حتّى وسدْتِ سَريرةَ الدّفْلى،
وَنِمْتِ بجانبي تسْقِينَ ليْل نشيدِنا
في غيْرِ ما ندَمٍ.
إليّ صحبْتِ نايَ الْآسِ وارِفةً،
وقُلْتِ يقِيسُ ليْلَهْ؟
حتّى شفعْتُ بماء قُبْلتنا الضّريرةِ
كُلَّ وادٍ
إنْ نويْتِ الزّرْعَ يطْلعُ منْ بنانِك
والرّذاذَ يُبارِك الْأَعْمالَ باسْمِكِ
إنْ عليّْ
أنْبتِّ وَعْدك في طريقِ الرّيحِ
كَرْماً
صائِحاً بِدَم الْأَهِلّهْ
.......

حتّى عزَفْنا للْبَعيد
وسحْتُ فيكِ
وسِحْت فيّْ!
*

برْداً
سَلاماً
ما رأيْتُك في صَباحِ الْقَلْب إلّا قِصّةً
بِدَمٍ قَتيلْ
لَوْ عالَجتْني مِنْ نَشيج الرُّوح
قِصّتُك الّتي نادتْ
وَسارَتْ بي في الْبِلادِ
لتُدْرِكي أنّي إليْك ومِنْك
أنّي المُشْرع ُالأمْداء حَيْثُ مَداكِ
حتّى تَعْلَمي صَبْري علَيْك إذا الْتَقتْ
بين الْحُقولْ
رِيحي بِريحِك في المسَاء،
وقَالَتا: ما أفْدحَ الْأشْواقَ في عَطَشٍ عَصِيّْ
*
بَينْي وَبَيْنك شهْوةٌ للْآسِ. سِرٌّ لا يحدَّد.شكْلُ مِرْآةٍ تفِرُّ إلى أَقاصي الْكَوْن.ذاكِرةٌ تُعانِي النّارَ في مَعْنىً أتَى.ألَمٌ جميلٌ ليْسَ يبْلى. سقْفُ مُوسِيقا بِلا نَدَمٍ. عَشاءُ صبيحةٍ دسْمٌ. سماءٌ تشْتهي في غيْر زُرْقَتِها غَماماً لا يُسمَّى
حتّى سقيْتُ بِركْعَتيْك الضّوْءَ
وَ
الْحَبَقَ
احْتِفاءً بِاشْتِعالِ الرّاحِ في شفتَيْك:
واحِدةٍ لهَذا الْقَلْب يحْتَرِثُ الموَاسِم في رَحيلِ النّهْر،
والأُخْرى لأَجْراسٍ تُكَفْكِفُ وعْدَها في الْفَجْر جَهْما
وَشّي دَمي نَوْراً
تَفانَيْ في صَبُوحِك قبْل أنْ أُكْفى غَبوقِي
عالِجيني في الْحُضورِ وَفي الْغِياب
تقَبّلي وَجْهي جَريحاً
واجْرَحي بَدَلي الْمَرايَا
منْ يديْك إلى يَديّْ
*
وحْدي المعذَّب في تَراتيلِ انْتِظارِك،
وحْدك السّكْرى بغَيْمٍ ليس يرْحَم.
وحْدَك الرّيحانُ، وحْدي الرّيحُ
مُتّشعيْن آدابَ الْحِداد،
وَشاهِديْن،
وعازِفيْن عَلى السّحَاب
هُو الْحَمامُ يَفيءُ، مِنْ رِيحٍ، إلَى قُوتِ القُلوب،
ويصْطلي بعُيونِنا الْمُتبتِّلاتِ
هُو الحمَامُ! بِأَسْبابِ الْبَهاءِ.
أتذْكرين ْ؟
منْ أمَّ شطَّك عارِياً،
وأهابَ بالأَصْدافِ في عينيْكِ تنْشُج
ثُمَّ يشْرُد واعِداً في ياسَمِينْ
أوَ تذْكرين ْ؟
كَمْ مرّةً أشْهَدتُ أنْفاسِي علَيْك
وقُلْتُ في نفْسي سنَبْلُغُ مُرْتَقى الْاَجْراسِ
لوْ لَمْ يصْحُ طيْرُك آكِلاً منْ حاجِبيّ،
وتَخْطرينَ عَلى غُصونِ الْبَانِ ِمِنْ دمِكِ الشّهِيّْ
*
إني أحبُّك في يَدِ الآياتِ، في هذَيان هَذا القلْب بالأَسْماء،
مِنْ بلَل الرّوائح إنْ خلدْتُ إلَى الصّفاتِ فَلَا يجِفّ عَلَيّ ثوْبُكْ
وأحبُّ فيك مَتاهَ أشْيَائي، وضرْبي في المواسِم ظامِئاً
فتدلُّني عيْناك إنْ ضيّعْتُ عَيْني، واخْتَفى في الْأُفْق سرْبُكْ
أَنَّى أحبُّكْ
كَيْلا أسمّي ما تبقّى منْ مَراثٍ بِاسْمِها
وشَواهِد العَتَباتِ تَعْزِفُ بِاسْمِها
وَالطّيْرَ، حين تؤمّ مَنْفاها وتصدح، بِاسْمِها
أَنَّى أحبُّكْ !؟
حينَ يأْخُذني إليْك الْوَقْت،
حين أخافُ أمْكِنةَ الْيَبابِ،
فَلا أَرى:
في اللّيْلِ
يقْنَعُ
طاعِنٌ في جُرْحِه
بالْوَعْدِ بيْن يديْك
ويَقولُ: كَمْ لِي أَنْثُر الْأسْباب
في بِئْرٍ
وَآتي الوَرْد
مِنْ طَرْفٍ قَصِيّْ..!
**
شاعر من المغرب
[email protected]