من هذا القاحلُ في المرايا؟
هل هذا الشحوب من نفخ محتوى المعوذتين في وجهكَ قديمًا؟
ما اسمُ الرياح التي ثقّبتكَ بالأسفار؟
ودلقتْ في شموعِكَ صفيرَها؟
أيها الغاطسُ في هوَةِ روحِك
لقد ابتلعت قلبَكَ المفاجأة
وأحالكَ الصمت عمودَ ضوءٍ حقا!
متى تترجلُ من هذا الوقوف؟
لقد خدَعكَ الشعراءُ
مثلي!
فالأسماءُ التي انتزعتْ القنبلة معانِيَها
تلقّفتها القصائد ؛ لتُشبعَ جوعَها للمجازات
كلما حنّطتــْـها بأضحوكةِ التناسخ
إنها فكرتُهم الطيبة والخبيثة معا ؛ للحفاظِ على ما تبقّى
كأن يُقال : أخي البعيد في الصورة، أمي تتذكرهُ طوالَ فترةِ إعدادِها العِشاء...
أو يُقال : يُسافرونَ عنكَ، مسألة حزينة
يَعودونَ إليكَ، مسألة مفرحة
تظلُّ باقيا، فمسألة حزينة ومفرحة فقط!
أيها المغرورقُ بأزمانكَ المبتلة
تحدث
إبكِ بأصواتٍ عالية
أشكُ لنا من نقص الكالسيوم في عظام المدينة
ومن الأطفال الذين ارتطموا بك سهوا فكبروا
ومن الأيام التي تحكُّ ظهرَها بك عاما بعد عام
إذهب إنْ شئتَ إلى البراري
حيثُ منظرُ السماء وهي تدخلُ وسط السرب
حيثُ صراخُكَ يستبدلُ رئتهُ الضيقة بتلكَ الجغرافيات
هناك
حيثُ البراري. السماء. رغبةُ الصراخ القديمة...
في تلكَ (الهناكاتِ) فقط
يمكنك أنْ تطقطقَ بمسبحةِ الرنين
أن تُفلتَ فككَ الأسفلَ ؛ لتذوّق الذهول مرةً تلوَ أخرى
تحررْ من الروزناماتِ كلها
بما فيها ذكرى وفاتكَ الماضية والآتية...