عبدالله السمطي من الرياض: تستهل هيئة المدن الاقتصادية بجدة مشروعا فنيا على قدر كبير من الجدة والطرافة، حيث يتمّ افتتاح أول معرض فني تشكيلي في مبناها للفنانة التشكيلية السعودية علا حجازي... تُقّدم فيه تجربتها الشخصية في ستين عملاً، باستلهام الفكرة الرئيسية لعمل هيئة المدن الصناعية المنبثقة من المشروع (60).
فبدافع من الاستلهام الذي انبثق من تقديم الجيل القادم من الخدمات الحكومية في المدن الاقتصادية بالسعودية حيث تُقدم في كل خدمة حكومية خلال 60 دقيقة في الساعة وفي كل أسبوع وكل شهر وكل عام، تقوم هيئة المدن الاقتصادية بتدشين quot;المشروع 60quot;, في 1 ديسمبر 2010.. الساعة 1 ظهراً. ويُعّد المشروع.. من أولى المبادرات الثقافية العديدة المحددة كجزء من الاستراتيجية الثقافية للمدن الاقتصادية.
علا حجازي تشارك ب (60) عملا تشكيليا تجريبيا، تتضمن مجموعة من الأعمال واللوحات التي تطلق عليها: سمفونيات، وكلثوميات، ودرويشيات، ووشميات، وموشحات حيث تستلهم في هذه اللوحات بعض الأعمال الفنية من أغاني أم كلثوم الشهيرة مثل: الأطلال، وأراك عصي الدمع، ومن أجل عينيك عشقت الهوى، كما تستلهم بعض قصائد الشاعر محمود درويش مثل قصيدته الشهيرة:quot; أحن إلى خبز أميquot; وقصيدته:quot; جداريةquot;.
ومن الجلي هنا أن الفنانة علا حجازي التي تقدم تجربة جديدة تعتمد على استلهام الموسيقى والغناء والصوت من جهة، واستلهام القصيدة الشعرية عبر الكلمات والدلالة من جهة ثانية، تسعى للمواءمة بين اللون وبين الموسيقى والصوت والكلمة، وفي هذا الفضاء التجريبي ما يعطينا أسئلة مدهشة بشأن هذا التكامل الفني، فهل ستركز الفنانة على الاستلهام الحروفي للكلمات أم أنها ستستلهم حكمة الشاعر، وبراعة الموسيقار في إصغائه لأصوات العالم حين يؤلف نوتته الموسيقية؟
علا حجازي اعتادت في لوحاتها على التجريب الدائم سواء في إطلالتها اللونية الزاهية التي تفضل فيها الاشتغال على الألوان الصاخبة والطفولية معا، أو في الاشتغال على النمنمة والتوشية والزركشة في تأمل الأشياء الصغيرة، وإبداع جزئيات لوحاتها منها، كما نجد في تمثلها لفن الوشم، وتكوين quot; وشمياتquot; متعددة على سطح اللوحة.
علا حجازي تحدثت لإيلاف حيث ذكرت أن quot; المشروع (60) يمثل لي فرصة كبيرة أتيحت لي لأقدّم تكملة مسيرتي التشكيلية تحت رعاية هيئة المدن الاقتصادية... لمدة 3 شهور... كي يتسنى لأكبر عدد ممكن من الجمهور من رؤية أعمالي...
وأوضحت: معرضي يحتوي على خمس مجموعات:
دَرويشيات.. كُلثوميات.. وَشميات.. سِمفونيات.. مُوشحات
وهي سلسلةُ من لوحات بدأتها في عام 2007 تحت مُسمى الموشحات....
الموشحات ظهرت في الأندلس... خارجة على التقاليد المعروفة في نظم الشعر من أوزان وقوافي.. ومن هذا المنطلق كانت ألواني، مُنفصلة عن المدارس التشكيلية المعروفة كالواقعية، الكلاسيكية، الإنطباعية، السريالية، التجردية....
فهي تجربة مُلّونة تُعبر عن ذاتي.. لا عن غيري..
ومع نهاية عام 2007.. انطلقتُ بالدرويشيات، نسبة إلى الشاعر الراحل محمود درويش، فمن قصائده أحنُّ إلى خبز امي... الموعد الأول.. لا أنام.. جدراية..
كانت مجموعتي الدرويشية.. التي حِيكت وكأنها سجاجيد تحكي كل منها حكاية مختلفة عن الأخرى.
عام 2009 تحررتُ من القصائد الشعرية متجهة، صوب الحرف العربي في مجموعة سمفونيات، فالحرف العربي رأيته شكلاً مرسوماً، له صور متعددة، لذا جعلته بألواني حراً، لا يخضع لقواعد الخط العربي المعروفة.. كالنسخ.. أو الرقعة وما شابهها.
و مع الوشميات.. عام 2010 سجّلت باللون الأسود تجاربي... على هيئة رموز وأحرف وأرقام حسابية وأشكال هندسية.. فالوشم، تجارب تمرُّ بنا منذ طفولتنا حتى اللحظة الحاضرة، تنطبع كالوشم في ذاكراتنا فنستحضرها ملّونة في صورة أو لوحة.
وأما آخر مجموعاتي، كلثوميات.. فلقد رافقت أغاني أم كلثوم معظم أعمالي وأنا أرسم.. فكانت الأطلال... وأراك عصي الدمع... ليلة حب..إنت الحب.. من أجل عينيك.. ألف ليلة وليلة.. تمنحني ليال أخرى للبحث اللوني كي أرسم ألف لوحة ولوحة quot;.
يذكر أن الفنانة علا حجازي حاصلة على بكالوريوس لغة عربية تخصص أدب وبلاغة ودبلوم تربوي علم نفس بالإضافة لدورات عديدة في فن الحفر والطباعة من كليات لندن، لها اهتمام بتدريس الطفل فن الرسم من خلال ورش تُقدّمها بمرسمها... حصلت على عدة جوائز محلية كجائزة أبها الثقافية جائزة الأمير خالد الفيصل، المركز الأول في مسابقة الفنانات التشكيليات لعامين متتالين، ملون السعودية، وأخرها جائزة السفير المركز الثائي... لها مشاركات مميزة محلياً وخرجياً.
كُرمت خارجياً من قناة أم بي سي بيروت... وأيضاً، من خلال تواجدها المستمر بملتقيات فنية تشكيلية في ألمانيا، الأقصر، مسقط، إعمار دبى...
علا عضو اتحاد فنانين أوروبا مقرّها أسن / ألمانيا، ويعتبر مشروع 60 رابع معرض تقدّمه علا حجازي..