واستعرض المؤلف، وفق تقرير نشر في صحيفة الحياة، اليوم الخميس، في كتابه شروط الرواية ومنها أنه يجب ألا تكون لغرض التسلية وتزجية الوقت، وألا تميل إلى التهويل في أحداثها وجعل أبطالها مخلوقات فوق العادة. وأيضاً ألا تروج الرواية ما يثير الغرائز والشهوات للقراء، أو تمتلئ بطلاسم وألغاز لا قيمة لها، وألا يحاول الكاتب إقناع قرائه بتوجهاته وأفكاره.
ثم يدخل في موضوعه، فيرى أن الرواية تروج للعلاقات العاطفية المشبوهة وغير الشرعية، وأن المؤلفة جعلت أبطالها يعلنون اعتراضاتهم على نظرة وقيم المجتمع للحب والاختلاط، وأنها تعمد إلى نشر الرذيلة والسخرية من الحجاب والدعوة المضللة إلى التغيير، حين بثت الرسائل التي تدعو إلى الانحراف من خلال المعاكسات في الأسواق. مشيراً إلى أن مفهوم الرواية ترويجي للفكر الغربي، الذي ينادي بالتغيير والانقلاب على القيم والأخلاق التي يدعو إليها الدين الإسلامي.
وحول لغة الرواية يقول إنها لغة متأرجحة بين الفصحى والعامية، وإن إقحامها للمصطلحات الانكليزية، فيها من الانتقاص الكبير للغة العربية والتقليل من مكانتها، متوقفاً على ما اعتبره ضعفا وركاكة وتخبطا، ما جعل الأمر ينعكس سلباً، في رأيه، على مضمون الرواية في الطرح ومعالجة الفكرة.
ويلفت إلى أن القارئ لا يخرج بنتائج إيجابية، سوى أنها رواية للتندر والتسلية على حساب الأسلوب واللغة والقيم, كما علق العتيبي على الأسلوب قائلاً إنه يرتكز على الإثارة في اختيار العبارات والمعاني المثيرة للشهوات، التي تستهوي المراهقين وبالتالي تجعلهم في حالة عدم السيطرة على غرائزهم.
وتناول الكتاب الفكرة التي تقوم عليها الرواية، وهي رغبة الكاتبة وبطلاتها بالتغيير والمتمثلة في المجتمع والدين والمرأة، متناولاً في كل منها مقارنات بين ما يتعلق بهذه الركائز ما بين الغرب والإسلام في رؤيتهما، ومستشهداً بنصوص من القرآن الكريم وشواهد السنة في تثبيت أفكاره ورؤيته الانتقادية، وعرض في النهاية علاقة الرواية ببعض الأفكار الهدامة، من وجهة نظره، مثل الحداثة والليبرالية خاتماً بالأسباب التي تجعل الناس يعيشون غربة عن حقيقة دينهم، والتي من أهمها الجهل بالدين وتعاليمه وأوامره ونواهيه.
وانتقد العتيبي كثيراً تعرض الكاتبة إلى الأمور الدينية التي يتمسك بها المجتمع ويرى أن الصانع دعت إلى أشياء خطرة تمس ديننا وأخلاقنا وعقيدتنا في الصميم وفق ما نقلته صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر اليوم الخميس، وتبرز الكاتبة في رواية بنات الرياض كثيرا من التفاصيل اليومية المرتبطة بحياة بعض الفتيات اللواتي انسقن خلف غرائزهن ولكن البعض نادى بضرورة وضع الكاتبة في الحسبان أشياء كثيرة خصوصاً عندما تمس عادات وتقاليد بل عندما تتعدى إلى المساس بتعاليم دينية,
وتعد رواية بنات الرياض، هي الرواية الأولى لكاتبة سعودية شابة، وصدرت الرواية عن دار الساقي في بيروت، حيث جاءت في 319 صفحة من القطع المتوسط، ووقع على غلافها الأخير الدكتور غازي القصيبي مزكياً: هذا عمل يستحق أن يُقرأ.. وهذه روائية انتظر منها الكثير.. تزيح الستار العميق الذي يختفي خلفه عالم الفتيات المثير في الرياض, وتعمل الكاتبة رجاء عبدالله الصانع، 23 سنة، طبيبة أسنان، حيث إنها خريجة جامعة الملك سعود، واستمرت في كتابة الرواية ست سنوات، مستفيدة من علاقاتها مع بنات جنسها، ومن تقنية الإنترنت.
وواجهت رواية quot; بنات الرياضquot; الكثير من الهجوم، الى درجة ان اسلامويين وصفوها بالاداة التي تخدم أعداء الإسلام. وما يثير في الرواية ان كاتبتها انثى تعالج فيها علاقات جنسية مثلية لفتيات يبحثن عن الحرية، فتيات سعوديات يكسرن قيود الأعراف الاجتماعية، ويتحدين تابو ممارسة الجنس في المجتمع السعودي.
وتدور أحداث القصة عن عدة فتيات، لكل منهن مشاكل وصعوبات، ف quot;قمرةquot; يتهمها زوجها إنها لا تتجاوب معه في الفراش، وثمة امراة اخرى هي quot;ميشيلquot; متمردة على الأوضاع الاجتماعية والسيطرة الذكورية. وquot;سديمquot; التي تمارس الجنس قبل الزواج، و quot;لميسquot; التي تتعرف إلى عشرات الشباب عبر الإنترنت والهاتف، وترى مؤلفة الرواية (رجاء الصانع) انها تعبر عن جيل يفكر بالتغيير الاجتماعي.
الجدير بالذكر أن رجاء الصانع، تلقت عدة عروض من قنوات فضائية، مثل lbc وmbc، ومن عدة شركات إنتاج، ووصلت احداها الى اكثر من 2 مليون ريال سعودي، من اجل تحويلها الى مسلسل تلفزيوني، وبعد ذلك لم تتم العملية، وان كانت هناك محاولات لاقناع الكاتبة بالموافقة.
التعليقات