في شمال كلامنا شيء من الاختلاف عما نعرفه من جغرافية الأرض. ربما هو اختلال طبيعي و افتقار مدو لخرائط ثابتة و نحن نكتسب كل يوم وجها شاحبا لأننا نخاف أن يصدر قرار سياسي بمحو خط الاستواء ونقله إلى جهة غير معلومة تماما مثلما نقل كلامنا السابق بعد أن فقدناه من درج الذاكرة
............
كل ما استطعناه في لعبة ضمير مقزز أن نزرع على ألسنتنا باقة حشائش ضارة حتى نترك للآخرين فرص الامتياز بصفقة تنظيفه، و تعطيله عن إصدار الأصوات المزعجة بعد قرار إغلاق المدينة في وجه الكلام.
................
أنت كذلك لن تتمكن من الركض على وجوهنا لأننا سنغلق أنوفنا، و نظريك ضربا غير مبرح حتى لا تقلق راحة أسماعنا و هدوء مقيلنا، ونحن نتركك حينا لنعود إليك على مدار اليوم. سنتوخى طرقا تعتمد على بقائنا بلا صوت و على قدرتك المحمومة في البحث و المناورة و النجاح في حل تمارين الاحتمال في قصائد تتقصد الكونية،لان مدننا لن تكون من مسميات الخرائط، ولا بلادنا سوى شاشة مفتوحة على ذبذبة تخترق الجدران. ففي جذر الكلام لن نظفر في القواميس و المعاجم عن سبب واحد ليكون كلامنا من كل لغات العالم لذلك فان الصمت سيكون أكثر الأشياء كونية
..............
النجمة في تدحرجها الأزلي نحو حكاياتنا المتلذذة باقتسام هذه اللوثة تستطيع أن تنحاز لحكمتنا التي نرددها دائما أن ما يبدو على وجوهنا من مساحيق و من ألوان مقرَّرة في مخابر صينية تحترف القرصنة لم تنزع سمرة التراب فينا.
..............
لن نسميك بأكثر مما سميت به نفسك و أنت تتلعثم أمام الكاميرا لتعلن سفهك أمام الجميع وتصر على الذهاب بعيدا في خطئك و أمساك الشمس و هي تغيب.

تونس ابريل 2010