المؤلفة انتقدت تعاطي الإعلام العربي مع قضية نصر حامد أبو زيد

القاهرة: نظمت مكتبة الكتب خان بالقاهرة لقاءا اعلاميا وجماهيرياً للاعلامية والكاتبة الاردنية سلوى اللوباني يوم الاثنين الماضي، قدمت من خلال اللقاء كتابها الصادر عن الدار العربية للعلوم بعنوان quot;انت تفكر اذن انت كافرquot; و الذي تناولت فيه مشاكل وهموم المثقف العربي واشارت الى انها محاولة اولية منها للاحاطة بظروفهم ومتاعبهم وقد يكون هناك جزء ثان للكتاب بشكل موسع اكثر لرصد هذه المشاكل، وشهد حفل التوقيع حضور اعلامي وثقافي نظراً لأهمية الكتاب وتوقيت ظهوره في الأسواق العربية بسبب زيادة قضايا تكفير وتخوين المثقفين العرب من المحيط للخليج وتواجدت خلال الحفل كاميرات قنوات عديدة من بينها الحياة ودريم واون تي في، كما أطلت اللوباني في اليوم التالي على الهواء مباشرة من خلال شاشة قناة دريم 1 في برنامج صباح دريم، كما عرض برنامج الحياة والناس يوم الخميس تقرير عن الكتاب قدمته الكاتبة خلال حفل التوقيع.
وخلال حفل التوقيع أوضحت سلوى اللوباني ان الهدف من اصدارها للكتاب هو تفعيل الافكار المطروحة فيه وعلى رأسها منع التكفير واستبعاد الرقيب واهتمام الاعلام اكثر بالمثقف والثقافة. كما تطرق الحديث الى رحيل د نصر حامد ابو زيد كونه من الاشخاص الذين عانوا من التكفير بالاضافة الى تفريقه عن زوجته وبان الاعلام لم يساعده او يهتم بقضيته ولكن عند الرحيل بدأت المحطات باعادة بث افكاره والنقاش في قضيته الجدلية دون خوف من مساءلة دينية او سياسية، والقت اللوم على الاسلوب المتبع مع المبدع العربي في مناقشة افكاره فلو تم استخدام اسلوب علمي موضوعي في مناقشة اطروحات د. ابو زيد لما تم تكفيره او بقاءه في غربته القسرية وكان بالامكان تراجعه عنها بحثا لا خوفا على حد تعبيرها واستشهدت بمثالين ايجابيين في مناقشة الافكار كتاب quot;الله والإنسانquot; للراحل العالم مصطفى محمود فالازهر الشريف برئاسة الشيخ حسن مأمون كتب مذكرة عرض فيها ما يتفق فيه مع ما هو مطروح في كتاب الله والانسان قبل ان يذكر الاختلافات ولم يتم ذكر اسمه بل ذكر فقط م.م. ولم يتم التشهير به او تكفيره وحفظت هذه المذكرة في مجمع البحوث الاسلامي واعتبروا الكتاب يدعو الى العلم! اما المثال الاخر وهو عندما اصدر اسماعيل ادهم كتابه quot;لماذا أنا ملحدquot; رد عليه بكتاب محمد وجدي quot;لماذا أنا مسلمquot; ولم يتم تكفير او هدر دم اسماعيل ادهم.
ومن االنقاط التي وضحتها خلال الاسئلة التي وجهت لها قالت انا لست بصدد الدفاع عن فكر أي مبدع عربي بل بالطريقة التي تناقش فيها افكارهم بغض النظر عن اتفاقي او اختلافي مع افكارهم.
واستنكرت الخوف من المثقف او المبدع العربي قائلة: لم نسمع يوما ان مقال او كتاب او رواية اخرجت مظاهرة، وتساءلت لماذا لا يتم التركيز من قبل الجهات الدينية على امور المجتمع فهي الاهم فلدينا الكثير من المشاكل التي بحاجة الى تكاتف عدة جهات. كما اشارت الى دور الاعلام في نشر الوعي والارتفاع بالذوق العام للمجتمع، وان اعلامنا لا يروج للمثقف والثقافة بالكم الذي يروج به للغناء والفن الهابط!!
وعن معالجة مشاكل المبدع العربي أوضحت بان المثقف لا يستطيع ان يفعل شيئا لوحده لا بد من جهود عدة جهات على رأسها وزارات الثقافة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بالاضافة الى المؤسسات الاعلامية وهنا نوهت الى أهمية المؤتمر العالمي لظاهرة التكفير التي تنظمه جامعة الامام محمد بن سعود الذي سيعقد في سبتمبر القادم لمناقشة اسباب التكفير واثاره وعلاجه وايضا الى القمة الثقافية التي دعت اليها مؤسسة الفكر العربي برئاسة الامير خالد الفيصل بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وجامعة الدول العربية ستعقد القمة في اكتوبر القادم لمناقشة بعض المشاكل التي تواجه الثقافة العربية ومنها حرية انتقال الكتب.
وطالبت الصحفيين عدم تحميل كتابها أكبر من حجمه فالبعض يرى انها تقدم صورة سوداء عن المجتمعات العربية من خلال ما طرحته في كتابها من مشاكل وانها تغرق في جلد الذات العربية وهذا ما نفته الكاتبة وأوضحت بأنها لم تهدف وحتى لم تقم بتقديم صورة سوداء بل كل ما فعلته انها رصدت بعض مشاكل المبدع العربي بحثا عن حل او علاج لها، وعلقت مؤكدة بانها تقصد ان تختار عنوان صادم لكتابها لتسليط الضوء على قضية التكفير واثارها.