الشاعرة والأديبة الكويتية فوزية شويش السالم
ـ الفن (يتحدى) والفن هو الصلح وهو الحياة وكل ماعداه (دجل)
ـ حين يأتي الأنسان بشئ جديد يكون صداه أوسع والسبق الذي جئت به هو ماجعل لي مكانة في الأدب والشعر
عبير حميد مناجد: حلت الشاعرة والروائية الكويتية فوزية شويش السالم ضيفة على (صالون حوارات) التابع للمعهد الثقافي العربي في برلين Arabisches Kulturinstitut AKI e.V. مساء امس الأربعاء السادس من شهر آب الجاري في سابقة هي الأولى من نوعها في استضافة المعهد لشخصية خليجية وكويتية على وجه الخصوص منذ انشاءه وحتى الآن( لاسيما وانها تتزامن مع ذكرى الغزو العراقي للكويت في الأول من آب عام 1990 وماخلفه من مآسي واحزان وقطيعة بين البلدين الشقيقين)
وقد التقت الأديبة والشاعرة مع جمهورها من المثقفين والمتذوقين للشعر العربي الحديث من ابناء الجالية العربية في برلين واحيت امسية رائعة ومتألقة بعد ان استهلتها بتعريف الجمهور على بداياتها مع الشعر والرواية والمسرح وعن اشهر اعمالها الأدبية واطرتهم بقراءة بعض النصوص الشعرية ثم فتحت المجال لطرح الأسئلة ورغم ان بعض اسئلة الحضور اشاعت جوا من التوتر والمهاترات والألفاظ الخارجة تبادلوها بين بعضهم البعض بسبب انحياز طرف الى النطام السابق ورفضه نعته بالنطام الدكتاتوري بينما انحاز الآخر الى النظام الحالي الا ان الشاعرة ومدير المعهد الدكتور نزار محمود استطاعا ادارة الأمسية بحكمة شديدة بعيدا عن اي اسئلة سياسية او فتح لجروح الماضي كما عبرت الشاعرة عن رفضها الأجابة عن اي سؤال سياسي قد يثير حفيظة البعض واصرت على ان يكون الحوار ادبيا وثقافيا وانسانيا فقط
التقيتها مرحبة ومستبشرة علها كما يقول الشاعر (أول الغيث قطر ثم ينهمر) وسألتها بداية كيف تم الأعداد لهذه الأمسية؟
ـ اولا مرحبا (بأيلاف) اريد فقط ان اقول ان الترتيب لهذه الأمسية جاء عفويا تماما فخلال زيارتي لبرلين (للعلاج من مرض الديسك) في احد المصحات الألمانية اتصل بي زميلي الشاعر صبري هاشم وطلب ان اتحدث مع ابناء الجالية المثقفة هنا وترك لي حرية الكلام في اي شئ احبه سواء في الشعر او الرواية او المسرح او حتى عملي في الصحافة لذا فلم اخطط للأمسية وكانت عفوية عرفت بها عن نفسي وبداية تجربتي الشعرية والأدبية والمسرحية ثم قرأت بعض النصوص التي كتبتها سابقا ثم فتحنا باب الحوار

تم التعريف عنك من خلال المعلومات والسيرة الذاتية التي تم طبعها قبل الأمسية بأن اعمالك الروائية تقع خارج معايير النوع الأدبي وقواعده وتعملين على ان تبدو غريبة عنه, وتقدمين نصا (وحشا) يفرض على القارئ ان يغير طريقة تلقيه للنص السردي عامة والروائي على وجه الخصوص؟
