إعداد لؤي محمد: بدأ مسرح الكوميديا Comedy Thetre بتقديم مسرحية موليير الشهيرة quot;كاره البشرquot;. وفي هذا الانتاج الجديد أعادت ثيا شاروك إخراج المسرحية مستندة إلى الاقتباس الذي قام به المؤلف المسرحي مارتن كريمب لهذا العمل المسرحي حيث جعله يتوافق مع الحاضر من حيث المناخ والملابس والأدوار مع التزام بنص موليير الأصلي، فالكثير من أعمال موليير الساخرة تنطبق على أي عصر مما يجعلها قابلة لإجراء قدر من التكييف لمنحها طابعها معاصرا لكنه يحتفظ بنفس روح الدعابة القائم في مسرحية موليير نفسها.
يتميز هذا العمل، وفق الناقد بول تايلر، بهجائه الساخر لبث الإشاعات بطريقة أنيقة وسوء التصرف المتسم بالرياء، مع أداء تمثيلي بارع. وكما يقول في تقييمه للمسرحية بصحيفة الاندبندنت البريطانية، فإن الممثل داميان لويس الذي أدى دور كاره البشر quot;السيستquot;، قد تمكن من تقمص شخصية تتميز بسرعة الانفعال مع خيط من طابع مثير للسخرية وحسب اقتباس كريمب يظهر ألسيست في المسرحية ككاتب مسرحي مصاب بروح السخط المزمن على الآخرين. فالعالم الذي يكرهه يتميز بروح التملق ومحاباة الأقارب والعدمية مع سيادة مبدأ النسبية على حساب أي قيم ثابتة. وإذا كان هناك شيء ما يمقته أشد المقت فهو إعطاء أدوار لممثلي السينما في مسرحيات مثل مسرحيته وما يزيد من تأزمه هو أنه وقع في حب واحدة من نجوم هوليوود تدعى quot;جنيفرquot;.
وإذا كان جلب ممثلة سينمائية مثل كيرا نايتلي (التي تعد مغناطيسا جاذبا لشبابيك التذاكر) قد رفع من عدد الراغبين في مشاهدة المسرحية بشكل هائل، فإن الأداء البارع والمقنع لنايتلي التي مثلت على خشبة المسرح لأول مرة جاء عنصرا إضافيا في نجاح هذا العرض.
إذ لم تكن ملامحها الساحرة فوق المسرح هو عنصر الجذب الوحيد بل حضورها الحقيقي على المسرح ومعرفتها لكيفية استخدامه، فهي رائعة حقا في المشهد حينما استدارت ضد مرشدتها في التمثيل، مارسيا، الطفيلية المتنكرة تحت قناع شخصية تضحي بكل شيء من أجل زبونتها، ولعبت هذا الدور الممثلة تارا فيتزجرالد حيث تمكنت من أدائه بشكل متميز ورائع. وهنا تقدم نايتلي شخصية المرأة القادرة على استغلال الآخرين باستخدام أنوثتها الطاغية.
كذلك لعب الممثل البارز تيم موللين دورا شديد الإضحاك حيث أدى دور ناقد مسرحي يحاول أن يروج لنص مسرحي خاص به.