محمد بوخزارمن الرباط: اختتمت مساء الأحد، بمدينة الدار البيضاء، فعاليات الدورة 16 للمعرض الدولي للكتاب والنشر التي استمر من 12 إلى 21 من الشهر الجاري. وارتاد المعرض أكثر من 100 ألف زائر دون احتساب اليوم الأخير الذي شهد الذروة على غرار الدورات السابقة.
ووصف بنسالم حميش، وزير الثقافة،المشرفة على تنظيم التظاهرة، التجربة بالنجاح التام رغم تسجيله بعض النواقص والثغرات الصغيرة التي قال إنه سيتم تلافيها في الدورة المقبلة، ما يعني أنه ضمن بقاءه في الحكومة إلى حين ذلك الموعد، مضيفا أن الدورة المنتهية عرفت تطورا ونموا في الكم والكيف ورقعة العرض، قياسا بالتي سبقتها، إذ شاركت ما يقرب من 700 دار نشر و250 عارضا مثلوا 40 دولة.
وعدد الوزير المغربي اللحظات القوية في المعرض، وحصرها في المحاضرة التي ألقاها رئيس الوزراء الفرنسي السابق دومنيك دوفيلبان، ذو الجذور المغربية، وأولمبياد الاستظهار والقراءة، وهي تجربة من بنات أفكار الوزير،سيجري تطويرها على حد قوله، مضيفا أن الدورة المقبلة ستعرف quot; ضيف شرفquot; خلافا للدورة الحالية التي كرمت مغاربة العالم، لما أصبحوا يمثلونه من قيمة ثقافية مضافة في المجتمعات التي يستقرون بها حيث أصبحت إسهاماتهم تشكل جسرا معنويا للتواصل بينهم وبين وطنهم والأوطان الأخرى التي تصلها إنتاجياتهم الفكرية والإبداعية.
وتضمنت فعاليات المعرض الأنشطة المعتادة من قبيل المحاضرات والموائد المستديرة ولحظات تكريم الأدباء والمفكرين والفاعلين الثقافيين، الأموات والأحياء، إضافة إلى سهرات فنية وأمسيات خاصة بالأطفال، حيث بلغ مجموع اللقاءات 110.
وحظي المعرض برعاية من الملك محمد السادس،فقد أعطى إشارة انطلاقه شقيقه الأمير مولاي رشيد، كما قام ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بزيارة فضاء المعرض وتفقد بعض الأجنحة واختلط بالأطفال الذين تواجدوا بعين المكان يوم الجمعة الماضي.
ولوحظ أن وزارة ألغت الاحتفال الذي كان يقام بالمناسبة،ويتم فيه منح جائزة الكتاب لمستحقيها. وتراوحت التكهنات بخصوص القرار المفاجئ، بين قائل إن الوزير، غضب من تسرب أسماء الفائزين بالجائزة قبل أن تعلن عنها اللجنة، وبين مضيف إن النتيجة في مجملها لم ترقه، إذ فاز بإحداها كاتب سبق أن نالها في دورة سابقة عن مجمل إنتاجه.وهناك سبب آخر يتمثل في أن أجواء التحكيم في اللجان لم تخل من مشاكل صغيرة.
وحسب مصادر على صلة بوزارة الثقافة، فقد أرجعت الإرجاء إلى حرص الزير على تخصيص وقت ومكان للجائزة بدل مرورها العابر في المعرض، مشيرة إلى أن الوزير حميش، ينوي إعادة النظر بكيفية جذرية في قانون الجائزة وإطلاق اسم جديد عليها مع رفع قيمتها المادية على أن تمنح لمستحقيها مرة كل سنتين، لأنه لاحظ أن الإنتاج المرشح للتباري، لا يرقى دائما إلى مستوى مكافأته بتقدير الدولة.
وبالرجوع إلى تاريخ الجائزة في السنوات الماضية، يلاحظ أن كثيرين نالوها مرتين مثل المفكر عبد الله العروي والناقد محمد مفتاح والروائي أحمد المديني وغيرهم، وهذه المرة كان يفترض أن يتسلمها الناقد محمد برادة لقاء روايته الأخيرة quot; حيوات متجاورةquot;
إلى ذلك، حدثت واقعة كادت أن تؤثر سلبا على أغلب الأنشطة الثقافية، إذ فوجئ المدعوون من الكتاب والمثقفين للمشاركة في اللقاءات المبرمجة، أن وزارة الثقافة حجبت التعويض الرمزي 1000 درهم (حوالي 120دولار) الممنوح للمساهمين لقاء مشاركتهم، دون معرفة السبب، بينما قال مهتمون إن الوزير اعتبر التعويض المادي تفريطا في المال العمومي.
يذكر أن تنظيم أول معرض للكتاب والنشر، في نفس المكان الحالي، يعود الفضل فيه إلى وزير الثقافة الأسبق محمد بن عيسى، التزم به الوزراء الذين أتوا بعده، دون انقطاع وحرصوا على تطويره.