ينسدلُ الظل المتغضن لذكرى الذين رحلوا في صمت أعماقنا
وتحجبُ عنا أبواب الغياب، الينابيع المردومة لنومنا.
لكن مراكب الصيف بحجارتها الحادة، تتلوى مترهلة في
احساساتنا المنوّمة.
هل الضعف والضعة هما ما يجعلان الانسان. يلهث في أحلامه
الملحية المهيّجة، خلف الماوراء؟
جيش من الإبر تمرّ كراديسه في أرض حياتي، وما مِن قنديل
يعينني على انارة المفتاح الأسود لمصيري.
في مدن جرداء يتحطم فيها نيزك الفعل والكلمة. أضعتُ إلهي ونقيضه
وأفرطت في التحالفات الصلبة مع الشرائع الجليلة للسنبلة
وقلتُ للوردة:
أنتِ مرفأ ألمي
وظهيرة عوسج أيامي
لا الوهية تحت أهدابكِ
ولا سهر للعظمة وتضوعاتها المرصودة في نسيم الفاجعة الأبدية
ولا مجد للانسان الواقف تحت ليل أجنحة الفراشات المتصدعة
في الرماد وانهياراته التي تغطي الشواطىء المنثنية للنجوم.
البذرة المتنفسة للموت والمنعكسة على الاغماضة الرخوة للزمان
تكبر وتتقدم في كل آنٍ صوب الفتحات الحرّة لمصائرنا العليلة.
لماذا لا يتحركُ الهواء بين جدران أحلامنا المحمومة والمدوّية؟
ولماذا لا تطن فيها اليعاسيب العتيقة؟
نتوءات بعلو السهاد تصعد صوب وجوهنا وتهدم البراثن الخائرة لأحزاننا
التي يرصعها المساء بولائمه الجنائزية.
كيف لنا أن نحلّ اللغز المبعثر للثمرة الفظيعة للهاوية التي ستنجدنا وتنجد
شقائنا في النسيم المتقوس والمحمول في الصخور الصلدة للأرض؟
النداءات العالية التي تحيّي موتنا
وتروّض تماثيل آلهتنا
أضعناها في طريقنا الى الموت
وفي الميزان الصافي في الطريق الى طروادة
وقفنا وعرّتنا الشهادة المصفحة بالرأفة
لكن، لا الشرارة المتحفزة للوعد الإلهي
ولا بروق التمزقات الكبيرة لعصرنا
تهدىء الخوف المتوالد دائماً في الفوران العظيم لأسرارنا.
4 / 3 / 2009 مالمو
[email protected]