بعد قراءتي لذكريات الأستاذ د. شموئيل (سامي) موريه في إيلاف (ذكريات رقم 47) وحديثه عن الأفكار السامية في الحوار بين الحضارات والأديان التي دعا إليها سمو الأمير الحسن بن طلال رعاه الله، جاشت في صدري وفي خاطري هذه الأبيات أهديها، إلى سموه مع فائق الاحترام والتقدير:

ألـق النبـوّةِ والإمامةِ كـلّها جُمِعتْ بشخصِكَ يا سليلَ محمدِ
يا أيّها الغُصْنُ البهيّ لدوحة ٍ عَلـَويّة الإشراق ِ طاهرة ِ اليدِ
لا غَـروَ إن أصبحتَ فِكرًا نيّرًا يَدعُو الشعوبَ لنهضة ٍ وتوحّدِ
وحوارِ أديان ٍ يُضيءُ دروبنـَا ويزيلُ كالحَ ظـُلمةٍ وتـبـدّدِ
يا أيها الحَسَـنُ الأبيُّ تـحيـة ً مِنْ خافق ٍ حرّ ومنْ قـلبٍ ندِي
أرنو لمجدكَ لا لأجل مثـوبةٍ أوْ غايةٍ أو حاجةٍ أو مَقصدِ
لكنْ وجدتـُكَ للكرام ِ رسالة ً فلثمتُ أحْرُفها بدون ِ ترددِ
ولمحتُ في عينيكَ نَخوةَ أمّة ٍ ونبوغ َ أجيال ٍ وطـََلعةَ فـَرْقـدِ
يا أيّها الوجهُ المضيءُ كأنـهُ بدرٌ توسّطَ جُنحَ ليـْلٍ أسـوَدِ
أضْحتْ مآثرُكم تشعّ بنورِها يا ابنَ الهواشِم يا ابنَ أشرفِ مَحْتـِدِ
دعواتِ صدق ٍ للوفاق ِ حَمَلتـَهَا في كلّ نادٍ للصّفاءِ ومعهـدِ
ولسوفَ تذكرُ quot; كمبردجquot; وصفوفـُها إن الأميرَ دعَا لعيش ٍ أرْغدِ
وحضارةٍ تـُبنَى وخيرُ بُناتِها أمـمٌ تسـودُ بهمة ٍ وبسُـؤدَدِ
ما بينَ موسى والمسيح ِ وأحْمدٍ صورٌ مؤطّرةٌ بفيض ٍ سرمدِي
يا أيّها الحسنُ الأميرُ وأنتَ مِنْ نهج ِ الكرامةِ والشهامَةِ تـَقـتـدِي
زهتِ النجومُ على سَماكَ وكـلّها نورٌ يتـِيـهُ ببهجـة ٍ وتوقــّدِ
تزدانُ بالحَسَب ِ الشريف ِ وتزدَهي لله درُّك مِنْ كـَريم ٍ أمْـجَـدِ
هذي الأيادي البيضُ قـَلّ نظيرُها أكْرِمْ بـِها كـفـًًا وأكرمْ مِنْ يدِي
وكأنّها نارٌ تـُضيء ُ بظـُلمةٍٍ يسعى لها ضيفٌ وتؤنسُ مُهتدِي
لكَ في جـَبين ِ المجد ِ أفقٌ شامخٌ وعلى رُؤاكَ شعاعُ فَخر ٍ أصْيَدِ
والثورة الكُبرَى حملتَ لواءَها يا خيرَ راع ٍ للتراثِ مُجدّدِ
هذا الحسينُ* وذي طلائعُه التي رَفعتْ شعارَ سيادة ٍ وتوحّدِ
فيكَ التقتْ أفـكارُها ونبوغُـها بُورِكْتَ مِنْ فـذ ّ أبـيّ سـَيّـدِ
لِي يا أميرُ عليكَ حقُّ مودّة ٍ نـَنْمى كـلانَـا للنـّبـيّ محمدِ
فتقبّلوا هذِي المشاعرَ سيّدي مِنْ مُدْنَفٍ يَهوَى خُطاكِ ويقتدِي
تبقين أردنّ لـِلكرام ِ منارة ً تمتدّ منْ عهد ٍ لآخرَ أرْغـَدِ
وبِنو طلال كَـواكبٌ سيّارة ٌ تأبى المغيبَ وفضلـُهم لمْ يُجحدِ
بوركتَ عبدَ الله ِ نسرًا شامِخًا هو للمعانِي الغـُرّ خيرُ مؤيـدِ
شابهْتَ والدَكَ الفـَقِـيد بحكمة ٍ ونهلتَ مِنْ نَبْع ٍ كريمِ الموردِ
وَرَعاكَ عمّ طَيّبٌ بمَشـورة ٍ فاهـنـأ بطيـبِ رعاية ٍ وتـَعهّــدِ
(فالسيفُ لا يَمضِي بدونِ رَويّة والرأيُ لا يَمْضي بغيرِ مُهَـنّـدِ)
يا أيّها الحَسَنُ النجيبُ، أكـُفـّنا تـَدعُو بأنْ تحْظـَى بعيش ٍ أرغدِ
في كـلّ مِحراب ٍ يَشـعُ قَدَاسَة ً وبكـّل ِ دَعْوَةِ زاهـدٍ متـَعَبـّدِ

*هو الشريف الحسين بن علي (رحمه الله) الذي قاد الثورة العربية الكبرى على السيطرة العثمانية عام 1916