حين لمستُ بفمي أول وردة في خدك الأيسر
كان علي أن ألملم السماوات الصغيرة
التي تحبو في جهنم ذاكرتي
اندفاعي المتوحش الهادىء معا
كان يحرقني
ربما
لو لم يكن لخدك هذا الوهج
ما كان للقبلة أن تستوي
على عرش القطاف


سيدتي
كل الذي تعلمته في كتّاب الشيخ علي
في طفولتي القصية
وكل الوصايا التي أهرقتها أمي على براءة حواسي
كانت تحذرني من شهوات عينيك
لهذا
سأقترب رويدا رويدا
من الحدائق الحمراء
الطالعة في هضاب وجنتيك
وسأختبىء هناك
في مطر القبلات
لأرقب من بعيد
النظرات المتساقطة بين رغبتي.. وشهوتك.


مجرد قبلات؟
لا
مجرد أساطير !!
هل يمكن لحبر الحواس
أن ينسى جحيمه المعجون بماء الخد؟

أقسمت أن أتحول إلى فراشة
يعني.. ماذا سيحدث لو جربت الرفيف حول خديك؟
أو ماذا سيحدث لو أنني احترقت فيهما؟
طيب
الشمس تغير جلدها المحروق كل صباح
والهواء الذي يعبرُ يبدل ملابسه عند هبوب الريح
وأوراق الأشجار التي يراودها الخريف
تقع كل يوم في غواية السقوط على الأرض
لا لشيء
إلا لكي يقبلها الهواء
في عاصفة سرية عاجلة.

كم بستانا تكنزين في براري خديك؟
لن أستلقي على أرض دهشتك تماما كفلاح
ولن أشهر في وجهك فأس الغريزة
سأكون وديعا وطيبا جدا
وسوف أقلم هذه البساتين الطليقة
بمنجل القبلات السريعة الخفيفة.

***