نصر جميل شعث: كلّ قارئ تثار حساسيته تجاه السياسة بشكل يسبق ويفوق إثارة حساسيته تجاه الحقائق والمعاني الثقافية الأدبية؛ هو قارئ فاشل! هكذا كانت حالُ معظم المعلّقين على مقالتي المنشورة قبل أيام في إيلاف بعنوان:quot; احتفال بالشعر الأردني على حساب الشعر الفلسطينيquot;.
ولعلّ من أصعب ما يُجْبَر عليه الكاتبُ، أيُّ كاتبٍ، هو أن يقوم بتفسير الواضح الذي إذا ما يسرف في إيضاحه قد يصبح مجانيًّا- وحتى- غامضًا لهؤلاء الفئة من القراء- الشعراء الذين يتمادون، عن قصد، في quot;إساءة الفهمquot;؛ لغايات في نفوسهم المليئة بالجشع المنبري والبهرجة واللفظية!
وبالفعل، ما لمسته في التعليقات العنيفة على مقالتي كان صادرًا عن quot;إساءة فهمquot; مقصودة؛ سرعان ما فَهمْتُ خلفياتها النفسيّة، وليس عن quot;سوء فهمquot;.. لأنّ الفارقَ كبيرٌ بين المصطلحين!
إن ما جاء في مقالتي لا يحْمل في توجهاته أية نيّة مبيتة للهجوم على الأردن العزيز، بقدر ما ترمي السطور لإثارة موضوع مسكوتٍ عنه في نفس كلّ قارئ ومتابع مختص بالشأن الثقافي الأدبي الفلسطيني- الأردني.. مسكوت عنه أو أنّ الأفواه، التي تنعم بالفائدة، اعتادت تكميم نفسَها بـquot;مسلّمةquot; التداخل التاريخي بين البلدين. quot;المُسلّمةquot; التي صارت منذ زمن عملةً في يد كلّ هؤلاء الذين تأذوا من حقيقة وحساسية مقالتي التي قالت أشياءً كثيرة - واللي ع رأسه بطحة بيتحسسها. ولو نُقِدَتْ هذه العملة، حقّ النقد، وفُككت؛ وجرّدت من بريقها؛ لرأينا، بالعين المجردة، كيف أنّ فئة المثقفين والشعراء الذين يتاجرون بالأردن وفلسطين سواء بسواء، والذين لا يحترمون قيم وأخلاق العرفان والانتماء للبلد التي تأويهم؛ لرأيناهم في كسادٍ بعد هذا التضخم الذي يُجسّدونه بتوقيعاتهم المزدوجة والمنتشرة في الحفلات المنابر الفلسطينية والأردنية والعربية!!
وأما عن ما أثير من مَعانٍ سياسية حول عبارتي الواردة في المقالة: quot;يجب فكّ الارتباط بين الأردن وفلسطين، بالتوضيح التاريخي الجمالي ووضع النقاط على الحروفquot;؛ فلم يكن مقصودًا تمامًا أن انتقي مصطلحًا سياسيّا كـquot;فك الارتباطquot; وإشعاله في اللحظة الفلسطينية المشتعلة أساسًا؛ ولكنني استعرتُ المصطلح من السياسة (فوكو استعار ولعب على مصطلحات ماركسية لغايات غير ماركسية) ليس لغاية إستراتيجية أو فلسفية وطنية عنصرية، وإنما لهدف إجرائي يضع القائميْن على تقديم و إعداد مختارات الشعر الفلسطيني والأردني- في كتاب في جريدة- أمام إمكانية الفصل المتوفرة دائمًا، وعند الإعداد، على أساس خصائص وخصوصيات وجرح وذاكرة مخيلة المكان والظروف التاريخية والجمالية، بمعزل عن شماعة التداخل؛ وإنما في ضوء الجغرافيا الفلسطينية المنقوصة-بحكم الاحتلال- ولكن البريئة، في مقالتي، من مقاصد التجزئة العربية بالمعنى السياسي الاستعماري. فتخصيص عدد مستقل لشعراء الأراضي الفلسطينية- أو ايفاء النصف الفلسطيني حقه في العدد المشترك من المختارات الشعرية- كان من شأنه أن يشيرَ إلى قوّة الشعر الفلسطيني في لحظة ضعف القدرة الوطنية على الإفصاح عن ذاتها ومسؤولياتها الفلسطينية الوطنية الموحَّدة. فضلاً عن أنّ تخصيصَ عددٍ مستقل للشعر الأردني كان من شأنه أن يسكتَ لسان كلّ من يتباهى متفوهًا بـquot;مسلمةٍ فلسطينيةquot; ترى أن لا حضور للشعر الأردني لولا فضل الشعر الفلسطيني الذي مرّ بتحولات تاريخية وجمالية أثرت فيه؛ فاختفى في عرض التجربة الشعرية الفلسطينية.
