إيلاف تستطلع آراء مجموعة من الأدباء السعوديين حول مؤتمرهم المقبل
مطالبات بإنشاء هيئة للكتاب ورابطة للأدباء وجوائز سنوية... وتفعيل حركة الترجمة

أحمد الدويحي: ما يحدث عندنا مجرد تشنجات وكلام في الهواء الطلق.
منذر قباني: الشباب هم الأكثر تهميشًا في جميع الأنشطة الثقافية.
إبراهيم زولي: على الوزارة أن تلبي أحلام المبدعين بطبع وتوزيع أعمالهم
محمد المنصور: ما هو العائد؟.. الإجابة: لا شيء !!

عبدالله السمطي من الرياض: لا يبدي كثير من الأدباء السعوديين تفاؤلاً كبيرًا بعقد المؤتمر الثالث للأدباء السعوديين الذي أعلنت عنه وزارة الثقافة والإعلام السعودية على لسان وزيرها الدكتور عبدالعزيز خوجة هذا الأسبوع، فقد قوبل الإعلان عن عقد المؤتمر بعدم اكتراث أو اهتمام قد يبديه البعض في مقالة أو رأي في منبر ثقافي أو صحيفة سيارة.ولعل ذلك يعزى إلى التجارب السابقة في عقد مؤتمر الأدباء السعوديين، أو في عقد وزارة

جانب من المثقفين السعوديين خلال إحدى الندوات
الثقافة والإعلام في عهد وزيرها السابق الدكتور فؤاد الفارسي لمؤتمر المثقفين السعوديين الموسع في شهر سبتمبر 2004 والذي ألقيت فيه أكثر من 50 ورقة عمل، وشارك فيه أكثر من ألف مثقف ومثقفة، وحبرت فيه التوصيات تحت شعار:quot; وضع استراتيجية ثقافية سعودية شاملة تتواكب مع خصوصيات وقيم المجتمع السعودي quot; ولم يسفر عن شيء جوهري.إيلاف استطلعت آراء مجموعة من الأدباء السعوديين من الشعراء والكتاب والروائيين حول عقد مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث، ووجهت سؤالا مفاده:

ماذا تريد من وزارة الثقافة والإعلام بعد صدور الموافقة الملكية على عقد المؤتمر الثالث للأدباء السعوديين؟
وقد دارت إجابات المشاركين حول مطالبة الوزارة بإنشاء رابطة للكتاب والأدباء أو اتحاد للكتاب، وإنشاء دار نشر كبرى على غرار هيئات الكتاب في بعض الدول العربية، كما طالب البعض الآخر بإنشاء جوائز أدبية وتكريم الرواد من الأدباء فيما تساءل بعضهم عن التمثيل في هذا المؤتمر، وأكد آخرون أن المؤتمر لن يسفر عن شيء جديد سوى التوصيات وتسجيل رقم في كشف المؤتمرات، وهذه آراء بعض الكتاب السعوديين:

إبراهيم زولي (شاعر) ndash; جازان:
لنا أن نحلم في هذه المناسبة كمهتمين بالشأن الثقافي الذي بدأ يستعيد كثيرا من عافيته. إن دورا أكبر وأكثر فاعلية للمرأة أصبح أمرا ملحًّا في هذه المرحلة الربيعية من تاريخنا الثقافي.
كذلك أودّ أن تضطلع وزارة الثقافة بمسؤولياتها تجاه كثير من الأجناس الثقافية كالمسرح والسينما وأن تدفع بالمسكونين بهذين الفنين صوب الفعل وتمدّ لهم يدًا ذات غطاء رسمي لا أن تبقى تمارس دور المشجّع السلبي أو الحيادي في أحسن حالاته. كما أن على الوزارة أن تلبي قليلاً من أحلام وهواجس المبدعين بطبع وتوزيع أعمالهم وأشدّد كثيرًا على كلمة توزيع حتى لا تظلّ حالتنا وفرة في النشر وشحّ أوفلنقل إعاقة في التوزيع. كما أن مشروعًا مثل مشروع القراءة للجميع أو كتاب الأسرة أو إعادة نشر كثير من ذخائرنا الإبداعية في طبعات شعبية ترافقها حملة دعائية ضخمة كما فعلت وتفعل كثير من الدول هي أقلّ دخولاً منا. وهناك سؤال يسكنني لم لا تكون هناك مجلة أدبية تصدر عن وزارة الثقافة على غرار دبي الثقافية أو نزوى العمانية أو البحرين الثقافية أو إبداع المصرية و... و... حتى لا يصدق علينا قول المتنبي:
ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام
هذه الهواجس والأماني أحسب أنها ستنهض بالفعل الثقافي إلى آفاق رحبة وعوالم أكثر جمالا وفتنة. كذلك من شأنها أن تجعل الثقافة والقراءة في متناول كل الشرائح الاجتماعية لا أن تبقى فعلا نخبويا يدور في فلك الانتجنسيا فقط دون أن ينزل إلى الطرقات ويصافح الناس كل الناس.

