بقائي شاءَ ليسَ هُمُ ارتِحالا وحُسْنَ الصبرِ زَمّوا لا الجِمالا (المتنبي)


قد أشْرَكَ عزرائيلُ حين طواكِ
نَسِيَ الله َ وما نَساك ِ
وتمادى الرصاصُ
في السكْر ِ
وفي الدخان ِ
حين استفاقَ على قلبك ِ المكسور ِ
وهو يَجْترُّ النَفَسَ الأخير

يا وردة ً عذّبَها الماءُ كثيراً
مِنْ أينَ لي أنْ أعصرَ الأرضَ
كي أفطمَ هذا العذابْ ؟
والهباءُ هو ظلـّي الوحيدُ
في هذي الغابات الموحشة
كم قاومْتُ من أجلِكِ أوهامي
وصرتُ طفلاً للعصافير ِ
يا قارورة ً من عسل ٍ ودموعْ
يا نهداً ينبضُ بالضوءِ وبالحرمانْ

يا امرأةً لم تعرفْ أبداً
إنّ وجهي
يتفصّدُ حين يلامسُ طيفَها
و حين أهبُّ عليها بالعناقِ وبالخيال
يسقط الليلُ تحت عينيّ
بلا نجوم
فأفزُّ
أفزُّ... يا كريستالْ
على بسمتكِ التي اختلطتْ
فيها الشمسُ بالقمرْ
وحين أراكِ ببابِ الحشر ِ
تلوّحين َ لي
أستعجلُ زحفي نحوك ِ بلا جسد ٍ
أسْعُلُ بالعمر ِ
وبالليل ِ
وبالذكرياتْ

سوف أبقى أ ُحِبُّك ِ موتا ً وحياة ْ
كرستالْ...
هل تسمعين روحي ؟
هل تشعرين بقبري ؟
يا من سرقتِ رحيلي
وأطلقت ِ ساقيك ِ للعواصف ِ
والنار ِ
إنّ سرابَ العالم ِهذا
يمتصّ ُعيوني
بعدما كانتْ عيناكِ لي
رَبيعيْنِ ِ يتيميْن ِ
وصهيلْ
خمسُ سنين ٍ قَضَتْ
وهواكِ يُجدّدُ في كل يوم ٍ بُكائي
و القصائدُ تركعُ صامتة ً
أمامَ بلاغةِ جرحي
إرحلي وَليَنْطقْ بيَ العدمُ
إرحَلي مِلأ البحر ِ صورتُكِ
وبوجهي لا يسكتُ العَرَقُ
قد كنتُ يوميّاً
أقرأ في عينيكِ الخيّامَ
والمتنبّي
والأرضَ الخراب
يا ملـِكـَةَ الحزنِ والضياعْ
يا طفلة ً أكلتها النارُ
يا وردة ً مزجوا عِطرَها
بالدم ِ
والصفقات ِ
وبالبارودْ

كرستالْ......
خمسُ سنينٍ قضَتْ
وأنا أرضعُ فيها منك ِوجودي
فلماذا ودّعتِني بحفنةٍ مِنْ رمادْ؟
وإنْ لم يَكنْ لكِ قبرٌ
فأين َ سأنحبُ عليّ؟
فأينَ سأنْحَبُ؟
و كل نار تصبح رماد مهما تئيد
إلاّ نار الشوق يوم عن يوم تزيد *

http://www.youtube.com/watch?v=CIx1Med3aEs

* أغنية لأم كلثوم