قبيل ذهابه إلى البحرين لإلقاء محاضرات عن الهويات وأقنعة التعبير
الغذامي: الطريق إلى السيدة وزارة الإعلام والثقافة مغلق منذ أربع سنوات
bull; من أجل ثقافة بلادي رفضت عروضا أوروبية وأمريكية وعربية للتدريس بجامعاتها
bull; أدونيس في كتاباتي مثل quot;زيدquot; عند النحاة وهو مجرد نموذج للحداثة الرجعية
bull; جامعة البحرين لا تؤجل ولا تلغي مثلما تفعل الوزارة وجامعة الإمام
عبدالله السمطي من الرياض: يلقي الناقد الدكتور عبدالله الغذامي أستاذ النقد الأدبي في جامعة الملك سعود في الرياض، في البحرين محاضرتين عن الهويات الثقافية وأقنعة التعبير، تلبية لدعوة من وزارة الثقافة والإعلام في البحرين، حيث تم تنظيم برنامج ثقافي له يشمل ثلاث فاعليات تتمثل في : * وكيف تقرأ تنظيم برنامج ثقافي لك في البحرين هذا الأسبوع .. فيما لم يتم ذلك في السعودية منذ زمن؟ وزير الثقافة عبدالعزيز خوجة في افتتاح
لقاء مفتوح يوم السبت 30 مايو الجاري مع مجموعة من المثقفين والمثقفات حول ثقافة الصورة، ويتضمن مناقشة لكتابه:quot; الثقافة التليفزيونية: سقوط النخبة وبروز الشعبيquot; ، ومحاضرة عامة يوم الأحد 31 مايو بعنوان:quot; الهويات الثقافية والهويات الجذريةquot; وفي يوم الاثنين الأول من يونيو ندوة مقدمة في جامعة البحرين حول:quot; أقنعة التعبير: السرديات التقليدية والسرديات الحديثةquot; وقبل سفره للبحرين تحدث عبدالله الغذامي لإيلاف عن تأجيل وإلغاء محاضرته في جامعة الإمام حيث قال: بالنسبة إلى ما ذكر عن العمل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فللتوضيح الموضوع كله كان عبارة عن إلقاء محاضرة في جامعة الإمام، مع ورشة عمل عبارة عن برنامج يبدأ بمحاضرة تتبعها ورشة عمل، وقد تصادف توقيت المحاضرة مع تقاعدي من العمل في جامعة الملك سعود، فتم تفسير ذلك بأنني سأعمل في جامعة الإمام. عبدالله الغذامي
المفارقة أن وزارة الثقافة والإعلام في البحرين تدعوني، ووزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية لا تدعوني، وأن جامعة البحرين تدعو ولا تؤجل، بينما جامعة الإمام تؤجل ثم تلغي !! وهذه مفارقة يجدها المرء وإن كانت بالنسبة إلي لا تأخذ الأبعاد السلبية، ولكنها حتما تركز في ذهني المعنى الإيجابي للبحرين.
وعلاقتي مع البحرين تتجاوز العشرين عاما، وفي كل مرة أذهب إلى هناك أجد أمامي دعوات مضاعفة، ولم أذهب للبحرين قط في حياتي و أجد موضوعا واحدا، وإنما أجد نفسي أمام برنامج كامل من الفاعليات، وهذا
ما يجعل نفسي مفتوحة دائما باتجاه البحرين ومثقفي ومثقفات البحرين، ويكفي أن نقارن بين أخبار العشرة أيام الماضية، وما فيها من التأجيلات ثم الإلغاءات، أو حالة وزارة الثقافة والإعلام عندنا في السنوات الأربع الماضية التي لم أحضر لها أية فاعلية على الإطلاق، وبين أسبوع واحد ممتلئ بالفاعليات في البحرين. وإن كان لك طريق إلى السيدة وزارة الثقافة والإعلام في بلادي فأبلغها هذا الخبر.
معرض الكتاب بالرياض مارس 2009
bull;كتابتك عن القبيلة والقبائلية في كتابك الأخير، هل هو تكريس للمصطلح نفسه، تكريس للدلالة نفسها؟
كتابي :quot; القبلية والقبائليةquot; هو دراسة للظاهرة، من باب تسمية الأشياء بأسمائها، مثلما يكتشف الطب فيروسا من الفيروسات ويعطيه اسما، فإن الثقافة أيضا لها فيروساتها الخاصة ، هذا هو الشرط العلمي والمنهجي.
