أغصان الزيتون
يرهقني تصوّري عن هذا العالمِ المبتدئ،
وقد مضى بنقرسِ الاحتلال
الانحدار.. الانحطاط
منذ ما يقاربُ المائة عام
وأغصان الزيتونِ تنتحب،
أبي يقتلعُ خطواته بتعب..
الجميعُ يعبرون
أيّ نبيٍّ سيأتي حاملاً الأعلام
هكذا أرى ريحَ المطرِ تهبُّ في ساحةِ الشهداء.

مسلاّت ضوئية
الطيورُ تغادرُ وُكْناتها،
والطرقاتُ لم تعدْ كما كانت من قبل،
فلقد ابتلعَ النهرُ الأقمار،
ومن أجلِّ كلِّ هذا
كنتُ أعلم ما من طريقٍ لنسلكه،
مع أنّ الجسرَ ينبتُ كشيءٍ يشبهُ المستحيل.

ضوء على الفرات
سُيولٌ تندلق، وقاربُ نوح يحملُ هياكلَ عظمية.
بيوتٌٌ لا تسكنها سوى أرواحٍ هائمة.
لقد ذبلتِ الأزهارُ باسمِ الحرية
فما الذي ننتظر
وهذا النهار لا يزالُ أحمرَ لن يتغيّر؟
من أين لنا أن نرى النجوم؟
لن ينسى أطفالنُا الغد
حيث يعكس القمرُ ضوءَهُ على الفرات، ولن يرى انعكاسَ جماله.
مقتولاًً يأتي الليلُ كلَّ مساء،
سيعودُ من وراء الأضواءِ الكابية
ليتلوَ صلاةَ سحرِ الطبيعة.

أرواحنا الخالدة
أمواتنا أحياء يسيرون
وهذا المهرُ قد أنهكهُ الظلام.

الضوء السرمدي

1.
سيأفلُ القمرُ حالما ندرك المغزى..
أيّتها السماءُ يا ضوءَ الأرض
إنَّ الظلامَ يتغلغلُ في الحقول
ما إن يسقط علينا جسمٌ غريب،
حتى نجد أنفسَنا كأوراقِ الريح،
ونحن نقتفي آثارَ الغدران.


2.
المياهُ تجفُّ تباعاً،
ما الذي يجعلهم يتهاوون الواحد تلو الآخر؟
لا شيء يبقى
سوى أنَّ الذي أخذَ الجميعَ سيلحقنا بالكواكب،
ستنتهي الحياةُ مثل أرضٍ قاحلة..
وحدَهُ الضوءُ يزهر.

عُمان