عيد الحجيلي (شاعر) ndash; المدينة المنورة:
أتمنى أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بتكريم لأديب معين في كل ملتقى سواء كان من رواد الأدب والثقافة أم من غير الرواد، وإنشاء جوائز سنوية تمنح للأدباء لديوان شعري أو رواية أو كتاب نقدي أو غير ذلك من الإبداعات الثقافية والفكرية.


أحمد الدويحي (روائي وقاص) ndash; الرياض:
في هذا المؤتمر الثالث للأدباء السعوديين نضع لافتات كبيرة، نحن نتحدث غالبا عن الحرية، عن مؤسسات المجتمع المدني، عن حقوق الكاتب من الأمن الثقافي، عن الانتخابات عبر مؤسسات المجتمع المدني، عن توزيع الكتاب، عن فاعليات الأندية الأدبية، عن اتحاد الكتاب.. لكن للأسف هذه اللافتات ظلت مجرد توصيات.
لقد قطع وزير الإعلام والثقافة السابق السيد إياد مدني شوطا واسعا، حيث أنجز للصحفيين هيئة الصحافيين السعوديين، لكن ظل موضوع هيئة للأدباء عالما غامضا، وليس صحيحا، وليس سليما أبدا أن تحال رابطة الأدباء السعوديين لوزارة غير وزارة الثقافة. لماذا تناقش وزارة الثقافة والإعلام شؤون الفكر والثقافة إذا كانت الوزارة لا تنشىء هيئة أو رابطة للمثقفين والأدباء؟
ما فائدة وزارة الثقافة والإعلام وفائدة مؤتمراتها وملتقياتها إذا لم تجعل عملية التداول في الأندية الأدبية بالانتخاب ؟
كيف تشعر وأنت في النادي الأدبي أن هذا مكان صالح للتلاقي مع الآخر وتعاطي المعرفة مع الآخر؟
متى تصبح الثقافة مسؤولية؟
ولماذا نتسول النشر في بيروت والقاهرة ودمشق ولندن، ولا توجد لدينا هيئة للكتاب أو دار نشر كبرى؟
لماذا لا يسمحون للأدب بأن تكون لها ضوابط ومؤسسات ثقافية حقيقية؟
الأمر المثير للضحك أن تجد الأندية الأدبية تتنافس فيما بينها لتقديم الأنشطة النقدية لكن الهدف ليس الثقافة ولا المثقفين.
إن ما يحدث عندنا مجرد تشنجات ومجرد كلام في الهواء الطلق.
هل سيعيدون التوصيات الأولى نفسها في هذا الملتقى؟ أنا لا أنتظر شيئا من وزارة الثقافة والإعلام فالوزارة تدعو لمؤتمر كبير يجمع أصحاب الفكر والكلمة، ومن المفترض في الوزارة أن تحترم الكلمة وتنشىء اتحادا للكتاب كي نتعاطى مع العالم ثقافيا.

عبدالواحد الأنصاري ( شاعر وروائي) ndash; الرياض:
آمل من وزارة الثقافة والإعلام أن تحرص على ترجمة الأدب السعودي إلى لغات أخرى، وتسويقه بشكل جيد، وترجمة الأدب الغربي إلى العربية، وأن نختار الكتاب والأعمال المهمة لترجمتها، من العربية وإليها.كما آمل إطلاق مسابقة إبداعية قوية ملفتة للنظر في العالم العربي، وأقترح أيضا دفع عجلة التعاون مع الصفحات الثقافية في الصحف اليومية التي تقتصر على نشر الأأخبار الثقافية المثيرة ولا تقدم ثقافة حقيقية.

