هناء الحوراني من الرياض: يتصور البعض أن المانع للقيام أو بدء أي عمل تطوعي هو الخوف من الفشل أو تحمل المسؤلية أو عدم الشعور بالإنتماء للمجتمع ولكن الكاتبة ومخرجة الأفلام الوثائقيه والباحثة في مجال الأنترنت وتكنولوجيا المعلومات المهندسة \هناء الرملي ذكرت أنها لم تشعر بهذا الخوف حين أطلقت مبادرة (كتابي كتابك)15 يوليو 2009 من محل إقامتها في عمان- الأردن عبر الموقع الإجتماعي الفيس بوك والذي نادت من خلالها إلى إنشاء مكتبة أطفال في كل مخيم فلسطيني وحي فقير رافعةً شعار.. (حق المعرفة.. حق مقدس) واوضحت الرملي بان الفكرة راودتها بعد ان اصبح أبناؤها شبابا ً على مقاعد الجامعات ووجدت ان لديها ما يقرب من 700 كتاب وقصة للأطفال ففكرت بأن يستفيد من هذه الكتب أطفال المخيمات والأحياء الفقيرة والقرى النائية والتي لا يستطيع أبناؤها الوصول للمدينة والإستفادة من خدماتها وذلك عن طريق أنشاء مكتبة لهم تكون من خلال مركز او جمعيه خيرية في المخيم او الحي الفقير.

بادرت الرملي بالإتصال بالسيدة \ جندية الدهيني مشرفة الأنشطة الثقافيه في مركز البرامج النسائيه التابعه لوكالة الغوث(الانوروا) في مخيم غزة للأجئين الفلسطنين في مدينة جرش الأردنيه والتى سبق وان التقتها في احدى الندوات الثقافيه وعرضت عليها فكرتها وقد رحبت الدهيني بالفكره كثيرا وقالت ان أطفال المخيم بحاجة لشيء يشعرهم بطفولتهم كباقي أطفال العالم وبحاجة لأن يشعروا ان هناك من يعمل لأجلهم هم بعيدا عن السياسة وشعاراتها.

وأشارت الرملي إلى أنها لم تكن تتوقع هذا الإقبال الشديد والهائل على مبادرتها من جميع الفئات العمرية والإجتماعية كتًاب.. صحفين.. فنانين.. طلاب.. موظفين.. ربات بيوت وأمهات شباب وبنات من المحيط إلى الخليج يجمعهم شيء واحد فقط حب الطفولة والإيمان بان حق المعرفة حق مقدس وأوضحت انه قد تشكل وبفضل الله في كل بلد عربي مجموعة فريق عمل متطوع لهذة المبادرة في كلا ً من: الأردن السعوديه قطر الإمارات لبنان سوريا وفلسطين وغيرهم يدعون جميعهم إلى تحرير الكتب من قيد اللأرفف ونفض الغبار عنهم عن طريق التعريف بالمبادرة وتجميع الكتب من المتبرعين والتواصل مع المكتبات ودور النشر بهذا الخصوص.
وعبًر مجموعة من شباب وبنات المبادرة عن انفسهم بان في داخل كل فرد منهم حب ورغبة لعمل الخير وطاقة كبيرة وظفوها في هذة المبادرة التى كان للسيدة الرملي شرف الإمساك بزمامها ووضعهم على أول الطريق الذي قادهم إلى هؤلاء الأطفال اللذين لا يعرفون من الكتب سوى كتبهم المدرسية ولا يعرفون مكاناً للترفيه سوى أزقة وشوارع الحي او المخيم الذي يقطنونه.

وكان إفتتاح مكتبة للأطفال يوم 28 ديسمبر 2009 في مخيم غزة في مدينة جرش الأردنيه هو أولى ثمار هذة المبادرة والتى أحتوت على 3000 آلاف كتاب 1500 للصغار بين 3-8 سنوات و1500 للناشئة من عمر 10 - 16 سنة وقد قامت مؤسسة عبد الحميد شومان بتأثيث المكتبه وتجهيزها بالأرفف والطاوولات والكراسي وأجهزة الحاسوب كما قام فريق عمل المبادرة من الفنانين والرسامين بالرسم على جدران المكتبه وتزينها.

وذكر مجموعه من الحضور في حفل الإفتتاح من داخل وخارج المخيم بان الفرحة والبهجة التى رأوها في عيون ووجوه هؤلاء الأطفال أثناء الحفل لا يستطيع قلم ان يخطها او كاميرا ان تصورها وخاصةً بعد معرفة هؤلاء الأطفال بأن هذة المكتبة لهم ولأجلهم في اي وقت وبدون مقابل وتحت إشراف أحدى بنات المخيم \ أزهار ابو صالح والتى تنظم عملية القراءة داخل المكتبه وتساعد الأطفال على اختيار الكتب التى تناسبهم كلا حسب عمره واهتماماته.

وصرحت لنا السيدة \ هناء الرملي بأنه يجري العمل حالياً على أفتتاح مكتبات اخرى في كلاً من مخيم الطالبية في عمًان... مخيم البراجنة في لبنان ومخيم دير عمار في رام الله وكلها امل بأن تغطي هذة المبادرة كل الأحياء الفقيرة والمخيمات الفلسطنيه في البلاد العربيه.

و لمعرفة المزيد عن هذة المبادرة او الإنضمام اليها يمكنكم زيارة
http://kitabi-kitabak.blogspot.com/