طائرٌ

لستُ أدري أنا الغيبُ أم نجمة ٌ

أم جناحُ...

طائرٌ.. ليس لي في اتساعِ الأماكن ِ ساحُ

ليس لي في الشمالِ ولا في الجنوبِ

ولا الشرقِ والغربِ

لا خطواتٌ تدلّ عليَّ

ولا في نوايايَ أشرعة للوصولِ

أنا نقطة الروح أتلو نقاءَ دمي

وأصلي على منبع اللهِ من أول الخلقِ

حتى يقومَ الفلاحُ

طائرٌ

أتبعُ البرقَ أنّى يُتاحُ

ولماذا أحط ّ على صغر ٍ

كلّ رفة ِ جنح ٍ يجيء المدى طائعا

ويريني الذي لا يباحُ

طائرٌ

ليس يعجبني غصنُ هذي البلادِ.. وتلك

وهذي وتلك..

فإني أخاف أذى الغصنِ عند الحصادِ

وذاكرةً ملؤها وهَنٌ ورؤوسٌ مقطعة ورماحُ

طائرُ..

بين صحوٍ ونومٍ أرى حلما كالذي لا يجيءُ

ولكنه من بعيدٍ يشير إليّ.. وأكتمهُ

كلّ يومٍ أراه وأكتمهُ

خوفَ أن يستثارَ النُباحُ

طائرٌ

في فضاء السؤالِ تَفوّحُ من ورد سجادتي

نفحةٌ من غياب ابن رشدٍ

كأني أنا الآن في بدء أندلس ٍ

واقفٌ وابنُ رشدٍ تغطيهِ فوضى الكتابِ

أقولُ له : ثم ماذا؟ وهل؟

فيردّ : نعم، ثم لا

طائرُ

لستُ وحدي

معي الكلمات ُ وبصرية الله ِ

والملتقى والسماحُ


رأى البرقَ شرقيا فحنّ إلى الشرق ولو لاحَ غربيا لحنّ إلى الغرب
فإنّ غرامـــــي بالـــبريق ولمحـه وليس غرامي بالأماكن والترب

محيي الدين بن عربي