قسوة
لن أسمع صوتك هذه الليلة
أية حرقة في الرأس؟؟
أنت تأخذيني إلى تاريخ تخليت عنه بإرادتي
ثم تتركينني مثل غريب في بلاد أجنبية
أو أن الطريق الذي بيننا قد احتله الجنود بغتة
لست أكثر من ورقة شجر في طريق ناء
أحتاجك بقوة
كي تعيدين إلى فطنتي شيئاً
أحتاج هذه القسوة التي لا تظهرين
أنزع عنك ثوب الدانيتلا القاتم
ولا أجدك
يا للوعة
أنا مشغول بنسمة كثيراً ما تتأخر
أدرك ذلك كله
اللمسة القاسية
والشفاه المبللة
مشغول بالقصص المليئة بالنحيب
ليس من العجب بعد ذاك
أن تكوني أنت من يقدم لي كاس الماء
وأنا أكتفي بالانخطاف
*****
بغداد في 24|1|2009

في الليلة الباردة

في الليلة الباردة
تتكدس المناديل في الفتحة ما بين السرير والحائط
ألمس ذهابي إلى البئر
وأعود محملاً بالقصص
ليس في هذه الغرفة غير شجن متصل
أصوات تأتي من كأس
لم يكن في الحسبان أن يستدير وجهك
الإستدارة التي تنم عن جبن متأصل
أصل إلى شمعة في طريقها إلى النهاية
أنت أكثر من لحظة منتهية
وأقرب إلى شجرة عيد ميلاد بلا مريدين
تذكرت صبايا شارع النضال
وحدهن يملأن الرأس بالكرامات
فيما تخرج جرارهن اليوم بلا ماء
يرتد الشارع على عقبيه
تنهار الشرفات
ولا نسمع غير منبهات سيارات الشرطة
يلزمني أن يستدير وجهك قبالتي
فأعثر بعد لأي على إمرأة خرجت من المفخخات
وجرائم العنف الطائي والقتل على الهوية
بجسد ناصع ورغبة في الحضور
بغداد في 19\1\2009

* شاعر عراقي مقيم في بغداد