ـ انا أبتدأت بالشعر مع انك لو كنت تقصدين بداياتي فأنا بدأت بالرسم وبعد وفاة زوجي بعمر ال36 في حادث سيارة بدأت معاناتي وجاءني الشعر ولم أسعى اليه بل هو فرض نفسه علي بعد معاناة فقد الزوج والحبيب والحزن الذي عشت فيه لفترة طويلة وبما انني انا نفسي تركيبة شخصيتي كأنسانة منفتحة جاءت حداثية بكل معنى الكلمة وكأمر طبيعي جاء شعري حداثيا وجاءت قراءاتي وتوجهاتي حداثية بعدها عملت في المسرح بعد ان التقيت مصادفة بالدكتور عوني كرومي رحمه الله حينها كنت قد كتبت نصين شعريين طويلين وحين اطلعت عليهما الدكتور كرومي اعجب بهما كثيرا وطلب مني تحويلهما الى نص مسرحي وهكذا كان وتمت مسرحية(الطوابق) التي انتجت وعرضت في البحرين سنة 1997 بعدها توجهت الى الكتابة الروائية لأنني كنت روائية اصلا فكتبت خمس روايات كان لها كلها صدى طيبا وكانت كلها روايات حداثية والأنسان حين يبدأ بشئ جديد يكون صداه اوسع مما لو كان قد سبقه اليه احد والسبق الذي جئت به هو ماجعل لي مكانة في الأدب والشعر فبدأت برواية quot;الشمس مذبوحة والليل محبوسquot; وكانت اشبه برواية شعرية وكتبتها اثر تحولي من الشعر الى الرواية ولذلك غلبها الطابع الشعري ثم جاءت روايتيquot;النواخيذquot; حيث استقام عندي السرد الروائي اكثر واتجه الى شاعرية الرواية وفي هذه الرواية سردت قصة الكويت القديمة رغم انني لم اعيش تلك الفترة لكنك احببت ان اكتب عنها واوثقها ثم كتبت quot; مزونquot; والتي لاقت صدى واسعا جدا جدا ثم روايةquot;حجر على حجرquot; وايضا لاقت صدى ادبيا واسعا جدا وآخر رواية صدرت لي هي quot; رجيم الكلامquot; والتي حازت في العام 2007 على اكثر من 15 كتابة نقدية وعلى الكثير من الأهتمام الأعلامي
هل تعلمين انك أول شخصية ادبية كويتية تتم استضافتها في المعهد من انشاءه وحتى الآن؟
ـ الحقيقة لم اكن اعرف وانا سعيدة جدا خاصة وان هذه هي زيارتي الأولى لبرلين واتمنى ان لا اكون الأخيرة ودعيني اقول لك انني تخطيت هذا الجدار من زمان منذ عام 1997 حين عملت مع المخرج العراقي الراحل الدكتور عوني كرومي (مسرحية الطوابق) وعرضناها في البحرين حينها كان الوضع بين البلدين في قمة تأزمه حيث كان مجرد ذكر كلمة عراقي تظلم صاحبها ومع ذلك عملت مع المخرج العراقي الراحل لأن الفن (يتحدى) والفن هو الصلح , وهو الحياة وكنت قد عملنا سابقا ايضا مسرحية وكانت من انتاج وزارة الثقافة والأعلام العراقية أواخر العام 1989 بعدها بكم شهر دخل الجيش العراقي الى الكويت وبعد التحرير رجعنا للعمل معا لأن الفن يتحدى والفن هو الوحيد الباقي وكل ماعداه دجل والفن هو رسالة السلام والمحبة والحمد لله بلدي الكويت تجاوز هذا الموضوع واشكر الدكتور نزار محمود مدير المعهد والشاعر صبري هاشم اللذان اتاحا لي فرصة احياء مثل هذه الأمسية الشعرية الثقافية الرائعة انا سعيدة جدا
وما هي آخر اصدارتك الأدبية؟
ـ عندي ديوانيين شعريين قديمين سأصدرهما حديثا, وعندي مسرحية قديمة ايضا بعنوانquot; آدم وحواءquot; سأصدرها في كتاب
وماذا ايضا سيتضمن برنامجك في المانيا؟
ـ انا هنا منذ 6 ايام وكنت في احد المصحات الطبية للعلاج من مرض (الديسك) وحقيقة جئت من المصحة الى الأمسية ثم سأعود اليها ثانية قبل ان ارجع الى الكويت
اتمنى لك رحلة علاج موفقة و(سلامتك)
ـ اشكرك واريد فقط ان اقول اننا في الكويت منفتحين بعلاقاتنا مع العراقيين كما تم فتح السفارة الكويتية في بغداد ونحن أهل وأخوة وسنبقى كما ان زواجات الكويتيين من عراقيات معروف.