ولعلّ من أصعب ما يُجْبَر عليه الكاتبُ، أيُّ كاتبٍ، هو أن يقوم بتفسير الواضح الذي إذا ما يسرف في إيضاحه قد يصبح مجانيًّا- وحتى- غامضًا لهؤلاء الفئة من القراء- الشعراء الذين يتمادون، عن قصد، في quot;إساءة الفهمquot;؛ لغايات في نفوسهم المليئة بالجشع المنبري والبهرجة واللفظية!
وبالفعل، ما لمسته في التعليقات العنيفة على مقالتي كان صادرًا عن quot;إساءة فهمquot; مقصودة؛ سرعان ما فَهمْتُ خلفياتها النفسيّة، وليس عن quot;سوء فهمquot;.. لأنّ الفارقَ كبيرٌ بين المصطلحين!
إن ما جاء في مقالتي لا يحْمل في توجهاته أية نيّة مبيتة للهجوم على الأردن العزيز، بقدر ما ترمي السطور لإثارة موضوع مسكوتٍ عنه في نفس كلّ قارئ ومتابع مختص بالشأن الثقافي الأدبي الفلسطيني- الأردني.. مسكوت عنه أو أنّ الأفواه، التي تنعم بالفائدة، اعتادت تكميم نفسَها بـquot;مسلّمةquot; التداخل التاريخي بين البلدين. quot;المُسلّمةquot; التي صارت منذ زمن عملةً في يد كلّ هؤلاء الذين تأذوا من حقيقة وحساسية مقالتي التي قالت أشياءً كثيرة - واللي ع رأسه بطحة بيتحسسها. ولو نُقِدَتْ هذه العملة، حقّ النقد، وفُككت؛ وجرّدت من بريقها؛ لرأينا، بالعين المجردة، كيف أنّ فئة المثقفين والشعراء الذين يتاجرون بالأردن وفلسطين سواء بسواء، والذين لا يحترمون قيم وأخلاق العرفان والانتماء للبلد التي تأويهم؛ لرأيناهم في كسادٍ بعد هذا التضخم الذي يُجسّدونه بتوقيعاتهم المزدوجة والمنتشرة في الحفلات المنابر الفلسطينية والأردنية والعربية!!
وأما عن ما أثير من مَعانٍ سياسية حول عبارتي الواردة في المقالة: quot;يجب فكّ الارتباط بين الأردن وفلسطين، بالتوضيح التاريخي الجمالي ووضع النقاط على الحروفquot;؛ فلم يكن مقصودًا تمامًا أن انتقي مصطلحًا سياسيّا كـquot;فك الارتباطquot; وإشعاله في اللحظة الفلسطينية المشتعلة أساسًا؛ ولكنني استعرتُ المصطلح من السياسة (فوكو استعار ولعب على مصطلحات ماركسية لغايات غير ماركسية) ليس لغاية إستراتيجية أو فلسفية وطنية عنصرية، وإنما لهدف إجرائي يضع القائميْن على تقديم و إعداد مختارات الشعر الفلسطيني والأردني- في كتاب في جريدة- أمام إمكانية الفصل المتوفرة دائمًا، وعند الإعداد، على أساس خصائص وخصوصيات وجرح وذاكرة مخيلة المكان والظروف التاريخية والجمالية، بمعزل عن شماعة التداخل؛ وإنما في ضوء الجغرافيا الفلسطينية المنقوصة-بحكم الاحتلال- ولكن البريئة، في مقالتي، من مقاصد التجزئة العربية بالمعنى السياسي الاستعماري. فتخصيص عدد مستقل لشعراء الأراضي الفلسطينية- أو ايفاء النصف الفلسطيني حقه في العدد المشترك من المختارات الشعرية- كان من شأنه أن يشيرَ إلى قوّة الشعر الفلسطيني في لحظة ضعف القدرة الوطنية على الإفصاح عن ذاتها ومسؤولياتها الفلسطينية الوطنية الموحَّدة. فضلاً عن أنّ تخصيصَ عددٍ مستقل للشعر الأردني كان من شأنه أن يسكتَ لسان كلّ من يتباهى متفوهًا بـquot;مسلمةٍ فلسطينيةquot; ترى أن لا حضور للشعر الأردني لولا فضل الشعر الفلسطيني الذي مرّ بتحولات تاريخية وجمالية أثرت فيه؛ فاختفى في عرض التجربة الشعرية الفلسطينية.
التعليقات