إبراهيم شحبي ( كاتب وروائي)- أبها
أطالب وزارة الثقافة والإعلام بالتالي:
1-رابطة للأدباء تجمع شملهم وتخدم طموحاتهم
2-صندوق مالي مدعوم من الدولة ومؤسسات الأثرياء لتحقيق رعاية مشاريع الأدباء
3-دار نشر قادرة على الحضور المحلي والعربي
4-احتفاء نقدي ومادي بالأدباء والكتاب.
5-جائزة لأفضل كتاب في كل مجال أدبي تمنح سنويا.

منذر قباني ( روائي)- الرياض:
من الذي يشارك في تنظيم هذا المؤتمر وهل تتمثل فيه مختلف شرائح الأدباء أم ستكون كالعادة الأسماء المكررة هي التي تفرض نفسها؟ وهل يشارك الشباب المنتج وهم الأكثر تهميشا في جميع الأنشطة الثقافية، حتى إن معرض الرياض الدولي الأخير الذي عقد في مارس 2009 كانت الندوات تخص الشباب واستضيف لها الكبار، فهل يكون هناك تمثيل للعنصر الأكثر فاعلية في المشهد السعودي وهم الشباب؟
هل ينتج هذا المؤتمر رابطة منتخبة للأدباء السعوديين تشمل جميع شرائح الأدباء السعوديين؟
إن البداية غير مبشرة حيث سمعنا عن هذا الملتقى بشكل مفاجىء، ولم يتم التمهيد له إعلاميا في الأندية الأدبية أو المنابر الثقافية.

محمد المنصور (شاعر) ndash; الرياض:
لقد حضرت من قبل ملتقى الأدباء الثاني، وكان هناك نقص في الدراسات وعدم معرفة بالأدباء في السعودية، كما كان التركيز منصبا على أدباء معينين وعلى أسماء محددة. والمحاضرات التي ألقيت لا يوجد فيها شيئا محددا يمكن أن نستشفه من ورائه، تلقى المحاضرات ولا أحد يستمع لها.
أتساءل عن المشاركة في هذا الملتقى الثالث للأدباء السعوديين، فالدعوة دائما تكون لأسماء محددة تحضر في كل الملتقيات وعلى رأسهم رؤساء الأندية الأدبية، وبعض الكتاب في الشؤون الثقافية فأين بقية الكتاب؟ هناك قصور في الدعوات للملتقى. وهناك مجموعة كبيرة من الأدباء تعتمد على quot; الشلليةquot; والمعارف، حتى إن وكالة الثقافة بالوزارة عندها قائمة لا تغيرها. أنا أنظر للمسألة ومن واقع متابعتي أنه مجرد عقد مؤتمر وانفض ولا شيء حدث، فالمسألة مجرد تسجيل رقم في كشف المؤتمرات، وتساءل ما هو العائد؟ والإجابة: لا شيء. هذا أمر لا يخدم الأدب في شيء.

إبراهيم مضواح الألمعي ( قاص وروائي) ndash; أبها:
التقاء الأدباء والمثقفين عموماً وسيلة تحقق غايات متعددة مهمة فمن خلالها يتحقق التواصل والمثاقفة والتعارف عن قرب بين الأدباء والمثقفين، غير أن ما يحمله المتحدثون في هكذا لقاء أو مؤتمر يشكل ndash; بالضرورة- هموماً مشتركة بين كثير من الأدباء والمثقفين، وطرح هذه الهموم في لقاء بهذا الحجم يجعلها قريبة من أذن ونظر المسؤولين، فنتطلع إلى تحقيقها، ومن تلك التطلعات التي تساورني وأنا أنتظر هذا اللقاء المهم، وجود رعاية لنتاجات الأدباء والمثقفين،وتكريم للأعمال المتميزة، ووجود آلية للنشر، وفق ضوابط تتسع للجميع، كما نتطلع إلى وجود معايير جيدة للتمثيل الخارجي، تضمن بروز التجارب الجيدة.. ووجود جوائز كبيرة وشفافة المعايير تحفز المبدعين وتعرف بمنجزاتهم.