عبد الجبار العتابي من بغداد: طالب اتحاد الادباء والكتاب في العراق الرئاسات الثلاث في الدولة العراقية الى اخراج وزارة الثقافة من المحاصصة، كتعبير للاهتمام بالشأن الثقافي بعد ان زاجه خلال السنوات الماضية تجاهلا واهمالا.
جاء ذلك في بيان اصدره الاتحاد لمناسبة البدء بنشكيل الحكومة الجديدة مؤكدا فيه تطلع ادباء العراق ومثقفوه ةاعلاميوه بأمل و تفاؤل إلى آفاق المرحلة المقبلة متمنيا أن تشهد ربيعاً حقيقياً للثقافة العراقية.
وقال البيان الذي وقعه فاضل ثامر رئيس الاتحاد: استقبل الأدباء والكتاب والفنانون والإعلاميون و المثقفون العراقيون بكافة أطيافهم، أسوة بأبناء شعبهم، بالترحاب والتهاني إتفاق القوى السياسية والبرلمانية الأخير على تقاسم المسؤوليات والسلطات في إطار تأسيس تقاليد راسخة دائمة للشراكة السياسية بين مختلف مكونات الشعب العراقي الاثنية والسياسية والاجتماعية والدينية بما يخرج العراق من أزمة سياسية ودستورية وقانونية خطيرة ولإرساء دعائم وحدة وطنية رصينة تقطع الطريق أمام أعداء شعبنا من إرهابيين وطائفيين و تكفيريين لشق وحدة شعبنا وجرّه إلى نزاع طائفي مقيت.
واضاف : إن كتاب العراق و مثقفيه يتطلعون إلى أن تشهد المرحلة القادمة تعزيز السيادة الوطنية و إنهاء كافة مظاهر الاحتلال و التدخل الأجنبي والإقليمي والدولي في الشأن العراقي، و الارتقاء بمستوى الخدمات، ووضع أسس سليمة لنهضة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية شاملة تضع العراق في طليعة دول المنطقة التي تحترم سيادتها وتصون مبادئ حقوق الإنسان وتؤسس لدولة ديمقراطية حديثة تنهض على مؤسسات دستورية قوية توفر الضمانات لاستقرار سياسي واجتماعي دائم.
وتابع : وبهذه المناسبة يدعو كتاب العراق ومثقفوه إلى إيلاء اهتمام جدي بالشأن الثقافي خلال السنوات القادمة بعد أن واجه هذا الشأن تجاهلا وإهمالا ndash; وأحياناً ndash; عداءً من قبل الكثير من مؤسسات الدولة التي لم تكترث بشكل مسؤول حتى لفتح الملف الثقافي الذي ظل مغلقاً بحجة الانشغال بالملفات الساخنة كالملف الديني والسياسي والاقتصادي والخدمي، ولم يكلف أعضاء الدورة الماضية في مجلس النواب أنفسهم عناء تخصيص ساعة واحدة من إجتماعاتهم لمناقشة المشروع الثقافي الوطني وأهمية تفعيله ودعمه لبناء عراق معافى من آفات العنف والعدوان والطائفية والتطرف والرضوض النفسية وقادر على الدخول إلى العالم المعاصر بخطى راسخة وواثقة.
واكد : لقد لمسنا، وللأسف طوال السنوات السبع الماضية بعض مظاهر العداء المكشوف أو المقنع لمبادئ حقوق الإنسان وللثقافة العراقية وأنشطتها المختلفة من قوى وأحزاب وحركات ظلامية متخلفة تجلت بشكل واضح في عدد من المحافظات مثلما جرى لمهرجان بابل وإغلاق سيرك الاطفال في البصرة فضلاً عن الكثير من التحديات والتهديدات المبطنة التي كانت توجه للمثقفين العراقيين لترهيبهم أو منعهم من مواصلة ابداعاتهم. ولذا فنحن نهيب بمؤسسات الدولة كافة، والتزاماً بالدستور، والقوانين المرعية، الى الوقوف ضد هذه المظاهر وتوفير الضمانات القانونية والدستورية لحماية المؤسسات الثقافية الرسمية والشعبية ومنع أي تدخل غير مسؤول في شؤونها، كما ندعو جميع القوى السياسية والكتل الانتخابية إلى الإيفاء بالتزاماتها ووعودها التي قطعتها على نفسها في برامجها الانتخابية للارتقاء بمستوى الفعل الثقافي ودعمه وحماية حرية التعبير والتفكير لجميع الأدباء والفنانين والإعلاميين والمثقفين.
وأوضح البيان : وكتعبير مسؤول عن هذا التوجه الجاد نضع في أولوية مطاليبنا أهمية إخراج وزارة الثقافة من آلية المحاصصة السياسية والطائفية وإسناد حقيبة الوزارة إلى إحدى الشخصيات الثقافية المعروفة وإزالة كافة مظاهر المحاصصة الطائفية داخل الوزارة وأروقتها وتحويلها إلى وزارة سيادية وطنية قوية مفتوحة على جميع شرائح المثقفين ومنظماتهم واتحاداتهم، كما ندعو الى إستكمال الخطوات الرامية إلى وضع مقترح السيد رئيس الوزراء القاضي بتشكيل مجلس أعلى للثقافة موضع التطبيق وانجاز مجموعة من التشريعات التي ظلت مؤجلة ومنها قوانين حماية الملكية الفكرية، والحفاظ على حرية التعبير، وقوانين رعاية الرواد والعلماء و المبدعين، و إطلاق جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية وإستكمال البنى التحتية المخربة أو المشلولة للثقافة العراقية ومنها إقامة مراكز ثقافية عصرية، واستوديوهات للسينما والمسرح، ومدينة للإعلام، وبناء قاعات للعرض الفني، ومكتبات عامة، ومعارض للكتب، وإقامة المهرجانات الثقافية خارج العراق وداخله، وخلق مراكز متطورة للدراسات والبحوث الإستراتيجية والفكرية والاجتماعية والثقافية، والسعي الجاد لالتزام الدولة العراقية ومؤسساتها برسم سياسة إستراتيجية ثقافية شاملة للنهوض الثقافي تكون ملزمة ودليل عمل لمؤسسات الدولة الرسمية ولجميع المنظمات والاتحادات والنقابات الثقافية في العراق.
وفي الختام ثال البيان : إننا إذ نتطلع بأمل و تفاؤل إلى آفاق المرحلة القادمة التي نتمنى أن تشهد ربيعاً حقيقياً للثقافة العراقية فإنما نعلق أوسع الآمال على الدور الذي سيضطلع به رجال الدولة العراقية وفي مقدمتهم السيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء والسادة أعضاء مجلس النواب وجميع المسؤولين في الدولة و الوزارات والمؤسسات الرسمية والشعبية للارتقاء الجاد والمسؤول بالفعل الثقافي بوصفه الوجه الأبهى و الأجمل لصورة العراق عبر التاريخ والضمانة الحقيقية لبناء مجتمع ديمقراطي حديث، واسقاط جميع الحساسيات المغلوطة تجاه الثقافة ومنح دور أكبر للمثقفين العراقيين لان يسهموا بشكل فاعل ومعرفي في بناء العراق الجديد وفي رسم القرارات السياسية والثقافية والاجتماعية التي تهم جميع العراقيين.
فـــاضل ثامـــر
رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب
في العــراق
بغداد ـ الأحد 21/11/2010