الجسد وصفصافة عهره

أولئك الذين يترنحون في التوهجات المحتضرة لأشجار كستناء عشقهم
وأولئك الذين يصعب عليهم النوم في التقلبات المترجرجة لدهاليز حاضرهم
ينبغي أن نلتزم الصمت أمام نحولهم المنزلق على التعفنات الكبيرة للطبيعة.
سنوات يحياها الانسان في ضفائر ذاكرته وخرطومها الشبيه بمعبد هندي
بانتظار أن تمدّ شجرة النسيان عنقها، أو تغلق القوارب نوافذها أمام حشرات
زنا المحارم. رجال حزانى يضعون قنابل فوق جغرافيات جزر طهرهم،
ويستبدلون مصابيحهم بقناديل بحر لا نبض فيها. احساساتهم بندمهم في
الفجوات الساخنة لتألماتهم. تحرضهم على تأنيب أنفسهم، ويشعلون قرون
ثيران كفايتهم في البراري لمجيء أمطار الصيف. انحرافات عظيمة في
رقبة الشمس التي يحفظها النمو العشوائي للفراديس على شواطىء طواحيننا
المتهدمة. مجاعة أزهار تدعونا لاسقاط فروضنا الجنسية المنقسمة.
الجسد وصفصافة عهره
جسد كائن الظلمة
س: من 1 الى 10
ج: من 10 الى 30
ن: من 30 الى الهاوية
وكما البحر المغربل أسماك أحلامنا وأبوابها التي تخترقها الرياح والعويل
نفتح أجنحة رغباتنا ونندفع صوب السراب العطري للنكبات.
عذوبة عودات تتكلل برؤية انعكاسات شدّونا بين المخالب الحاّة لهذياناتنا
في الأنفاق. في تلعثماتنا أمام التهجئة الخاطئة لمشاعل الثمرة. ننزلق في
السقطة القوّية لحجارة الفجر، وتعبرنا اشعاعات الغبطة وفصاحتها المعتصمة
بضفاف يأسنا وظلال قبورنا المتوهجة.

13 / 8 / 2009 مالمو


انسان جراثيم الانتحار

يقوّض الانسان في صيف المصابيح أغصان ايمانه،
ويرمي أصوات غفران وقناديل فراشات الآلهة الى الجحيم.
كل الظلال الإلهية المسهّدة الآن هجرت بلاد النهرين، والردهات مظلمة
في مستشفياتها والمعابد. لهب السكاكين السود ndash; تماسيح جرائم الدين.
يدنس النافورات والمعانقات المهفهفة للنساء.
لماذا يتحرك قبر الصلاة الحانقة ويهزّ ندى الأغصان الطائرة في ليل آلامنا؟
لماذا تمتلىء نجوم الفرات الطبية بمعاصم النوارس الممتلئة؟
فجر اللمسات الانسانية المنقوشة في اخوة الشجرة.
يحجبه تنكر ديناصورات تفخيخ الجوامع والسيارات. هل تجمّدت ايماناتهم في
التجويفات المتدرجة لحمّى التدميرات الشيطانية؟.
التشنجات الفظة لغرائزهم وشهواتها المهيّجة للعيش في شرك الرطوبة.
أغلقت علينا الأبواب وأسلاك الجريمة. انسان ملمس النفاية الذي يبغض ويشقق
حرير انسانيته. انسان جراثيم الانتحار وعلاماتها الممتقعة.
انسان البصقات التعذيبية للكراهيات.
لا حمام الآن يطير فوق غيوم آلهته وأفياء صلواته المتصلبة والمتحالفة مع الرماد.
ولا عصافير تزقزق في فرو أنهار لياليه.
لا شرارة عقل. لا رصعة حلم. لا التماعة أغنية تطلقها فضة السنبلة ،
والمياه فرّت بأشجارها الجريحة الى صحراء السهاد. سخام ليل المذابح في الرئات
وعلى الرؤوس المثقلة بالتنهدات. في التنفسات الرخوة للنهار وفي النار الباردة للقبلة.
أصوات نيران التاريخ المرتعشة أسمعها الآن في احتضار
يمامة { الرشيد } وأصغي الى تشنجاتها المتفككة. أصوات أكثر شجاعة من ترانيم
زمننا التي تتجنح وتطير في اللانظام. زمننا وصيرورته. ظلمة أعشاب تقضمها
أسلحة اندحاراتنا المنكسرة ما بين فجوات الوردة والجمجمة. وصخور جداول أحلامنا
التي تدفقت في فحم اشمئزازنا وخوفنا عبر العصور. تنتصب الآن مطمورة تحت ثقل
ملوحة موتنا والذوبان الدائم لتخديراته المتصدعة. الستائر العالية لحيواتنا تهبط مسرعة
ومديحنا لشقائنا في حقول الانهدامات، لا نستطيع أن نثبته في صفاء الدمعة المحترقة.
حاضر شرس تخترقه الظلمة المدوّخة والمحمومة، ونحن مثل رنّة سقوط
الثمرة. نترنح في صمت تفجعاتنا ونسهر في برد اثمنا وثلوجه المرتعشة.
التهشمات الطافية لساعاتنا في العناقيد المهتزّة للظلال، ومخالب طيور اهتزازاتنا
التي تومض مثل ثعلب الهلال في أعالي فضة ضغائننا. هي التمزقات المصطفة
لنذورنا في وميض المتاهات وجزرها الطحلبية التي تتهشم ويخفيها الاعصار
في الليالي المتحجرة لحاضرنا المتكىء على الأريج العفن للهاوية.


12 / 8 / 2009 مالمو


ما بين عفونة الحلم والنجوم الأسيرة

لا مجد للروح إلاّ في عذوبة الملح وعصّابات عسله الوارفة
ولا تفتح للبذرة إلاّ في انعكاسات وشم موتنا.
النجوم الآن رطبة في أرصفة قبورنا، ولا ريش يدثر زيت قناديلنا.
الايماءات المظلمة لغّسالات الأمراض لن تتوقف عن تجهماتها المجوّفة
ضد أزيز فروج فتياتنا. لماذا تختنق أصواتنا المرتابة المنغرزة
والمرمية في الغدد المتورمة لأحلامنا السود؟ أيائل لحظاتنا تتمرغ في
تراب سجن صرخاتنا المتوسلة، ومعادن تيقظاتنا تسقط في مراكب
أقنعة الذكرى المستفهمة لحروبنا تحت السقوف المدخنة في التهديمات.
صدع كبير في وادي الشمعة التي تعيش زمنها ما بين عفونة الحلم
والنجوم الأسيرة. لون عطر تنخره الدويبات اللامرئية لدوّامات مجابهاتنا
للسهاد. معابر ابتسامة مضطربة ولا تنصت لالتماساتنا الكثيرة.
ليل كتابة تتهدم في عجزها عن الافصاح، وجفاف نعمة تغطي أورادها
صلاة جثث محترقة في المحركات المضيّق عليها وسط اللآلىء الخافتة.


15 / 8 / 2009 مالمو

[email protected]