الواقع أن الثقافات كلها في كل بقاع العالم صارت الآن تعود إلى quot; الهويات الجذريةquot; في بلدان المغرب العربي مثلا تسمع عن الأمازيغية والبربر، ولم يكن هذا يذكر من قبل، وفي العراق أنواع من الطائفيات والمذهبيات والعرقيات، ولم نكن نعرف هذا من قبل، وخذ لبنان، وخذ مصر وإن بشكل ليس بالكبير جدا، وخذ السودان.
ثم اذهب إلى إفريقيا كلها، واذهب إلى الهند ثم اذهب إلى جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا، ثم لك أن تنظر إلى أوروبا وأميركا ، والنتيجة بعد هذا النظر كله أنك سترى ألوانا وأشكالا تشبه ما نراه عادة على خريطة العالم المصورة والملصقة على جدار حيث ترى الألوان والأشكال، وهذه لم تعد ألوانا وأشكالا للأرض بل صارت ألوانا وأشكالا للبشر وللعقول وللأمزجة، والقبائلية ليست سوى واحدة من هذه الحزمة الثقافية العالمية، وكل صنف يعبر عن نفسه بلغته.
bull;منذ فترة دار جدال بينك وبين أدونيس حول ما ذكرته عن الحداثة الرجعية، كيف تنظر لهذا الجدال الآن؟ bull;تقاعدت مؤخرا من جامعة الملك سعود، هل جاءتك عروض للعمل في الخارج؟ وهل ستوافق عليها كنوع من تغيير بيئة العمل؟
-كتبت عن أدونيس في ثلاثة من كتبي هي: quot;تأنيث القصيدة quot;، quot; النقد الثقافيquot; ، وquot; الثقافة التليفزيونيةquot; وفي كل واحدة من الحالات الثلاث أخذته مثالا على ظاهرة ثقافية، ليس هو المقصود بذاته، ولكن لا تعدو المسألة أن تكون استعانة بمثال، مثلما يستعين النحوي بquot; زيدquot; ليجعله ضاربًا ل quot;عمروquot; وما كان المقصود quot; زيداquot; بل الحالة الإعرابية.
فأدونيس هنا ، هو مثال على حالة، والمثال على الحالة لا يستقيم أمره إلا إذا كان اسما مهما، أما الأسماء العادية فلا يمكن أن تكون مثالا كاشفا عن أي ظاهرة. وظاهرة أدونيس بالدرجة الأولى هي ظاهرة الحداثة الرجعية، وهي المسألة التي لا يجري الانتباه إليها عادة لأن الناس تجري وراء الظن بطليعية أدونيس، بينما الفحص النقدي يثبت عكس ذلك، ما يجعلني أقول: إن الحداثة العربية هي حداثة رجعية، ومثالها أدونيس في هذه القضية.
جاءتني عروض كثيرة طوال العشرين عاما الماضية ، من هولندا كما جاءني عرض متكرر من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأميركية، كما جاءني عرض من جامعة الإمارات، ولم أقبل بأي منها لسبب واحد بسيط وقاطع، هو أنني أرى أن مسؤوليتي الأولى في بلدي، فهذا واجب أمام ضميري وأمام جمهوري المباشر.وأضيف سببا آخر على الدرجة نفسها من الأهمية، هو أنني لا أريد لبناتي أن ينشأن في هولندا أو أميركا. هذه غربة صعبة لا أريد أن استأثر بأنانيتي على حساب مصيرهن .
لنفترض مثلا أن طه حسين ترك مصر ودرس في فرنسا، هل كان سيحدث الأثر نفسه الذي أحدثه في مصر والثقافة العربية؟ عظمة طه حسين أنه عاش في مصر وعمل في مصر، وقس مثالا آخر هو الناقد محمد مصطفى بدوي الذي أمضى عمره كله في بريطانيا، ولو عمل في مصر أو أية جامعة عربية لأحدث تأثيرا كبيرا بفكره النقدي المتميز.
التعليقات