكه حاليا في إنجاز فيلم مصري مغربي سوري بعنوان quot;كتابة على الثلجquot;، وأسرّ بوجود محادثات مع دولتي الإمارات والجزائر لضم ممثلين عنهما إلى الفيلم، وأعلن سليمان عن عرض مسلسلين يلعب فيهما دور البطولة خلال شهر رمضان المقبل، ويتعلق الأمر بـquot;أفراح إبليسquot; وquot;فنجان الدمquot; هذا الأخير كان جاهزا العام الماضي وهو يحكي بحسبه القصة الحقيقية للقبائل البدوية التي عاشت في الشام قديما.
- آخر تحديث :
التعليقات