من بينها السيدة مريم العذراء مرتدية quot;البرقعquot; الإسلامي
أعمال فنية دينية تثير الجدال في أستراليا

لوحة الفنانة بريسيلا براكس تظهر بن لادن متشبهًا بالمسيح
واصف شنون من سيدني: أثارت أعمال فنية تشكيلية شاركت ضمن مسابقة دينية للأعمال الفنية في سيدني في نطاق مسابقة يطلق عليها ( The Blake Society) جدلا ً واسعًا بين فئون عديدة من الأستراليين وخاصة المؤمنين المسيحيين منهم، إضافة إلى إلتحاق السياسيين من كل الطرفين الحكومة والمعارضة في التعبير عن أرائهم والتنديد بالفن الجارح للدين المسيحي، لكن ممثليالعديد من الجهات الإسلاميةأبدوا حذرًا شديدًا في التدخل بموضوع الجدل الدائر، ولم يعلن أحدًا منهم أي رغبة في التعليق.
وكان عملان فنيان قد إشتركا ضمن المسابقة تلك، الأول يُظهر السيدة العذراء مريم وهي ترتدي (البرقع ) الإسلامي مقتبسًا من تمثال شهير للسيدة العذراء التي يقدسها المسيحيون جميعًا بمختلف طوائفهم، والعمل الثاني هي لوحة فنية مقتبسة أيضًا من عمل فني آخر حيث تم إستبدال وجه السيد المسيح بصورة لوجه زعيم تنظيم القاعدة إسامة بن لادن المطلوب الأول على قائمة الإرهاب العالمي.
وقامت صحيفة الديلي تلغراف اليومية الواسعة الإنتشار في سيدني بنشر صور لتلك الأعمال ودعت القراء إلى إبداء أرائهم فيها، كذلك نشرت صورًاللمظاهرات والإحتجاجات الإسلامية التي أعقبت نشر أعمال فنية كاريكاتورية تتعلق بنبي المسلمين محمد في شمال أوروبا الدنمارك، وقالت الصحيفةفي تعليق لها، إنه هجوم آخر على المشاعر المسيحية، ووصفت تلك الأعمال بالمهينة الخارجة علىنطاق حرية الرأي والتعبير.
وجاءت ردود المئات من القراء، وهي تدين تلك الأعمال الفنية وتستنكرها، إضافة الى إستنكار رئيس الوزراء جون هاورد لها الذي وصفها بإنها أعمال لا ميزة فنية لها ولا تستحق الإشارة والتنويه، وسارع السيد كيفن راد زعيم المعارضة العمالية ليقول quot;إن الفن له الحرية الكاملة، لكني أجد في هذين العملين تطرفًا شديدًا في الفنquot;، خاصة وأن الإنتخابات الفيدرالية الأسترالية القادمة سوف تجرى نهاية هذا العام، وإن كافة إستطلاعات الرأي العام لا ترجح فوز السيد هاورد بفترة حكومية جديدة بل ترجح منافسه العمالي السيد كيفن راد.
وعلى صعيد آخر،أكدت المحامية بريسيلا براكس وهي الفنانة التي نفذت عمل (بن لادن )، أنها لم تقصد بعملها الفني أي إهانة ولأي مشاعر دينية وقالت: quot; لا.. لا.. ليس في نيتي الإساءة لأي دين أو أي مشاعر، لكني متشوقة لفتح نقاش عام، لطرح أسئلة تتعلق بالعالم الذي نعيش فيه جميعًا، نتحاور عما نقبله وعما نرفضهquot;، أما الفنان لوك سيلفان الذي نفذ تمثال السيدةالعذراء وهي موقعة تحت عنوان (السر الرابع لفاطمة ) فقد عبر بقوله إنه لم يقصد الإستفزاز وإثارة الجدل في عمله الفني ذلك.
القس رود باتندين الذي يدير ويشرف على المسابقة تحدى المحتجين قائلاً quot;إن المجتمع المسيحي في أستراليا لا يهتم في الفنون فما الجديد في الأمرquot;، ودافع عن تمثال السيدة العذراء بلباس البرقع، متهمكًا على السلطة الذكورية التي يقودها الرجال ضد النساء في المجتمعات الإسلامية والمسيحية على حد سواء،وأكد القس باتندين على أن العالم الذي نعيش فيه، هو عالم أزمات وكراهية وعالم فاسد تمامًا.