الطفلة ُ تصْرُخُ في صمتٍ
البومُ ترَعْرَع َ.....
والحلوى دماءْ
والشارع ُ ثعبانٌ أعمى
لقد اختلط القاتلُ بالحابلْ
والسافلُ بالنابلْ
بابا... بابل!

في الوردة كونٌ...
وفي القلب ِ تمارين ُ قنابلْ
الدمعُ تآمرَ
في آخر ِ ساعات ِ الصبر ِ
على روحيَ بالإنهمارْ
والطفلة ُ تصْرُخُ...
الخرائبُ تجْترّ ُ أحجارَها
والصدرُ جَهَنـّمُ
والعينُ تُقايضُ كلّ الرؤى
بتوابيت ِ نهارْ
والأحزابُ توابلْ
الطفلة ُ تصْرُخُ
والنخلة ُ قد بـِيعَـتْ منذ مدارْ
الليلُ توَسّدَ ليلاً آخرَ
واحتكرَ الظلامْ
بعدما هَـرَبَ العاشقُ من دمِهِ
واعتزلَ الغرامْ
لمْ يبق َ سوى أسَدٍ
يتسَكّعُ سكران َ
بين أزقّتهِ ِ المسروقةِ
والتأريخ المحروقْ
فـي يدِهِ هَيكلُ لـَبْوَتِهِ
وعويلُ خواءْ
فتمَشّى قليلاً....
رأى جثثاً متناثرة ً.....
أرواحاً راحلة ً....
حمورابي بدون غذاءْ
والأسرى هُمُ الزعماءْ
أخرَجَ من جيبهِ كأساً أخرى
وابتدأ البكاءْ
فرَّتْ عيناهُ واسْتلقتْ في
جُرفيّ النهـر الغارق ِ
في الوحشة ِ والأرقامْ
طابوقُ المدينةِ معجونٌ
بالدمِ ِ والطين ِ
والشـوارع ُ تهمسُ...
والطفلة ُ تصْرُخُ
بابا...بابلْ
بابا...بابل!
يا جذرَ الدنيا..
يا مطحنة ً
لِلآن َ لمْ تدخلْ فيها السنابلْ
كلّ الغيوم ِ ثعالبْ
تمطـُرُ فوق الألفيـن ِ
حِيَلا ً سوداءَ
على أفواهٍ وأرانبْ
والطفلة ُ ما زالتْ تصْرُخُ
بابا...بابا...
سائِلـْهُـمْ في المنفى
أو في الوطن ِ الراحلْ
هلْ نحنُ سبايا...
أمْ نحنُ لحْمُ المقاصِلْ؟
بابا....بابا
بابلْ!

[email protected]